أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منهل السراج - جائزة نوبل غرباً وجائزة العيد شرقاً














المزيد.....

جائزة نوبل غرباً وجائزة العيد شرقاً


منهل السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:28
المحور: الصحافة والاعلام
    



ربما كثر يستحقون نوبل ولا ينالونها، حلم نوبل يداعب معظم الكتّاب المشهورين، وهو حلم موجع لمن يرشح ولا يفوز.
أترى الكاتب يحلم بتلك الجائزة كي يثبت للعالم أنه كان على حق؟ أم لكي يثبت لنفسه التي زعزعها التردد والتساؤل بأن العمر لم يهدر وهاهو يكافأ بانتصار كلمته..؟
أم بكل بساطة يحلم الكاتب بالفوز لكي يقول لأمه التي أنبته طويلا على طريق اختارها ولم ترضها بأنها لم تكن محقة في تفضيل أخيه عنه، كما قال أورهان باموق في إحدى مقابلاته؟
أم لكي يبرهن لمن اختلف معه في الرأي أو في الاعتقاد بأنه الأجدر بالبقاء، وعلى الآخر أن يقبل بهزيمته الساحقة لأنه لم ينل مثله وسام العالم/ جائزة نوبل.
كثيرون أخذوا على أورهان باموق العام الماضي في كلمته على مسرح نوبل تجنبه ذكر مواقف واضحة من السياسة العالمية، واعتبروا كلمته التي ألقاها على مسرح الجائزة أفكارا ذاتية لا تخدم ولا تساعد، ذلك لأن الكاتب الإنسان يومها تحدث كما يفعل دائما عما خطر بباله، عن غرفة أبيه وفلسفة أبيه في أن الحياة بسيطة وتستحق أن تعاش بكل ما فيها من عذابات.

في كل عام في الواحدة والنصف من ظهر الخميس الثاني من تشرين الأول "أكتوبر" يرن جرس نوبل. يفتح باب خشبي ثقيل ينتظر أمامه عشرات الصحفيين، ويخرج ممثل اللجنة ليعلن بخمس لغات خبر الجائزة الذي يضم اسم الفائز وجملة أو جملتين يختصر بهما الباعث الذي منح الكاتب الجائزة لأجله.

"نوبل هي الجائزة الأكثر سحرا من كل الجوائز في العالم".
قالت دوريس ليسينج مبتهجة بخبر فوزها لهذا العام.
عمرها 88، ولدت في إيران وترعرعت في زيمبابوي. وكان أول رواية صدرت لها عام 1950 عن علاقة بين شابة بيضاء مزارعة وبين خادم أسود.
اختارت لجنة نوبل لهذا العام دوريس وكان الباعث نضالها من أجل قضايا النساء..
خلال دقائق معدودات فرغت رفوف المكتبات من مؤلفاتها، وانتشرت التعليقات الكثيرة، إيجابا وسلباً لهذه النتيجة.
ضم برنامج مسائي عددا من الكتاب والنقاد على التلفزيون السويدي، كان حول مجريات نوبل، كانت دوريس بصورتها المكبرة تحتل الاستديو، واضعة كفها على أذنها كمن يطرب لسماع موال كان ينتظر سماعه منذ زمن.
راحوا يعلقون على أدب الكاتبة وتاريخها وعلى حيثيات الجائزة، وينتقلون إلى لقطات مصورة لها يوم تلقيها الجائزة.
آثرت الفائزة أن تقابل الصحفيين في حديقة بيتها، بدت بتنورتها العريضة وهي جالسة على درجات بيتها عند العتبة، ووجهها المليء بتجاعيد السنين كأي أم من ريف شرق سوريا، أنهت العجن والخبز وجلست تنتظر أن يغلي الماء كي تغسل الثياب.
بدت أماً لشباب رحلوا من وقت طويل، امرأة وحيدة، أومحاربة قديمة. ومع ذلك كان لديها حكمتها، عن العالم وما يحدث فيه، وبخت تارة وأنبت تارة أخرى ونصحت كما يحدث عادة حين يضيق الصحفيون على نجم الخبر.
لم يبد على صاحبة الفوز أنها مكترثة كثيراً لهذا الضجيج الذي أحدثته.. طرحت أفكارها في السياسة والفكر والايديولوجيا والتاريخ وتحدثت عن أفريقيا وتناقضاتها.
أخرجت صورها وراحت تتذكر سنين المراهقة وكيف كبرت وكفرت بتلك الأيديولوجيات بعد أن تبنتها كمعظم الشباب.
قالت إن حلم نوبل كان بعيداً، وكان ذلك منذ ثلاثين عاماً.
كانت قطتها السوداء اللامعة المدللة تتبختر بذيلها أمام الكاميرا. قطتها التي اختارت صورتها غلافاً لآخر رواياتها.

