دفاعا عن شيخ الأزهر / حول فتوي جلد الصحفيين .

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2073 - 2007 / 10 / 19 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عن فتوي شيخ الأزهر بجلد الصحفيين المدانين – كعقوبة - . والمطالبة بعزل شيخ الأزهر . كرد فعل علي الفتوي . – وكما نشر بالعديد من المواقع الالكترونية :
"" فتوى جلد الصحفيين تتفاعل في مصر ومطالبات بعزل شيخ الأزهر""
-عن العربية نت 14 أكتوبر2007م - http://www.alarabiya.net/articles/2007/10/14/40344.html
ثارت الصحافة المصرية والصحفيون . بعد فتوي شيخ الأزهر " الشيخ محمد سيد طنطاوي " في أزمة حبس جملة من الصحفيين المصريين وما وما أحدثته وتحدثه تحدثه من ضجة . وكانت فتوي شيخ الأزهر في القضية هو الحكم بجلد الصحفيين المدانين قضائيا . –
وبغض النظر عن طبيعة التهمة وحيثياتها وطبيعة وظروف الحكم القضائي والظروف التي يعمل فيها القضاة فالمهم الآن أن القضاء قد قضي بحبس جملة صحفيين وهناك صحفيون آخرون في الطريق للادانة القضائية و للحبس . وبالتالي مواجهة فتوي شيخ الأزهر بتطبيق عقوبة الجلدعليهم بدلا من الحبس ..!
لماذا ثار الصحفيون والوسط الثقافي علي فتوي شيخ الأزهر ؟
لأن عقوبة الجلد هي عقوبة غير حضارية تهين كرامة الانسان وهي من العقوبات التي كان معمولا بها في عصور قديمة مر عليها مئات كثيرة من السنين فعفا عليها الزمن ومن غير المعقول احياؤها الآن ...
ولكننا نري بصراحة ان المطالبة بعزل شيخ الأزهر . هو مطلب لا يقل ظلما عن ظلم وظلام فتوي المعاقبة بالجلد ..
فشيخ الأزهر ليس مسئولا عن فتوي وحكم الجلد . ذاك الحكم الراجع لعصور التخلف والبدائية .
فحكم الجلد . وحكم قطع اليد ، وقطع الرقبة – وبالتحديد – ضربا بالسيف - وحكم الرجم . وحكم تقطيع الأيد والأرجل من خلاف .. كل تلك الأحكام والعقوبات البالغة القسوة والفظاظة . هي أحكام شرعية اسلامية .
فلماذا اللوم علي شخص شيخ الأزهر ؟
هل جاء الرجل بالحكم من بيت أبيه ؟!
هل ابتدع الشيخ طنطاوي بدعة من عنده ؟!
كلا . وانما هي أحكام الشريعة الاسلامية . وقد تكلم من موقعه كشيخ للأزهر . أكبر جامعة اسلامية . ولم يتكلم من موقع آخر غير موقعه .
فمن لديه اعتراض عادل علي الحكم – الفتوي – فليكن أمينا ولا يطالب باقالة الرجل . كلا وانما يطالب بالغاء العمل بشريعة تحكم بأحكام عفا عليها الزمان ..
وليطالب بوقف تدريس تلك الشريعة ومنع تدريس أحكامها بجامعة الأزهر ..
فليطالب بتحويل جامعة الأزهر الي جامعة مدنية لا تدرس سوي القانون العصري الحديث المدني المتمدن، لا شرائع الصحراء التي ولدت منذ 1400 سنة مضت ..!!
من يريد الاعتراض .. حقا بأمانة . اعتراض عادل . فليطالب بوقف العمل بشريعة وعقيدة وأحكام عقوبات : الجلد ، وقطع الرقاب بالسيوف ، والرجم ، وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف .. تلك الشريعة التي اسمها : شريعة اسلامية .
اما الشيخ طنطاوي فمن الظلم أن يمس أحد شعره واحدة له . فالرجل لا يفتري بشيء من عنده . وانما هي أحكام شريعة . فعليكم بتلك الشريعة وبأحكامها العتيقة التي مضي زمانها من أزمان .
من غير المعقول أن يتم بالأمس القريب عزل أستاذ الحديث بجامعة الأزهر – الشيخ عزت عطية - . وكما جاء بموقع " اسلام أون لاين : الأربعاء. سبتمبر. 19, 2007
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1189959266996&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout

ظلما وعدوانا لأنه قال حديثا صحيحا ومؤكدا - لمجرد أنه حديث يجلب الخزي والعار لمن يحفظه ولمن يعمل به ولمن ينشره علي موقع اليكتروني ولمن قاله من الأساس .!! ولمن رواه عن قائله ذاك ..!
واليوم تطالبون بعزل شيخ الأزهر أيضا ؟!
في حين أن أستاذ الحديث ليس هو أساس المشكلة وانما المشكلة في جامعة علمته وحفظته هو وجيله وأجيال بعده وقبله مثل ذاك الحديث وشريعة تحوي مئات من مثل ذاك الحديث .. فالوزر كله لا يلقي علي عاتق الرجل وانما علي عاتق جامعة وشريعة أنبتت وتحوي مثل تلك المخازي ..
ما هو ذنب الرجل . الشيخ عزت عطية ؟! . وماذا جني لكي يعزل ويشهر به ويساء لسمعته بينما الجاني الحقيقي قائل ذاك الحديث العار . المخزي . .. باقية قداسته ! ويصلون ويسلمون عليه ! ، وهو الجاني الحقيقي وليس الشيخ "عزت عطيه " .!
وتارة يهيج الناس علي المفتي لأنه قال حديثا يتكلم عن العلاج بشرب شيء مقزز ومنفر للغاية " البول " !
أوليس الله جميل يحب الجمال ؟! أن يقال رسول بارك ماء فكان فيه شفاء . فلا بأس . اما أن يقال بول رسول أو بول ملاك من السماء فيه شفاء ! فهذا شيء مقزز . فمرارة المر أزكي وأطيب من شرب بول !
كان من الطبيعي أن يهيج الناس علي المفتي . ولكن ما ذنبه ؟! ولماذا تهيجون عليه هو ؟!
أوليس ذاك الكلام المقزز . اسمه حديث ! ويوصف بالشريف ! وتصلون وتسلمون علي من قاله ؟!!! ويدرس ذاك الحديث المقزز بجامعة كبيرة تنفق عليها الدولة ملايين الجنيهات سنويا .و اسمها جامعة الأزهر – الشريف !..؟!
أوليس الحديث مكتوبا ومنشورا علي موقع الاسلام – الموقع الرسمي للمملكة العربية السعودية . – بلد قائل الحديث المقزز ؟!
فلماذا تصبون جام غضبكم علي المفتي؟!! فليكن اعتراضكم واستنكاركم للجامعة التي تدرس الحديث وللشريعة التي بها الكثير جدا من أحاديث وآيات من أمثال ذاك الحديث . وليكن اعتراضكم واستنكاركم موجها لقائل الحديث ولرواته . ولتطالبوا بابطال كل ذلك . وتغيير نشاط تلك الجامعة وعزل تلك الشريعة ونبذ مؤسسها .
ومؤلفها .وذاك هو العدل . ذاك هو القول الصواب ....
ارفعوا أياديكم عن الشيخ محمد سيد طنطاوي ، والشيخ عزت صقر ، والمفتي الشيخ علي جمعة .
ارفعوا أياديكم عن كل شيخ أزهري أو أي شيخ اسلامي يفتي بحكم ظالم متخلف أو يقول حديثا جاهلا أو مقززا .لا يقبله عقل سليم . مادام ما قاله هو من من صميم شريعة محمد وقرآنه وسنته وسيرته المؤكدة . والتي تسمحون لها بان تدرس بجامعة تنفق عليها الملايين من قوت شعب فقير . ! ..
ارفعوا أياديكم عن هؤلاء الشيوخ .. فهؤلاء ضحايا لتلك الجامعة وتلك الشريعة
نعم هم ضحايا مثلهم مثل كل من تاذي من سماع الحديث أو حكم الجلد . ذاك الحكم الاسلامي الفظيع المتخلف . وكل من تضرر أو تأفف وتقزز من رائحة حديث البول . ومن تأفف من حديث ارضاع الكبير - ذاك الحديث المخبول - ..ارفعوا أياديكم عن الشيوخ فهم ضحايا للجامعة أو الجامعات التي تدرس تلك الأحاديث والآيات وتخرج دعاة يحفظونها ويلوثوا بها أذواق وأسماع الناس ويؤذون بها مشاعرهم !
ارفعوا أياديكم عن هؤلاء الشيوخ . فهم ونحن ضحايا للشريعة البدوية الصحراوية القاحلة الاحساس . الجرداء من المدنية الآدمية . التي جاءتنا بمثل تلك الأحكام وبمثل تلك الأحاديث ...
ارفعوا أياديكم عن الشيخ طنطاوي ..
ارفعوا أياديكم عن الشيوخ ..
فهم ونحن ضحايا وأسري لجهل البدو الصحراوي العتيق . وآن الأوان لنحرر أنفسنا ونحررهم . لا أن نعاقبهم .
***

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل