أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي آل شفاف - يا خراف الله استذئبي














المزيد.....

يا خراف الله استذئبي


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


أرادت الخراف يوما السلم مع الذئاب, وهي تعلم أن ليس للذئاب إلا افتراسها وأكلها, لكنها رأت أن الغابة واسعة وكافية لهما معا, وأن هناك من الطعام ما يشبع جشع تلك الذئاب ونهمها, فقررت الصلح.
فرحت الذئاب بتلك الغفلة, وهذا الغباء الذي أبداه الخراف, فقرر بعضها استغلال الفرصة, والتظاهر بالموافقة, لغرض التقرب أكثر من الفريسة, فيسهل التهامها دون عناء المطاردة والتربص, ولتنعدم بعد ذلك فرص نجاتها أو إفلاتها. دخل هذا البعض من مجاميع الذئاب بين قطعان الخراف, التي رحبت به, وكأن ما كان بالأمس ـ من مطاردة وافتراس وإبادة ـ لم يكن.
سرعان ما وجدت الخراف أنها تنهار وتضعف أكثر مما سبق, بعد أن مهدت الذئاب المتغلغلة في أوساطها الطريق, ويسرته لأخواتها المتربصات. ازداد الافتراس والقتل والإبادة بين الخراف, فيما تتظاهر الذئاب المتغلغلة بينها بالحزن والألم, وتعتذر عن أخواتها الذئاب المفترسة, بأنها لم تكن تقصد الخراف, ولكنها تقصد الكلاب التي تملأ المكان؛ كما أن الافتراس والجشع هو طبع فيها, وتحتاج إلى وقت وصبر طويل من الخراف, حتى يحين موعد تطبعها على حياة السلم معها . .
وهكذا كلما تكرر الأمر, وامتلأت الغابة بدماء الخراف, يتكرر كذب الذئاب, بأن الكلاب هي المقصودة, وعلى الخراف أن تبعدها عن المكان, فيتنادى زعماء الخراف بالصبر وضبط النفس, من أجل الوصول إلى حياة سعيدة هانئة كريمة مع (إخوانهم) الذئاب!! ناسين أن لا عداوة ولا تنافس بين تلك الكلاب وهذه الذئاب, إذ لا يأكل أحدها لحم الآخر بطبعه, فلا خوف منه عليه. لكن الخوف . . كل الخوف . . على الخراف.
غطت دماء الخراف كل شبر من أرض الغابة الجميلة الخضراء, فتحول لونها إلى الأحمر القاتم المظلم, وتناثرت الأشلاء في كل بقعة منها, فتصاعدت رائحة الأجساد المتفسخة, ولم يبق من الأشجار الباسقة والثمار اليانعة إلا أعمدة سوداء, يتصاعد من بقاياها دخان مظلم, تجمع فوق الغابة الحزينة ليحجب عنها أية بارقة ضوء من شمس الحياة.
ضج الأسد الحبيس في جسده, واضطرب وتعالى زئيره, حتى فز "علي" من فراشه, مطلقا صرخة مدوية, أذهلت كل من سمعها . .
يا خراف الله استذئبي . .
يا خراف الله استذئبي . . وإلا, أكلتك الذئاب.

في لوحة حمراء . . تملؤها الدماء . .
قوافل تسري . . من العبيد والإماء
في صورة الإنسان . .
لكنها الحملان
تسوقها خرافها الخائرة الخاوية
تتبعها سحائب سوداء
تظل قطعانا من الذئاب
تنذر بالدمار والخراب
وها هنا . . يختلط الزمان بالمكان . .
وتختفي الألوان . .
في هوة سحيقة
تبتلع الحقيقة . .
وتنشر السراب
ذاك هو العراق
في كل آن غصة . . ودمعة تراق



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار الركن الأخلاقي في السلوك السياسي المعاصر
- أسباب (الردة) الأمريكية عن تطبيق الديمقراطية في العراق
- المفهوم الفلسفي للزمن تحت مبضع التقنيات الحديثة
- لكي لا يقع سيادة الرئيس في فخ (سعادة) السفير مرة أخرى
- صدمة للشعب العراقي . . مقترحات غير مسؤولة
- لغز اختطاف سوزانا أوستهوف
- آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- ال ...
- دعوة لتشييع الحزب الشيوعي العراقي
- عندما يتدرّع الطغاة بالوحدة الوطنية المزيفة
- أخوة -ناتاشا-, بعد أن أدارت -ناتاشا- ظهرها لهم
- عروبة العراق أم عراقية العرب؟
- قضية البريطانيين . . من حقنا أن نتساءل
- بين وحدة الحقيقة وقيود الأفكار
- قبل فوات الأوان . . الأقاليم الإتحادية هي البديل الأوحد للتق ...
- ملاحظات على مشروع الدستور: (1) مقدمة الدستور
- الفيدرالية الشاملة . . خيارنا التأريخي
- شبهة التصنيف المتداخل: شيعة, سنة, أكراد
- ثقافة التخاون) لدى السياسي العربي)
- وحدة -ونفاق- المتضادات
- (3)- لنفكك قيود -اليسار- و -اليمين- و -الوسط


المزيد.....




- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...
- “سريعة” بوابة التعليم الفني نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدو ...
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- جداريات موسم أصيلة.. تقليد فني متواصل منذ 1978
- من عمّان إلى القدس.. كيف تصنع -جدي كنعان- وعيا مقدسيا لدى ال ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس nategafany.emis ...
- “رابط مباشر” نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول برقم ال ...
- امتحان الرياضيات.. تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي وال ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي آل شفاف - يا خراف الله استذئبي