أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بهنام المالح - تركيا بين المراوحة في القديم وخيار السير نحو الحداثة














المزيد.....

تركيا بين المراوحة في القديم وخيار السير نحو الحداثة


سامي بهنام المالح

الحوار المتمدن-العدد: 2080 - 2007 / 10 / 26 - 05:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صعب على تركيا ان تهضم قرار لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي باعتبار احداث عام 1915 وما جرى للارمن ابادة جماعية منظمة. واذ ثارت صخبا ورفضا كما فعلت من قبل حيال قرارفرنسي مماثل، فهذا مؤشرعلى اصرارتركيا، بحكومتها الاسلامية المعتدلة وعساكرها المتشددين واحزابها العلمانية التركية القومية، ان تبقى اسيرة ازماتها التاريخية المزمنة، لاتجيد التقدم بجرأة نحو الديمقراطية الحقيقية والحداثة.

ان اصرار تركيا على معالجة ازماتها وحل مشاكل الاقليات، من خلال رفض الواقع القائم واعاقة تطوره، وعدم ابداء الرغبة والاستعداد في مراجعة الماضي والتقييم الموضوعي والجاد للتاريخ، وارهاق الدولة والمجتمع ببناء المزيد من الثكنات وتحريك الجنود واستعراض القوة، ما هو الا خيار تعميق واشتداد الازمات؛ المزمنة منها، والحديثة ايضا، كتلك المتعلقة برسم علاقة عقلانية بين متطلبات الديمقراطية وضمان حقوق الانسان الاساسية، وترسيخ تقاليد وثقافة تحاكي وتنسجم مع تقاليد وثقافة المحيط الاوربي العلماني المتمدن الذي تسعى الى ولوجه.
ان التقدم نحو الانتماء الى الاسرة الاوربية وبناء الدولة الحديثة وتعزيز الديمقراطية، التي لابد من التضحية بنقيضها المكبل ثمنا لقطف خيراتها، يتطلب الجراة والاقدام والارادة والانفتاح، ويستوجب البحث عن الحلول التي تعززالوطنية التركية وتضمن الشراكة في بناء المستقبل، وتهييْ البيئة التي تضمن الاستقرارالسياسي والاجتماعي وتؤسس لنمو اقتصادي مضطرد، وتطويرعلاقات اقليمية مستقرة وبناءة.

فأوربا لاتخجل من ماضيها، وهي حاكمته بعلمية وبعقلية جديدة وعينها على المستقبل، وهي تتحرك اليوم الى امام نحو الوحدة والتكامل الاقتصادي والتضامن وضمان الاستقراروالسلام وتلافي تكرارالماسي والحروب. اوربا سائرة الى امام بخطى حثيثة بعد ان حددت جدول اولوياتها باحثة عن الحلول الناجعة لكل ما يعيق توفيرالحرية والكرامة والحياة الرغيدة للانسان المواطن.

تركيا تقف اليوم امام خيارتاريخي. البقاء في دائرة التازم الداخلي وتغذية الوطنية التركية القومية، ورفض الاستجابة لمتطلبات واستحقاقات الحداثة، والتلكؤ في استثمار انجازات التعاون والحواروالاعتراف بحق الشعوب في تقريرمصيرها، والهروب من دفع فاتورة الانتماء الى الاتحاد الاوربي وبالتالي استفحال الازمات والتأخرعن ركب الحضارة والتطور، ام اللحاق باوربا وبهمة وجرأة واعتماد السلام والحوار لضمان حقوق جميع المواطنين وحل كل الازمات والاحتقانات الدينية والقومية والمؤسساتية، بحكمة، من دون اي حنين للماضي، وبالتخلص من مشاعر الاستعلاء القومي والغاء الاخراو السعي الى خنقه وسحقه تحت اقدام الجندرمة وعجلات الدبابات.

ثمة مؤشرات ومحاولات مشجعة شاهدتها تركيا في السنوات الاخيرة، منها الاعتدال في حل اشكالية الدين بالدولة، ومحاولة انقاذ هيبة مؤسسات الدولة الديمقراطية من سطوة الجنرالات، وتاكيدات قادة حزب العدالة على التمسك بالشرعية والعلمانية وقواعد اللعبة الديمقراطية.
غيرانه وللاسف ثمة تراوح ونزعة للتشبث بالتقاليد والتراث المثقل القديم ذات جذورعثمانية، مؤشرات محبطة، منها ما تجسد الاجماع التركي على خياراستخدام القوة والتهديد، والقفزعلى الواقع لمعالجة الملفات الساخنة التي تتعلق بحقوق القوميات والاديان، والاعتراف بجرائم الابادة الجماعية للارمن والمسيحيين من الكلدان الاشوريين السريان في عام 1915 ، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الجارة وحرية الرأي والتمييزغيرها من الملفات.

خيار تركيا، سيؤثرحتما، تاثيرا كبيرا ومباشرا على مجرى الاحداث وتطورالاوضاع في العالم الاسلامي برمته، وبشكل خاص على مستقيل المنطقة. فلنترقب!





#سامي_بهنام_المالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى العاشرة لرحيله توما توماس رمز كفاح شعبنا و وحدته
- الوطن بيني و بين صديقي التركماني
- نعم للتظاهرات السلمية و لا للعنف القمع !
- ثلاث سنوات على سقوط الصنم العراق الى اين؟
- التنمية و الامن و حقوق الانسان ملفات الوطن الدامي تنتظر تشك ...
- ماذا ينتظر الانسان العراقي من الحكومة المقبلة
- شعبنا الكلداني الاشوري السرياني و الدستور
- تبعيث التعليم من اخطر جرائم نظام البعث البائد
- تحالف القوى العلمانية و الديمقراطية و اليسارية حاجة ملحة و ض ...
- تيار ديمقراطي فاعل من اجل تطوير العملية السياسية و ترسيخ الد ...
- لا لقضم الديمقراطية ولا لحرمان الناس من ممارستها
- تضامنا مع جماهير سهل نينوى
- تمنيات للعام الجديد
- الدفاع عن المسيحيين، دفاع عن مستقبل العراق
- الى ذكرى الشهيد عبدالمطلب كمال العزاوي ـ ابو سعيد


المزيد.....




- بوتين يثير تفاعلا بحركة قام بها قبل مغادرة ألاسكا بعد لقاء ت ...
- أناقة بلا أخطاء.. الأصول الكاملة لاختيار النظارات الشمسية
- مصر.. تدوينة تطلب بمنع الخليجيين من أم الدنيا ونجيب ساويرس ي ...
- -التهديد بحرب أهلية-.. نواف سلام يرد على أمين عام حزب الله
- ترامب نقلها باليد خلال قمة ألاسكا.. رسالة من ميلانيا إلى بوت ...
- قمة ألاسكا بلا اتفاق نهائي… ترامب يمنح اللقاء -10 من 10- وبو ...
- اختتام قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا دون اتفاق بشأن أوكرانيا
- مصرع 18 شخصا بسقوط حافلة في واد بالجزائر وإعلان حداد وطني
- هل تهزّ التحديات المالية عرش كوداك، أسطورة التصوير منذ 133 ع ...
- كييف تقول إن موسكو أطلقت 85 مسيرة هجومية وصاروخا باليستيا خل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بهنام المالح - تركيا بين المراوحة في القديم وخيار السير نحو الحداثة