أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي آل شفاف - أصنام تحت الأقدام















المزيد.....

أصنام تحت الأقدام


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 08:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


غرست في أذهاننا مفاهيم متعددة لا معنى واقعي لها إلا في أذهان من أوجدها وابتدعها (ويجترها) الكثير منا بدون وعي صحيح لأبعادها وآثارها الواقعية على حياة الفرد والمجتمع.
يجمع الكثير من هذه المفاهيم أنها لا تأخذ حياة ومصلحة ومنفعة (الإنسان) ا لفرد وبالتالي المجتمع كقيمة عليا بل على العكس من ذلك نجدها تجعل الهياكل الإعتبارية التي ابتدعت قديما أو حديثا هي القيمة الحقيقية التي يسعون للحفاظ عليها على حساب الفرد والمجتمع.

وهذا ما يوجب علينا إعادة التدقيق في مسلماتنا (العرفية) التي وصلت إلينا ـ في الغالب ـ من دون معرفة من ابتدعها ومن أوجدها ومن حشرها في أذهان العامة والمثقفين على حد سواء. بل وصل الأمر إلى تقديس بعض هذه الهياكل المصطلحية الإعتبارية فتحولت إلى أصنام لا يجوز المساس بها حتى لو قتل من قتل وأبيد من أبيد ودمر ما دمر وخرب ما خرب.

إن مفهوما من قبيل (الوحدة) مثلا نجده مشوشا وفضفاضا وعموميا ويمكن استغلاله قوميا ودينيا وطائفيا وجغرافيا بل وكيفيا أيضا . . وغير ذلك. وليس هناك من مرجح لقبول أحد أنواع الوحدة على الآخر وليس لأحدها مبرر دون الأخرى مهما تكلف الدعاة إليها ومهما حاول أعداءها خصوصا إذا ما نظرنا بمنظار الواقع العملي دون المفترض أو المثالي.

فلو بحثنا مثلا عن الأ سباب الواقعية التي تجعلنا نقبل أو ندعو للوحدة القومية ـ مثلا ـ دون الدينية أو الطائفية أو الجغرافية نجد أنها ـ بالأساس ـ بسبب التفاوت الواقعي في درجة ارتباط الفرد بكل من هذه الإنتماءات, فنجد أن أصحاب الوحدة القومية يدعون أن الإنتماء القومي هو الإنتماء الأساس لأن الإنسان ليس له خيار في الإنتماء القومي بينما باقي الإنتماءات يمكن تغييرها مما يدل على أهمية الرابطة القومية فيرد عليهم أصحاب الوحدة الدينية بالآية الكريمة :" إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وبالحديث الشريف:" ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى" وغيرهما من الأحاديث والآيات وهكذا الأمر بين أنواع الوحدات الأخرى.
"فكل يدعي وصل بليلى * * * وليلى لا تقر له بذاكا".

والحال أن كل منهم قد يكون على صواب ـ نظري على الأقل ـ من الحيثية التي نظر منها للوحدة وليس مطلقا . . فهناك الكثير من الحيثيات الأخرى التي لو نظرنا منها لنفس القضية لوجدنا أن الأمر مختلف جدا وأن السلبيات في كل منها ـ عمليا ـ أكبر بكثير وأن الواقع العملي لا يدعم كل منها.

لذلك علينا عدم الإنجرار وراء الشعارات الزائفة ونضحي بأبنائنا وندمر بلداننا ونعيش حياة تعيسة وبائسة ركضا وراء سراب خادع لا لشئ إلا لأنها أصبحت أمرا واقعا إعلاميا وثقافيا.

إن الأساس العملي الوحيد الذي يعضد ويقوي جميع أنواع الوحدات المبنية على أساس هذه الإنتماءات هو القناعة والرضا والقبول من قبل المجتمعات (متمثلة بأفرادها), أي مصلحة أفراد مجتمع ما بالدخول في وحدة مع مجتمع آخر وبالشروط التي تحقق لهم تلك المصلحة لا بالشروط التي تحقق مصلحة طرف ما على حساب طرف آخر كما هو الحال في العراق الآن.

إن تقرير المصير للشعوب ـ والأفراد أيضا! هو حق لا غبار عليه, من الناحية النظرية. ولكن تحكمة الظروف الواقعية لمرحلة زمنية ما.

فسعي (أكراد العراق) لتقرير مصيرهم هو حق لهم وقد عبروا عن رغبتهم هذه في مواطن عديدة ليس آخرها ذلك الإستفتاء الذي فاقت فيه نسبة المصوتين للإنفصال التسعين بالمئة ناهيك عن تعبير الأكراد هنا في الخارج عن عدم اعترافهم بعراقيتهم!!

فلا أدري كيف تكون (الوحدة الوطنية) مع طرف لا يعترف بها ولا بمشاركته إيانا في بلد واحد. إنه يقول لنا أنه ليس عراقيا بل كردستانيا ولا يعترف بالعراق كبلد له. لكن . . ليس من مصلحته ـ هو ـ الآن أن ينفصل!! لذلك سيبقي نفسه ـ وبرغبته!! محسوبا على العراق ـ على الورق فقط!! وعلينا أن نقبل بشروطه . . . بخ بخ!

