|
|
بلاغ هام حول هموم بليغة
علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:26
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كان منتظرا ان تصدر قيادة الحزب الشيوعي العراقي بلاغا وافيا عن اعمال الاجتماع الدوري للجنته المركزية ، ومن المتوقع والمؤكد ان جملة هموم بنات وابناء الشعب العراقي ستتصدر اعمال مثل هذا الاجتماع ، وليس هذا فجسب ، وانما كانت انظار رفاق الحزب وانصاره وعموم جماهير التيار الديمقراطي تتطلع الى اجابات الحزب على تساؤلات ساخنة تعنى بمجريات اوضاع البلاد ، وما هي افاق العملية السياسية ، وكذلك مخارج الازمة التي غطس فيها العراق الى هامته ، وجاء البلاغ على اثر انتهاء الاجتماع المنعقد في 13 - تشرين الاول 2007، وكما كان منتظرا فقد انطوى على اجوبة امينة ومسؤولة صافية النوايا تخلو من عوالق وشظايا المفخخات السياسية التي تملأ العملية السياسية ، زد على ذلك تمخض الاجتماع عن التأكيد على حل للازمة سبق وان قدمه الحزب في مشروعه الوطني الديمقراطي حول انهاء المعضلة العراقية . ومن نافلة القول ان الحزب الشيوعي العراقي يكاد يكون متفردا بمثل هذا التقليد الديمقراطي ، الذي يقدم فيه سياسته الى الجماهير لمناقشتها واغنائها وبشكل دوري ، ثلاث مرات في السنة . * التطورات السياسية واحتمالات المستقبل : في هذا الامر جاءت توقعات اللجنة المركزية بعيدة عن المجاملات وتزويق مستقبل العراق في ظل استمرار الصراعات المحتدمة بين القوى السياسية العراقية المعنية بالامر، واجابت من خلال البلاغ ( بان الاوضاع ستبقى مفتوحة على احتمالات عديدة ، وهي مرهونة بالوصول الى توافقات ينبغي ان تكون كفيلة باخراج البلاد من هذه الازمة )، ومع كل هذه اللخبطة العويصة في العملية السياسية الا ان الحزب الشيوعي قد لفت الانتباه محذرا من الحملة الاعلامية المناهضة لهذه العملية لكونها سوف لن تؤدي الى سوى ( العودة بالبلاد الى نقطة البداية، مما يؤدي الى استمرار عجزالاداء الحكومي ) غير ان البلاغ لم يتجاوز حقيقة ارتباط هذا العجز بآليات تشكيل الحكومة ( نظام المحاصصة الذي ترافقه مظاهر الفساد مما افقد الدولة الكثير من هيبتها )، كما يلمس بان اجتماع اللجنة المركزية للحزب لم يكتف بتقديم الاجابات وانما ارفقها بأسئلة ملحة ولكن غير مباشرة ، حول بقاء الملف الامني وتعقيداته هاجسا اساسيا للمواطنين، رغم التحسن النسبي في الاوضاع الامنية بشكل عام ،وعن تعثر مشروع الحوار والمصالحة الوطنية ، وتواصل تدهور الخدمات العامة ، وارتفاع الاسعار ، واستمرار التدخل الخارجي في الشأن العراقي الداخلي ، ومما لاشك فيه ان بقاء هذه الملفات دون حل يثير التساؤل حقا ، لكونها هي بدورها تشكل عوامل فاعلة في تعطيل تطور العملية السياسية ذاتها وعليه فقد اكدت قيادة الحزب بان العملية السياسية تواجه صعوبات جدية واختلالات كبيرة ، وقد اجابت على تساؤل مفترض - ما هو الحل ؟ : ( بأن الحل لابد من ان يكون من الداخل العملية ،و حرصا على تأمين نجاحها تنبغي المشاركة الفاعلة من السلطة وتحشيد ما يمكن من القوى والامكانيات لانجاز الاصلاح باسرع ما يمكن ) ، منوهة الى ان ادراك الكتل السياسية لخطورة ما سيخلقه الاستعصاء واستمرار حالة الفرقة والتشتت من تداعيات لاتحمد عواقبها . ومن الامورالتي حرصت اللجنة المركزية على تاكيده ، هو الوضع الامني مشيرة الى( انه مازال نسبيا ، وهو مرهون بديمومته وتوطيده وذلك بتجاوز التعثر في الميدان السياسي وتفعيل المصالحة والمشاركة الفعلية لكافة الاطراف في القرار السياسي )، وبهذا المنطق قد تجلى الموقف الوطني