|
التحميل جار....
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 2100 - 2007 / 11 / 15 - 07:50
المحور:
الادب والفن
تتصل فضيلة ذات ال17 ربيعا ، بخطيبها إلياس الذي هاجر قبل سنتين الى إحدى دول البلقان ، قبل أن يستقر بمدينة استانبول بتركيا الآن ، مرة كل أسبوع بواسطة بطاقة تعبئة مضاعفة . هذا الرصيد المضاعف، يرهق ميزانية الأسرة ، ويصيبها في مقتل ، فضلا عن كونه ، لا يكفيها لبسط لواعجها، وإشعار خطيبها برغبتها الجامحة في لم الشمل والالتحاق به ، والعيش سويا هناك ، لذلك ، غالبا ما ينفذ رصيد التعبئة،وهما معا في درج الوصال. على مدى سنتين، ظلت فضيلة شابة طموحة ،وجذابة ،آسرة ، تجمع بين وظيفتين، سكرتيرة في مكتب محام ، ومنظفة سلالم إدارة مخز نية، قبل أن تعتزل الثانية ، وتقتعد منزلها كل صباح ، من اجل رعاية والدتها التي فقدت نور عينيها ذات علاج عشبي مسموم . بعد جهد جهيد ، تمكنت فضيلة من ادخار مبلغ مالي ،كان كافيا لتأثيث صالون البيت العتيق و تجهيزه، ثم ربطه بالهاتف الثابت، في أول الأمر ، ولان الاتصال عبر الايميسين ممتع ، وبأقل تكلفة ،حسب عبدو ابن الجيران ، علاوة على إتاحته للطرفين فرصة اللقاء مباشرة صوتا وصورة ، لم تتردد فضيلة ، لحظة واحدة في ربط منزلها بالانترنيت . نهاية كل شهر ، توزع فضيلة أجرتها التي لا تتجاوز 700 درهما ،ما يعادل 70 دولارا على فواتير الهاتف والانترنت ، ثم فاتورة الماء والكهرباء، وأساسيات أخر. لاحظ عبدو ابن الجيران ، أن فضيلة لم تعد تخرج كعادتها الى مقهى الانترنيت المجاور لحيه كل أسبوع ، فعلى مدى شهور ظلت فضيلة وفية لخدماته في الربط وتجهيز الاتصال بخطيبها. و مساعدتها من اجل تثبيت الايميسين ، وضبط بياناته ، لذلك ، أرسل إليها رسالة يستفسرها عبر الانترنيت لكنها لم تجب. حاول مرات عديدة ، الى أن صادفها فسأل : - لهلا يجعل احبابنا ينساونا.. - عبدو... لم أنساك ، فقط ، إحداثيات .. شغلتني .. أنت أعلم .. الدنيا ومشاكلها - ارتبطت بالانترنيت المنزلي..صحيح - هزت رأسها علامة على الموافقة وأضافت : - ها ديك الشي علاش.. خويا ساحتاجك الليلة في الدار...موافق - رهن إشارتك فضيلة.. - بغيت الايميسين.. - خصنا نتيليشارجيو لوجيسيال ديال الايميسين.. - أنا لا فهم .. - اقصد يجب تحميل البرنامج..حتى تصبح العملية جارية. - كان عبدو يتحدث وهو يمتص شفتيه بلذة، مستحضرا تلك اللحظات الجميلة التي قضياها معا جنبا الى جنب على كرسي بمقهى الانترنت في الحي المجاور حتى أول الصباح . لكن الوضع الآن مختلف تماما ، اللقاء داخل البيت ، وفي معزل عن كل المضايقات. الأمطار الأخيرة التي هطلت على المنطقة ،والرياح الشرقية العاتية ،خلخلت كل التوازنات الهشة ، بما في ذلك حالة الاستقبال والارتباط على الهوتمايل بالمدينة ، فاختفى الشاعر الذي لم تعد تظهر نافذته على الشاشة ، كما من قبل . هذا الأمر اقلق فضيلة ،كما شوش حياة الياس في استانبول، لكن الحاجة زهرة والدة فضيلة ،اقترحت