أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم حبيب - ضرورة الشفافية والمجاهرة بين مجلس الحكم الانتقالي والشعب!















المزيد.....

ضرورة الشفافية والمجاهرة بين مجلس الحكم الانتقالي والشعب!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 643 - 2003 / 11 / 5 - 04:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أشعر بضرورة جلب انتباه مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة على ملاحظات ثلاث وأتمنى أن تناقش بعناية والخروج بقرارات تساعد على تحسين الموقف بصددها.
الملاحظة الأولى:
يتحمل مجلس الحكم الانتقالي, وكذا الحكومة المؤقتة, مسؤولية النهوض بعملية حوار مستديم مع الشعب العراقي بكل قومياته وأديانه ومذاهبه اتجاهاته الفكرية والسياسية حول الأوضاع الراهنة والسعي إلى الإصغاء الواعي والممسؤول إلى رأي الناس بالوضع وبقوى الاحتلال وبالمجلس والحكومة, كما يتحمل مسؤولية طرح سياساته ومواقفه وإجراءاته على الشعب للحوار معه وإقناعه أو الاقتناع برأي الناس حول القضايا التي ناضل الشعب من أجلها طوال عقود. ولا يمكن الوصول إلى حوار شفاف ومثمر مع الشعب من خلال البيانات والنداءات أو التصريحات الصحفية الفردية, بل يتطلب الموقف نزول أعضاء المجلس والحكومة إلى الشارع, إلى تنظيم وعقد اجتماعات واسعة في المدن والأرياف, في المعامل والجامعات والمدارس ومحلات السكن .. وفي جميع أنحاء العراق لشرح ومناقشة الأوضاع المعقدة الراهنة والاستنئناس برأي الناس والتفاعل معه وعدم ترك المجتمع فريسة التقارير الصحفية غير الموضوعية أو الإشاعات والعيش في قلق دائم حول يومه ومستقبله. إن البقاء بعيداً عن الناس يقود إلى عزلة المجلس عن واقع الناس ومشكلاتهم وأحاسيسهم ومواقفهم العملية, ويدفع بالكثير منهم إلى معارضته والسير وراء من ينتقده حقاً أو باطلاً, كما أن مثل هذه العزلة تضعف مواقف المجلس أمام سلطة الاحتلال وأمام من يشير إلى أن المجلس معين من سلطة الاحتلال ولا يملك حق إبداء الرأي وهو معزول وخائب.
إن متابعتي لنشاط أغلب أعضاء مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة تشير إلى أن المجلس ما يزال يقف بعيداً عن حركة الناس وتجمعاتهم. وهي إشكالية بيروقراطية كبيرة إذا ما استمرت وتفاقمت وتحول المجلس إلى هيئة فوقية لا صلة له بالشعب ومشاعره. ومثل هذا الواقع لا علاقة له بما نناضل من أجله ويفترض أن يتغير لصالح الوجهة السليمة, أي البقاء في وسط الجماهير والتفاعل معها وعكس وجهات نظرها وحاجاتها بدلاً من الغوص بالحياة الحزبية الضيقة, فأعضاء الأحزاب السياسية العاملة في العراق لا يشكلون حتى 1% من سكان العراق. أن العيش الفعلي وسط الناس والحوار معها والاستفادة من تجربتها الغنية والاستماع إلى همومها الثقيلة يمنح أعضاء المجلس الرؤية الصافية والواعية ويرفع من الوعي العام ويمنح الصدق في التعامل والتعبير عن إرادة الناس ويعطي القوة للنضال من أجل تحقيق تلك الإرادة. والعكس صحيح أيضاً.

الملاحظة الثانية:
إن التحالفات السياسية التي تقيمها الأحزاب السياسية العراقية, سواء أكانت في ما بينها أو مع سلطة حاكمة أم مع دول عربية ومجاورة أم مع سلطة التحالف المحتلة يفترض فيها أن لا تمنع, كما تعودت القوى السياسية العراقية عليه طيلة العقود المنصرمة وكانت له عواقب وخيمة على الجميع, من توجيه النقد الموضوعي, العقلاني والجريء للسياسات والإجراءات والمواقف من أجل تغييرها أو تعديلها لصالح القضايا المشتركة التي تمس البلاد. إن السكوت أو المجاملة والتردد في ممارسة النقد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع ولا يخدم أحداً. ولا يفترض أن يبقى النقد في الغرف المغلقة ووراء الكواليس وبعيداً عن سمع وبصر المجتمع بفئاته وأوساطه المختلفة. فمثل هذا النقد لا ينفع كثيراً وغالباً ما أدى إلى عواقب سلبية على الحركة السياسية العراقية. ولنا في الفترة التي أعقبت ثورة تموز 1958 حتى الوقت الحاضر ما يؤكد خطأ ممارسة النقد في الغرف المغلقة أو السكوت عن الأخطاء وعدم طرحها بصوت مسموع على المجتمع مباشرة ليتدبر أمره. إن المجتمع العراقي الذي يسعى لبناء الديمقراطية بعملية معقدة وطويلة وتحت الاحتلال الأجنبي حالياً يريد ترض من مجلس الحكم الانتقالي أن يمارس النقد بصوت مسموع إزاء سلطة الاحتلال والإدارة الأمريكية وإزاء نشاطه أيضاً, يريد أن يعرف المطالب التي يطرحها المجلس والسياسات التي يريد تبنيها لكي يستطيع مناقشتها ومن ثم التزامها والدفاع عنها. أن تبني الشعب لسياسات المجلس ومواقفه ستمنحها  قوة الدفع الضرورية والزخم المناسب لمواصلة النضال من أجلها وضمان الوصول إلى نتائج إيجابية. كما أن الشفافية والمجاهرة والنقد البناء يفترض أن تحصل في ما بين القوى السياسية المختلفة, سواء تلك المشاركة في المجلس أم في خارجه. إن النقد والأحاديث النقدية من وراء الكواليس لا تحل المشكلات ولا تساهم في التوعية, بل تقود إلى تراكمها وتفجرها دفعة واحدة وتدفع بالبلاد إلى محن جديدة. لهذا أرى ضرورة ممارسة مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة وكذلك الأحزاب السياسية العراقية ممارسة الشفافية الصادقة والمجاهرة الفعلية مع الجماهير الشعبية في كل القضايا التي تمس حياته الراهنة وعلاقاته ومستقبله, وإزاء جميع القوى السياسية الفاعلة في العراق وإزاء قوات الاحتلال على نحو خاص وإزاء النفس أيضاً.

الملاحظة الثالثة:  
يفترض في مجلس الحكم الانتقالي أن يدعو وبقوة إلى إجراء تعديل جدي على قوامه الراهن بما يسهم في توسيع قاعدته وشمولها لقوى جديدة تريد الخير لهذا البلد, ولكنها تختلف في الرأي والتصورات والحلول, وهو أمر طبيعي. ومن خلال ذلك يمكن للمجلس أن يوسع قاعدة المؤيدين لوجوده وعمله أولاً, ويضمن تفاعل القوى المؤيدة والمعارضة في وعاء واحد هو المجلس في الفترة الانتقالية ثانياً, ويساهم في تحييد أو عزل قوى سياسية أخرى تقف بالضد من تأمين الأمن والاستقرار والتطور للبلاد.
إن النظرة الضيقة في تشكيل مجلس الحكم الانتقالي والحكومة المؤقتة, وبالطريقة التساومية التي تمت مع الإدارة الأمريكية, بسبب إصرار الأخيرة على عدم عقد مؤتمر عام لانتخاب المندوبين والممثلين في المجلس, لم تكن في صالح المجلس القائم ولم تعزز دوره ومكانته في أوساط الشعب. وللمجلس حق المطالبة بتغيير هذا الوضع من خلال مطالبته بتوسيع المجلس واستكمال صلاحياته وواجباته والعمل على إنجاز مهماته. إن إنجاز مهمات المجلس مسألة ذات أهمية بالغة ويفترض أن لا تتم خلف الكواليس أيضاً, ومنها التحضير للدستور وإنجازه وقانون الانتخابات, بل يفترض مشاركة الشعب بذلك, إذ أنها الضمانة الوحيدة والفعلية القادرة على تحقيق المهمات المنشودة الآن وفي المستقبل, كما أنها الضمانة الفعلية لمواجهة أعمال التخريب والإرهاب ضد الشعب التي تقوم بها قوى الردة والظلام العراقية أو القادمة من وراء الحدود.
نأمل أن يدرس المجلس هذه الأفكار البسيطة والمهمة في آن واحد, لكي يستطيع تعزيز ثقة الناس به كهيئة مسؤولة وقادرة على تحقيق ما تلتزم به, وقادرة على تبني مصالح الجماهير والتعبير عن إرادتها والالتصاق بها والتعلم منها والسير معها صوب الحرية والديمقراطية وممارسة حقوق الإنسان, صوب المجتمع المدني الديمقراطي الفيدرالي.

برلين في 3/11/2003  



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة الاقتصادية في العراق
- من أجل النقل المسؤول للسلطة إلى مجلس الحكم الانتقالي وتعزيز ...
- حوار مع السيد بريمر حول المدخل لإصلاح الاقتصاد العرقي!
- المناضلون العراقيون الأقحاح ماذا يريدون؟
- الصراع الطائفي محاولة مقيتة لتشويه وجهة الصراع الحقيقي في ال ...
- عواقب الجريمة الأكثر بشاعة التي ارتكبها صام حسين بحق الشعب ا ...
- إنها صحوة موت ولكن, ....!
- المسألة الكركوكية: التطهير العرقي فكراً وممارسة في ظل الاستب ...
- دراسة أولية مكثفة عن أوضاع الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ...
- هل للملكية-الإقطاعية حظ من القبول في العراق؟
- نحو معالجة المشكلات الأساسية التي تواجه الشعب في المرحلة الر ...
- هل سيتعلم القطب الأوحد من دروس العراق وأفغانستان؟
- النص الكامل للحوار الصحفي مع الشرق الأوسط
- مرة أخرى مع الدعوة لإقامة الملكية في العراق!
- أحذروا الأعداء: هل يراد تحويل العراق إلى أفغانستان الفترة ا ...
- الصراع الطائفي محاولة مقيتة لتشويه وجهة الصراع الحقيقي في ال ...
- كلما تأخر تشكيل حكومة مؤقتة, اتسعت دائرة العنف والمطالبين با ...
- من أجل أن نترك وراءنا مظاهر الاستبداد والعنف والقسوة في السل ...
- ماذا يجري في العراق, ولمصلحة من, وكيف نواجهه؟
- الأهمية المتنامية لوحدة قوى الشعب في مواجهة تحديات القوى الف ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كاظم حبيب - ضرورة الشفافية والمجاهرة بين مجلس الحكم الانتقالي والشعب!