الحريص للحزب الشيوعي العراقي بالدعوة الى مبادرة وطنية شاملة لفتح حوار بين كل القوى الحريصة على انجاح العملية السياسية ، بهدف تشكيل اوسع تحالف سياسي على اساس برنامج وطني ديمقراطي ، يتكفل بانقاذ البلاد من ازمتها الخانقة ،ويبني عراق ديمقراطي فدرالي موحد و كامل السيادة ، وهنا يجدر لفت الانتباه الى ان الحزب الشيوعي قد طرح مشروعه الوطني الديمقراطي للحل والذي يمكن بل ينبغي اعتماده لما ينطوي على معالجات حريصة ومخلصة وبعيدة عن المحاصصات من شأنها ان تقطع الطريق على النهج الفئوي والطائفي والعرقي الذي هلك شعبنا بكل اطيافه ، وكان حقا مشروعا رائدا وناصعا بمصداقيته الشفافة . وقد وضع المجتمعون خطورة التوجهات الامريكية التي تجلت بتقرير (بترايوس – كروكر ) نصب اعينهم فشخصوا انعكاساتها المؤذية للوضع العراقي محذرين من عواقب التوقعات غير الصائبة حولها المستندة على التمنيات التي خلقت حالة من الشد والجذب ، داعين الى التعامل الواقعي ورسم التوجهات وفق ما تمليه المصلحة العليا للشعب و الوطن ، اما قرار( بايدن ) فقد اكد الاجتماع رفض الحزب لهذا القرار الخاطئ ، دون ان يغفل عن التاكيد على موقفه الذي يرى في النظام (الفدرالي )الحل الديمقراطي للقضية القومية الكردية في ظروف العراق الملموسة رابطا كل ذلك بارادة المواطنين الحرة وحقهم في الاختيار ، ووفقا للدستور الى جانب تعزيز اللاممركزية للمحافظات وتكوين الاقاليم بعيدا عن الطائفية شريطة ان يكون في ظل المصالحة الوطنية وتهدئة الاوضاع الامنية واعادة الاستقرار.وكما هو ديدن الحزب الشيوعي الذي عود شعبه العراقي على التواصل المباشر مع همومه سواء كانت الحاضرة منها اوالمستجدة ، وبهذه الروحية تصدى الحزب للاشكال الحاصل في العلاقة مع الجارة تركيا ، ولخصه بالقول ( بوجوب اللجؤ الى الحوار السلمي والوسائل الدبلوسية لحل المشاكل الناشئة بدلا من التهديد بالقوة والاجتياح العسكري ، وان تحل قضية حزب العمال على الاراضي التركية وبشكل سلمي وديمقراطي بما يضمن حقوق الشعب الكردي وفقا للقوانين والمواثيق الدولية) . يتبع
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلاغ هام حول هموم بالغة
-
سيمفونية العملية السياسية بلا مايسترو
-
حضرت الديمقراطية فغاب الديمقراطيون
-
عنوان ابيض على راية حمراء
-
حكومة .. خارج النص
-
تشكيل الحكومة بين الاستحقاقين المطلق والنسبي
-
الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها 2 من 2
-
الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها1 من 2
-
الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها
المزيد.....
-
من أجل غزة والسودان وكلّ الأوطان: “كتلة تاريخية” ضدّ الطغيان
...
-
الماركسية حية وتتطور، ولا غنى عنها
-
كفاح شباب فم الحصن- طاطا وكادحيها: مقابلة مع الرفيق باني
-
The UAE Should Be On The Financial Action Task Force Grey Li
...
-
MAMDANI WINS!!! – Now the Hard Work Begins!
-
الحرية لأحمد عرابي المحبوس احتياطيا منذ 3 سنوات..كفى تنكيلا
...
-
مسلم يساري ومؤيد لغزة.. هل زهران ممداني واحد منا؟
-
?اگ?ياندني ک?تايي هاتني پلين?مي چوار?مي ک?ميت?ي ناو?ندي
-
The Truth of Society, Ideological Consistency, and the Const
...
-
Contesting Germany’s AfD
المزيد.....
-
كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة
/ رزكار عقراوي
-
كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية!
/ طلال الربيعي
-
مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
المزيد.....
|