أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - عصمة بعثيي هذا الزمان, بين الحكومة والبرلمان















المزيد.....

عصمة بعثيي هذا الزمان, بين الحكومة والبرلمان


علي آل شفاف

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكي يبني نوح سفينته, فترسو على الجودي, دون ولد يعق, أو غراب ينعق؛
وينشر إبراهيم نور التوحيد, دون جبار باغ, أو نمرود طاغ,
ويوحد "سرجون" بلاد سومر وأكد, دون أن يعبث بها "غوطي"؛
ويبني "حمورابي" مسلته, دون أن يسرقها جنود "كورش",
ولكي ينشر أهل العراق ـ ثانية ـ الإسلام السمح الكريم,
على ملة أبيهم إبراهيم,
دون مارقين أو متطرفين أو إرهابيين؛
ولكي ينهض العراق ليعود من جديد, قطب رحى التأريخ والإنسانية؛

ولكي لا يدفن العراق في مقابر البعث الجماعية, كما دفن أبنائه؛
علينا تخليص العراق, من قتلة أبنائه . .
بل قتلته, الذين قرروا دفنه حيا أو ميتا . .
لا فرق,
فالقضاء عليه بغيتهم,
ودفنه مرادهم.

بعد أن فقد البعثيون السلطة, وبعد أن اطمأنوا أن لا عقاب؛ بسبب الفوضى, وضعف الحكومات التي جاءت بعدهم, وضعف أكثر السياسيين, الذين شغلوا الساحة بعدهم؛ عادت أطماعهم من جديد. لكنهم أيقنوا بأن لا فرصة لهم بحكم العراق, بعد انفلات الشعب ـ الذي أذاقوه الويلات ـ من عقاله. فهو قادر على سحقهم, فيما لو ترك له الخيار. لكن الديمقراطية الشوهاء, والحرية المنفلته, هما ما أعاد الأمل لهم. فقرروا اختراق الوضع السياسي الجديد, تحت غطاء الحرية والديمقراطية نفسه, وقد أفلحوا في اختراق البرلمان والحكومة. وصرح بعضهم ـ بكل وقاحة ـ بأنه دخل البرلمان والحكومة لاختراقهما وإضعافهما وإسقاطهما, بل لإفشال (العملية السياسية) برمتها.

وبين عشية وضحاها, عاد البعثيون, بلباس جديد لكنه شفاف جدا, فلم يواري سوءاتهم. ولم يفلح في ستر مخازيهم. ففاحت عفونة جرائمهم حتى صكت الأنوف قبل الأسماع. مما ألجأهم إلى اللعب بأوراق محترقة, لكنها ـ ومع كل الأسف ـ أفلحت في خداع وإرباك وإرهاب الكثير من السياسيين وأعضاء الحكومة. فشجع تردد وتخوف الحكومة والكثير من السياسيين,هؤلاء البعثيين على التمادي. فبدلا من أن تعامل الحكومة المجرمين وحاضني الجريمة والإرهاب, بحزم السلطة الشرعية, وقوة القانون؛ سرعان ما تنكفئ تحت وطأة التصريحات الإعلامية النارية, فتنسى الجريمة الأصلية, وتنشغل بالتبرير والدفاع ضد التهم البعثية التي أنف عن تقبلها العقلاء, واستسخفها أثقل البلهاء؛ كالاتهام بعدم الحفاظ على الوحدة الوطنية, أو بالطائفية, أو بتسييس القضاء, أو بتهديد الهوية العروبية . . . الخ.

فثمن الوحدة الوطنية الذي يريده بعثيوا البرلمان, هو:

أن يقتل البعثي أبناء الوطن, دون أن يناله عقاب؛
وأن يحرق البعثي أرض الوطن, وعلى الحكومة أن تجزل له الثواب؛
وأن يخرب البعثي مقدرات الوطن, بلا سؤال ولا جواب.
فالتعرض للبعثي, جريمة كبرى يهون أمامها الوطن بأبنائه وأرضه وخيراته. لأن بعثيي برلماننا هم الوطن, بل أغلى من الوطن . . ومن ها هنا يكون حسابهم تفريط بوحدة الوطن! . .

كما أن ثمن الحفاظ على الهوية العروبية لدى بعثيي برلماننا, هو:

أن يتمتع البعثي بالحصانة, وإن هدم جدران الكعبة بالمنجنيق, ومزق أستارها بالمخاريق.
ولم لا . . وقد أنزل البعثي من السماء قبل البيت العتيق, بألف سنة ضوئية, وعشر دقائق أرضية.
فمس البعثي ـ إذا ـ مس بعروبة العراق. حتى لو كان هذا البعثي تركيا أو فارسيا أو شركسيا أو ديـلميا أو هنديا أو أيا كان.

فالعرب ليسوا من بني قحطان كما يتوهم الغافلون, ولا من بني عدنان كما يستغفل الواهمون. إنما هم من أحفاد بعثيي ذلك الزمان . . أي زمان كان! وإن لم يكن ـ بعد ـ ذلك الزمان!

أما ثمن اللاطائفية عندهم, فهو:

عصمة بعثيي البرلمان, وبعثيي كل مكان, من الخطأ والخطل والخلل والخبل, فلا تمسهم سلطة قانون ولا قضاء ولا عقل.