كل هذا وعلينا الرضوخ بل والتوسل به أن لا ينفصل!!

تحت شعار زائف يدعى (الوحدة الوطنية) المزيفة . . لا أدري ما الجامع بيننا وبين الأكراد اللهم إلا كذب السياسيين والحكام السابقين الذين صوروا لنا أننا شعب واحد!! فلا القومية ولا اللغة ولا الأعراف ولا التقاليد ولا البيئة ولا المشاعر ولا . . ولا . . وعلاوة على ذلك كله ليست لنا أي مصلحة في بقاء الأكراد كعراقيين على الورق فقط. فكلنا يعرف أن السياسيين الأكراد يعلنون صراحة عن انتماء آخر غير العراق وما بقاؤهم معنا إلا لمصلحتهم الخاصة. فتراهم يسارعون في بناء بنيتهم التحتية من أموال العراق الذي لا يعترفون به! . . فكما نلاحظ أن (شمال العراق) هو الجزء الوحيد الذي يجري فيه الإعمار بل تقام فيه بنية تحتية لدولة مستقلة ومتكاملة وليس بناء مدن تتكامل مع باقي مدن العراق. فالذي يجري (أشبه) بالخدعة!!
على كل السياسيين تحمل مسؤولياتهم في التعامل مع هذا الأمر.

إن المستعرض لتاريخ العراق الحديث منذ إدخال الأكراد في خارطته قبل ثمانين عاما يجد أنهم يشكلون عبئا على العراق بسبب رغبتهم الملحة في تكوين كيان خاص بهم وهذا حق لهم. فكان شمال العراق الحالي منطقة توتر وعدم استقرار ذهب ضحيتها الآلاف من العرب والأكراد فضلا عن ضحايا جرائم صدام . . فطوال الثمانين عاما الماضية كان الشمال (الكردي) يشكل عامل ضعف واستنزاف للطاقات العراقية العربية والكردية أيضا كما أنه ليس فيه مطمع لطامع بل عاش ـ في الغالب ـ معتمدا على باقي مناطق العراق.

لذا . . فليست لنا أي مصلحة في إبقاء الأكراد ضمن حدود العراق بل على العكس فالآثار السلبية لهذا الأمر أكثر بكثير من إيجابياته ـ إن وجدت. فسيكون العراق أكثر تجانسا ووحدة وقوة وغنى وعافية حيث سيتغير الواقع الديموغرافي في العراق فتقل الصراعات الحالية والمستقبلية ويصبح العراق بقومية واحدة تشمل الأغلبية العظمى من السكان مع وجود قوميات أخرى محترمة ولكن نسبها غير مؤثرة عمليا على الواقع السياسي وكذا الحال بالنسبة للدين والطائفة واللغة والجغرافية فضلا عن الشعور المتين لباقي العراقيين بعراقيتهم.

فلنصح من غفلتنا ونعرف ما يصب في مصلحتنا وأبنائنا وأجيالنا اللاحقة فلا نورثهم مأساتنا وتعاستنا فيعيشوا كما نحن عليه الآن من صراع وقتل وتدمير وتخريب.

فصنم الوحدة الوطنية المزيفة . . المتعطش للقرابين من دماء العراقيين والذي لن يرتوي حتى أخر قطرة ا . . يجب أن لا يعبد ـ أبدا ـ بعد اليوم في العراق . . ولن نضحي بأبنائنا قرابين لأوثان مزيفة صنعها منظروا الدم وتجار القلم.

نعم إن دم العراقي أغلى من الوحدة الوطنية الزائفة.

فمن الآن ـ ونحن على أبواب كتابة الدستور ـ على الأكراد إن كانوا راغبين في البقاء معنا في العراق أن يقبلوا بشروطنا وعليهم ـ هم ـ أن يقدموا التنازلات من أجل بقائهم تحت اللواء العراقي لأننا نحن الذين سنتحمل تكاليف هذا الأمر .

وعليهم أن يعلموا أن بقاء الأكراد ضمن العراق هو ضرورة كردية واقعية ملحة وليس ضرورة عراقية!!

فلا مجال لأي تنازل في الدستور ولا مجال لأي تجاوزات غير مقبولة فالدستور يجب أن يكفل للأغلبية التمتع بحقها الذي يتناسب مع نسبتها على أن لا تتجاوز على حقوق الأقليات.



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المشاعية- و-العولمة- و-الظهور-
- -المعاصرة- حقيقة واقعية وضرورة عقلية
- القصور, التقصير, المؤامرة . . أيها يفسر منهج حكومتنا؟
- دراسات مرتجلة (2) المؤامرة بين النظرية والواقع
- الشعور بالذات . . أثر إجتماعي وتأثر


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي آل شفاف - أصنام تحت الأقدام