استدعاء ابن الجيران الذي لم يخف سعادته ، بحكم تجربته في مجال الارتباط على الايميسين ، ويستطيع أن يقدم مساعدة في هذا الاتجاه. لم يتردد عبدو في القدوم ، لكنه ، ولأسباب شخصية ، تأخر بدعوى استخراج 250 نسخة من رسالته التي يعدها في موضوع ، طقوس الزواج العربي . حوالي التاسعة من مساء ليلة الخميس ، قرع باب فضيلة قرعا خفيفا ،فتحت فضيلة الباب وابتسامة خجولة لم تفارق محياها، نادت الحاجة زهرة ابنتها: فضيلة، جاء عبدو.. - جا ء ..نعم .. انه بصدد الدخول - فضيلة : عجلي الاتصال بالترك... أجاب عبدو نيابة ، بصوت خافت ، لا.لا. الأمر غير متاح ... يجب أولا ..حذف البرنامج وإعادة تثبيته ..حتى تصبح الخدمة جارية.. -الله يكمل بالخير يابنتي.. لعبت أصابع عبدو في مفتاح الحاسوب، بنزقية ، كما عبثت بشعر فضيلة وجسدها الشهواني الفائر ، كانت رغبتهما جامحة ، وبرد قارس تصطفق له نوافذ الغرفة التي بالكاد يغمر ضوءها المكان . نادت الحاجة زهرة : -فضيلة واش حملت البرنامج.. لا..لحظة يامي ، انه بصدد حذف البرنامج القديم ..وتثبيت الايميسين الجديد. مرت الدقائق ، وتسال الحاجة زهرة ابنتها: والآن... - ترد فضيلة " الخدمة جارية ياامي.. خجلت من نفسها.. حاولت أن تستر جسدها الفاتن العاري، فخلع عبدو قميصه وأعطاه إياها . وقبلها على عجل ، وفيما تسللت هي إلى بيت أمها كي تطمئن .
كان عبدو في كامل رجولته .. وبعد أن ارتميا على السرير معا ،ضما جسديهما بلذة . - فضيلة ، هل تم تحميل البرنامج يا بنتي : همس عبدو وهو يرتعش : قولي لها ...التحميل جاري....، جاري التحميل.... عزيز باكوش
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدبلجة الى العربية ثقافة وتوجه حداثي وليس اجهزة متطورة وآلي
...
-
الزجال محمد بركات يطلق ديوانه الاول - الطائر والحمامة-
-
سكانير في الشارع العام
-
التلفزيون المغربي ليس وطنيا بما يكفي.
-
المؤرخ والباحث المغربي محمد العلوي الباهي في إصدار جديد
-
عياد أبلال، يقارب سوسيولوجيا معضلة الهجرة السرية/ المغرب نمو
...
-
الدكتور جمال بوطيب يلج سوق النساء أو اسرار الجثةالتي تعشق قا
...
-
عن الجريدة المغربية التي تقرا من الخلف
-
خوفا من القرصنة والفوطوكوبي ، يكتب نيني عموده طوييييلا ، ومط
...
-
عن الجريدة المغربية التي تقرا من الخلف1
-
-غزيل الريح- للزجال المغربي محمد اجنياح.
-
الشاعر المغربي أحمد القاطي يصنع الحدث
-
صبايا العرب ،النصف الأعلى إقرأ ،والجزء الأسفل روتانا2
-
الأسلاك العارية لا تخجل من نفسها
-
التلفزيون المغربي يستحوذ على صفقة ب5 ملايين دولار
-
صبايا العرب الجزء الاعلى إقرأ والجزء الاسفل روتانا1
-
الاسلاك العارية لاتخجل من نفسها
-
الى روح ابي ادريس
-
عن الفكاهة الرمضانية التي نستحق
-
صيدلية الأنبياء المتنقلة لصاحبها الحاج عيد الكبير4
المزيد.....
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
-
مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|