دع عنك ـ إذا ـ مشعان الجبوري, وسرقته الملايين, ودعمه للقتلة والمخربين, حفاظا على الوحدة الوطنية؛
وأياك أن تتحرش بعدنان الديـلمي, ومتفجراته, والمفخخات التي يذهب ضحيتها المئات, لكي لا تتهم بالطائفية؛
ولنفس السبب, إنس صالح المطلك, فالسيارات المفخخة التي وجدت عنده, ليست إلا لعبا للأطفال؛
أما خلف العليان فهو برئ جدا, وما وجود الأسلحة والمتفجرات في بيته, سوى كذبة لمسخ الهوية العروبية!

عجبا لوطن لا تحفظ وحدته, ولا هويته , ولا لا طائفية مجتمعه؛ إلا بالتغاضي عن القتلة, وتركهم يذبحون أبناءه, ويعبثون بأرضة, ويخربون بنيته, ويحرقون ثرواته! فإذا ما تركنا هؤلاء يفعلون هذا كله, فما الذي سيبقى من الوطن, الذي نجهد أنفسنا من أجل الحفاظ على وحدته؟!

لكن بعثيي برلماننا حاروا بسعد الهاشمي (الوزير القاتل), أيهم يلصق بالحكومة تهمة تنجيه, أو تخليه مما هو فيه؟

فهنا قد لا تفلح آلاف التهم البعثية,
فعائلة الآلوسي ليست شيعية,
لكن الحل بسيط . .
وبسيط جدا:
فتوى من ابن جبرين,
أو البراك
أو ابن عثيمين؛
أو حتى من أي فقير . . أو مسكين؛
في الصومال أو القوقاز؛
من باراك,
أو من موفاز . .
فتصبح الضحية,
(مرتدة) شيعية,
وتنتهي القضية.

بلا تطرف, ولا دوغمائية؛ ولا تعجل, ولا غوغائية. هذا هو الواقع, شاء من شاء, وأبى من أبى. فقد أصبح من المسلم به, والمفروغ منه, أن البعثيين الذين لبسوا الوهابية رداء, وجعلوا آل سعود وطاءا, هم أخطر أعداء العراق, وهم داؤه, الذي على العراقيين التخلص منه. فواقع ما يجري في العراق لا يمكن الاشتباه به, ولا الانخداع عنه.

لا شك أن العامل الخارجي لا يقل أثرا في قتل العراقيين لكنه لمن يدقق في الأمر ليس إلا أداة للبعثيين.
فالإرهاب السعودي الوهابي في العراق, الذي ـ بلا شك ـ يتحمل المسؤولية عن أغلب الجرائم بحق أطفال العراق ونسائهم وشيوخهم فضلا عن الرجال. وكذا الدعم والمؤامرات العروبية من الأردن ومصر ودول الخليج. علاوة على الدور السوري البعثي الخطير جدا, الذي مثل بوابة الإرهاب إلى العراق,وإن كانت أسبابه تختلف عن مخططات آل سعود والوهابيين. وكذا الدور الأمريكي الذي يمثل الدور الرئيسي والمحرك الأساسي لكل الأوراق في العراق, بما فيها ورقة الإرهاب, ودوره يحتاج إلى عشرات الصفحات أن لم نقل الكتب. فكل هؤلاء خطرين واشتركوا فيما يحصل في العراق, لكن عملهم مهما اختلفت أهدافه سيصب في مصلحة البعثيين, ويملأ جعبتهم. وهنا مكمن الخطورة . . لأن البعثيين يعيشون على أرض العراق, وكانوا يحكمون العراق, وقد خبروا ناسه, وعرفوا مواطن القوة والضعف فيه, أكثر من غيرهم. كما أنهم برهنوا على أنهم باحثون عن السلطة فحسب, دونها ينعدم عندهم كل ضمير وشرف وإنسانية. والعراق عندهم أهون من حكمه, لذلك قالوا مرارا: أما نحكم العراق أو نسلمه ترابا, وها هم يفعلون.



#علي_آل_شفاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزر المخابرات الأمريكية 2
- الزاحف على عرش آل سعود ببلدوزالمخابرات الأمريكية, بندر ولعبة ...
- دعوة لوضع عائدات نفط (السعودية) في صندوق خاضع لمراقبة للأمم ...
- فضيحة مدوية: مقترح الوسطاء في -نهر البارد- كان ترحيل (الكفري ...
- هل تكون عودة البعثيين . . يوما -للقصاص العظيم-؟!
- بتغرير من بطانته: بغاث آل سعود يستنسر أمام شعب العراق!
- هل بإمكان -المالكي- أن يقلب الطاولة على الجميع
- حق -الحياة وبكرامة- هو ما يرسم حدود الدول ويحدد نظمها
- يا خراف الله استذئبي
- انهيار الركن الأخلاقي في السلوك السياسي المعاصر
- أسباب (الردة) الأمريكية عن تطبيق الديمقراطية في العراق
- المفهوم الفلسفي للزمن تحت مبضع التقنيات الحديثة
- لكي لا يقع سيادة الرئيس في فخ (سعادة) السفير مرة أخرى
- صدمة للشعب العراقي . . مقترحات غير مسؤولة
- لغز اختطاف سوزانا أوستهوف
- آلام العراق بين تخدير -الوحدة الزائفة- وجراحية -الأقاليم- ال ...
- دعوة لتشييع الحزب الشيوعي العراقي
- عندما يتدرّع الطغاة بالوحدة الوطنية المزيفة
- أخوة -ناتاشا-, بعد أن أدارت -ناتاشا- ظهرها لهم
- عروبة العراق أم عراقية العرب؟


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي آل شفاف - عصمة بعثيي هذا الزمان, بين الحكومة والبرلمان