صورة دوريس على درجات بيتها وابتسامتها الطيبة وجبينها المسن، استحضرت في أذهاننا صور أمهات من الشرق المتعب، أمهات مستلبات، لم يكتبن سيرتهن ولم يطرحن أفكارهن، لم يعشن الحياة، بل صنعنها بلغتهن الخاصة، لكنهن لم يكافأن عليها. ذلك لأنه لم يخطر ببال ألفريد نوبل حين اخترع الديناميت، أن يخصص جوائز لهؤلاء. ذلك لأن القدر وغيره خصص لهن الوجه الآخر للاختراع.

اختراعات نوبل أفادت في شق نفق سان غوتار في جبال الألب، وفي تنظيف مجرى نهر الدانوب، وفي شق قناة في اليونان، وفي أعمال التنقيب عن النفط في منطقة بحر قزوين.
ولكن حين انتبه العسكريون إليها، لوى التاريخ إرادة الفريد نوبل، وصارت "متفجرة نوبل" هي السلاح الأكثر انتشارا في الحرب العالمية الفرنسية- البروسية، وهي ذاتها جعلت الرجل من أغنى رجال العالم، وإن ظل أكثرهم حزناً.
صار يرسم كل يوم اللوحة ذاتها: أنقاض الانفجار وملامح أخطبوط وفي الخلفية هدوء وسلام.
وفكر بطريقة يكفر فيها عن اختراعه، فعثر على الحل بأن كتب وصيته جوائز لمن يناضل ضد اختراعه.. من أجل السلام والأدب وغيره..
كان نصيب دوريس أموال نوبل، نامت على موال أعجبها وعلى حلم أخيرا رسا وتحقق، واستيقظت على ضجيج التصفيق والتحيات والتباريك..
أما الأطفال وأمهاتهم فقد ناموا حالمين بثياب العيد وحلوى العيد، ولكن حين استيقظوا كان نصيبهم أخطبوط اللوحة، ذهبوا آخذين الآس إلى قبور الآباء مرتدين ثياب العيد ولم يرجعوا. ذلك لأن جائزة العيد كانت من الديناميت.



#منهل_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب حين يعملون شرقا وحين يعملون غربا
- الترجمة الشفوية، العلة في العتالين
- حبيبة أورهان باموق
- حجاب المهاجر
- الأمن تاج على رؤوس الآمنين
- اللجوء إلى السويد
- علاقات ساخنة علاقات باردة
- نساء الشان العام
- مجموعات ومواقع سقط عتب
- حجاب أم عقيدة أم إنه عادة
- ألفريدة يلينك قلم كاره وممتعض
- من أجل الغزال
- فصل من رواية بعنوان -كما ينبغي لنهر-
- ولو بدمعة.. حماة
- بين أعياد العالم وأعياد سورية
- زوجة الشاعر
- خصوصاً النساء
- كاتب مغترب ترك الشقا على من بقى
- ما يطلبه الجمهور
- بين ثياب البعثية وثياب التهريب


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منهل السراج - جائزة نوبل غرباً وجائزة العيد شرقاً