أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- المؤجلة














المزيد.....

آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- المؤجلة


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعقيب على رسالة الدكتور كاظم حبيب للسيد عبد العزيز الحكيم

تلبدت سماء أفكارنا بغمامة سوداء هائلة من الضخ والتزييف الإعلامي , فلم نر الشمس المتربعة في كبدها, لكننا نشعر بآثارها التي يحاول الكثير إخفاء مصدرها. لهذا ترى الكثير منا منهمك في التفكير والتنظير والجدال والصراع من أجل إطفاء شمعة هنا, أو شعلة زيت هناك, دون يبني له ظلا أو حاجزا يقيه حر الشمس الحارقة . . لتبقى معاناتنا دائمة دوام غيابنا عن واقعنا, وضلالنا عن هدفنا.

منذ عقود طويلة, من قبلها قرون أطول, يكابد العراقيون الآلام, وينزفون الدماء, ويفقدون الأبناء . .
تحت نفس الأفكار المجرمة, ونفس الفتاوى السوداء, ونفس أدواة الجريمة, ونفس القتلة؛ الذين يتكررون في كل زمان وآن. والضحية واحدة دائما . . هذه هي (الحقيقة) التي قد يضل الإنسان عنها, لأنها ليست بمتناول الجميع؛ لكن ضلاله عن (الواقع المتحقق) لا يمكن, إلا إذا كان غافلا أو متغافلا, أو أراد أن يضل أو يضلل.

إن الدعوة لإقامة الأقاليم هي تطور طبيعي للبنية الهيكلية السياسية العراقية, فرضته ضرورات تأريخية ومرحلية, ولها من المبررات والدواعي الملحة ما لا يمكن التغافل عنه أو تجاهله. وعلى من يدعو إلى عدم (إقامة الأقاليم), بدعوى "الوحدة الوطنية" ـ علما أن لا تضارب بين الإثنين ـ أن يعطي الضمانات المؤكدة والبعيدة المدى, لعدم تكرار ما جرى ويجري عبر العقود والقرون الطوال, وما جرى يجري حاليا, من عمليات قتل وإبادة للشيعة. خصوصا وأن جميع الدلائل تشير ـ ليس إلى إمكانية تكراره فحسب, بل ـ إلى الإصرار على تكراره, من قبل جهات معلومة وغير معلومة, خارجية وداخلية . . فلا أعتقد أن هناك من يتجرأ أو يغامر بإعطاء ضمان مثل هذا.

لقد أصبح حق (إقامة الأقاليم) حق أساسي من حقوق الإنسان في العراق, لأنه يرتبط بحقه في الحياة الحرة الكريمة. وهو (العملية الجراحية) المنتظرة لشفاء العراق المريض, الذي ما انفك يئن من جراحات الماضي والحاضر, بعد ان لم تنفع سنوات وعقود من جرعات التخدير والمهدئات, التي أثبت الواقع الحالي أنها لا تشفي ولا تسمن ولا تغني من جوع.

بعد أن صوت الشعب لصالح قائمة وضعت (إقامة الأقاليم) كأحد أهم أولوياتها, أصبحت مسألة (إقامة الأقاليم) خيار الشعب, الذي ليس للسيد "عبدالعزيز الحكيم" ولا للدكتور "كاظم حبيب", ولا لأي شخص آخر حق التخلي عنه. لأنه سيكون استهانة واستخفافا برأي الشعب ـ وربما ـ سيكون خيانة, على الشعب محاسبة من قام بها.

إن الإنشغال بـ (أصنام مصطلحية) فارغة المحتوى, بعيدة عن الواقع, مستلة من (أفكار أفراد), عممتها المصالح؛ ليعد ضعفا في النفس والفكر والبصيرة, ينبغي علينا مواجهته ومعالجته, بكل الوسائل. فلا يوجد أي مبرر مقبول لكي نبقى متخبطين في هذه العقبات والموانع و (المقدسات المصطنعة) التي وضعها في طريقنا من وضعها, وما هي إلا قناعات ومصالح آنية, تواضع القوم عليها, أو فرضت عليهم في ظرف معين من الزمان والمكان . . وكلنا يعرف كيف كان الناس أيامها, بساطة وطيبة وأمية وجهلا وفقرا. لهم عصرهم وأسلوبهم وقناعاتهم, التي يتحتم علينا مراجعتها وتقييمها, لنرى الأصلح ـ الآن ـ لنا ولبلدنا. فليس القوم بأفضل من القوم, وكل له رؤيته واجتهاده في دفع الضرر وجلب المصلحة.

إننا الآن وبكل صراحة وضوح ـ كوننا عرب شيعة في محيط عربي سني ـ مهددون بخطر الإبادة والإستئصال, أو في أحسن الأحوال الاضطهاد والإستذلال والإستعباد, وهو خطر حقيقي فضحه الواقع العراقي والعربي . . وهو الشمس التي يحاول من يحاول خداعنا عنها بشمعة الوحدة الوطنية المزيفة. وأخوّة السيد والعبد, ومغالطة الإنتماء القومي المجتزأ الواحد, الذي لا يأمنون به إلا عندما تتهدد مصالحهم, أما عندما يطمئنون فيدفعونا عنه, لنصبح ـ تارة ـ "صفويين", وتارة "هنود", و(مريخيون) تارة ثالثة!!! نفس الألسن التي تتشبث بالإنتماء القومي الواحد, تتهم شيعة العراق بهذه الإنتماءات البعيدة والغريبة . .

أيها السادة . .
عن أي انتماء قومي واحد تتكلمون؟

نحن نؤمن بأننا أكثر العرب أصالة, ونعتز بعروبتنا التي نبعت من العراق لتصب فيه, وهذه هي ميزتنا عن باقي العرب, فنحن منبع العروبة لا مصبها, ونحن أصل العروبة لا فرعها . . لكن عروبتنا هذه لم تحمنا ممن قتل وفتك بأبنائنا, واستباح دمائنا, من أخوتنا في العروبة . . حتى أصبح (العراقي العربي الشيعي) عدوا مفترضا عند معظم العرب, حتى الذين نلاقيهم ـ هنا ـ في أوربا.

فجَعْل (الانتماء القومي الواحد) ـ لوحده ـ أساسا لدعوى الوحدة, دون تقييده بواقع كـ "الأقاليمية", يمنع الاستقواء بالأغلبية على الأقلية, ليعد جهلا وسفها وحماقة ما بعدها حماقة. وكأننا لا نعتبر مما جرى ويجري لنا, ونستحقه كله, وأكثر منه!!

إن الشيعة يقتلون لأن لهم في الإسلام رؤية تختلف عن أغلبية العرب, الذين جعلوهم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما أن يبقون ضحية وعبيدا, أو مواطنين من الدرجة العاشرة ـ في أحسن الأحوال؛ أو يجتهدون في حفظ دمائهم, ودماء أبنائهم وأجيالهم اللاحقة سواء بإقامة الأقاليم أو غيرها, فلا مقدس أكثر من حق الحياة. هذه هي الحقيقة التي تعودنا على إهمالها, أو الخوف من كشفها, والتي يتحتم علينا مواجهتها ومعالجتها واستئصال خطرها من جذوره, لكي نعيش بكرامة, أعزاء أحرارا سعداء في وطننا, مع باقي شركائنا فيه؛ ونضمن بذلك مستقبل أجيالنا القادمة. إنها مهمة تأريخية كبيرة, ومسؤولية عظيمة, تلك التي حملنا إياها القدر, لكي نصحح خطأ وظلما وغبنا تأريخيا هائلا وفضيعا.

إن "الوحدة الوطنية الحقيقية" أمر مهم ـ ومهم جدا ـ إلا أنه لا يمكن أن يكون ذريعة تستباح بها الأنفس البريئة, في غير حرب ضد عدو, أو مواجهة لمعتد؛ بل تحت مبدأ ظالم وجائر, هو الحق الإلهي المزعوم لسيادة فئة على فئة . . وهذا هو أصل الداء.



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتشييع الحزب الشيوعي العراقي
- عندما يتدرّع الطغاة بالوحدة الوطنية المزيفة
- أخوة -ناتاشا-, بعد أن أدارت -ناتاشا- ظهرها لهم
- عروبة العراق أم عراقية العرب؟
- قضية البريطانيين . . من حقنا أن نتساءل
- بين وحدة الحقيقة وقيود الأفكار
- قبل فوات الأوان . . الأقاليم الإتحادية هي البديل الأوحد للتق ...
- ملاحظات على مشروع الدستور: (1) مقدمة الدستور
- الفيدرالية الشاملة . . خيارنا التأريخي
- شبهة التصنيف المتداخل: شيعة, سنة, أكراد
- ثقافة التخاون) لدى السياسي العربي)
- وحدة -ونفاق- المتضادات
- (3)- لنفكك قيود -اليسار- و -اليمين- و -الوسط
- أصنام تحت الأقدام
- -المشاعية- و-العولمة- و-الظهور-
- -المعاصرة- حقيقة واقعية وضرورة عقلية
- القصور, التقصير, المؤامرة . . أيها يفسر منهج حكومتنا؟
- دراسات مرتجلة (2) المؤامرة بين النظرية والواقع
- الشعور بالذات . . أثر إجتماعي وتأثر


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- المؤجلة