|
حاصدوا الشر 2/2
محمود جابر
الحوار المتمدن-العدد: 2059 - 2007 / 10 / 5 - 11:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما أن تم نشر مقال حاصدوا الشر حتى هاجت وماجت جماعة الإخوان منفردة ومجتمعة ( كجماعة وأشخاص) وانهالت الاتصالات على وعلى كل اصدقائى المقربين ، يستميحونهم أن يتوسطوا لدى حتى أترك أمر الإخوان وكفى ما كتبت ، وهم لا يقصدوا بالطبع المقال ، لكن يقصدون أغلب اعمالى اتي ناقشت فيها جماعة الإخوان المسلمين من أول كتابي ( ماذا يريد الإخوان المسلمين في مصر ) مرورا بكتابي الآخر ( الإخوان المسلمون يغتالون إمامهم ) ، على الرغم أنني وغيري طالبتهم بالرد العلمي والمعرفي ، وأن عليهم بدل أن يقيموا محزنة من جراء ما لحق بهم من تشهير أن يفندوا هذه الأقوال ويناقشوها ، ويوضحوا ضعف حجية الكاتب أو ادعائه كذبا عليه ، بيد أن هذا كله لم يتم ولن يتم . ونحن هنا في الجزء الثاني من المقال سنفرد القول فيه حول: ماذا ينتظر الإخوان ؟ وجد الإخوان أنفسهم بعد أحداث الحادي عشر من أيلول أمام إدارة أمريكية بدأت رافضة لجماعات العنف (الإسلامي) ، والتي سبقت ودربتهم وقدمت إليهم العون والرعاية ، كما أنها رفضت النظم السياسية العربية الكلاسيكية سواء كانت جمهورية أو ملكية أو ثورية . ذهبت الولايات المتحدة الأمريكية أن هذه النظم كانت سبب وراء انتشار هذه الظاهرة ، سواء من جراء انتشار الفساد الادارى والسياسي الذي ترتب عليه تعثر في التنمية وبالتالي ازدادت حالات الفقر والغضب وكانت هذه الجماعات هي المتنفس الوحيد لتفريع الكبت والاستبداد التي عانت منه هذه الجموع أو من الفقر والحرمان ، ولم تستطع هذه النظم إرضاء شعوبها ، ولم تجد من طريقة للسيطرة على هذه الجموع إلا بالقضاء عليها واجتثثها أو بالتحالف معها واستخدامها في أغراضها ، وإلقاء هذه الجماعات في المخطط الامريكى لاستخدامهم على أوسع نطاق مع احتفاظ اغلب هذه النظم بعلاقات مع هذه الجماعات رغم وجود الاضطهاد لهم ، وهو ما يمثل قمة البراجماتية السياسية . وبناء على التحليل السابق رأت جماعة الإخوان المسلمين أن الفرصة قد حانت وان النظام العالمي الجديد يحتاج لجماعة وظيفية تقوم مقام النظم الكلاسيكية تلك حتى يؤمن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية ، وفى نفس الوقت يستطيع أن يمتص غضب الشارع وفورته وهذا هو الحل السحري الذي تبحث عنه الولايات المتحدة الأمريكية . إذا الجماعة وجدت في نفسها القدرة على أن تلعب هذا الدور ( الشيخ الذي يلبس مايوه حينا و وجبة وقفطان حينا أخرى .. !!) ، وبنت الجماعة استراتيجيتها على هذا التحليل ، وهنا تراجع العقائديين الدعاة في الجماعة وحل محلهم في القيادة حواة سيرك الإخوان وفى مقدمتهم الأخ المهندس / خيرت الشاطر ( عضو مكتب الإرشاد ووزير مالية الجماعة وكبير الحواة ) وعاونه محمد مرسى العياط ( عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الرسمي باسم كتلة الإخوان البرلمانية السابقة ) الصاعد بسرعة الصاروخ ببركات محمد المأمون الهضيبى . وآخرون . هؤلاء راحوا يعدون مجموعة من الخطط التي تجمع مابين خطة التمكين وغزو مصر ، والجمع ما بين كبريات المتناقضات وهى / عسكرة التنظيم بنمط يساري ، واعتماد خطابا ليبراليا، ومقاصد وأهداف إسلامية ، وتحالفات أمريكية وغربية ، مع بعض المراوغات الداخلية ما بين المعارضة الفجة في العلن والمداهنة والتوافق في الغرف المغلقة ، ومع ضعف وانحلال المعارضة الحقيقية في الشارع (لأسباب يطول وصفها وشرحها) تظهر جماعة الإخوان كقوى وحيد في مواجهة السلطة وعبر مجموعة من القضايا ومرور الأيام والليالي يختزل الوطن إلى محافظين بدون هوية ومحافظين يدعون الإسلامية ونظرا لان الأول جرب حتى استنفذ والأخر مال يزال تحت التجريب قد تقرر الولايات المتحدة وحلفائها إن الانتخابات الرئاسية في مصر سوف يشرف عليها الاتحاد الاوروبى ، أو الأمم المتحدة أو منظمات المجتمع الملكي الأمريكية ( والخطأ مقصود ) ، وإخراج ملف الفساد لرموز السلطة من أول الرجل الأول حتى عم أحمد صبري عامل البوفية بوزارة البترول ، هذه الخطة التي تهدف إلى ضمان النتائج المعملية للوصول للنتائج المرجوة ، والنتائج المرجوة التي تطمح إليها الإمبريالية تكرار نموذج العراق ، وان أحسنت فقل نموذج (فلسطين المحتلة ،أو غزة ) ، أما النتائج المرجوة من الاخوة في الدعوة (الإخوان المسلمين ) إقامة الخلافة الإسلامية واستبدال شرط القرشية في الخليفة بشرط المصرية ، وستكون مصر أو إقليم مصر هو الإقليم المجاور لإقليم غزة وفتح باقي الأقاليم قادم لا محالة ، حتى تقام الخلافة (الفريضة الغائبة ) بيد ومعاول واستخدام الرياح الأمريكية لا الرياح العقائدية أو الاخوانية . إن الإخوان فى مصر أعجز من أن يصلوا إلى السلطة ، واعجز من أن يناضلوا من اجلها ،وهم اصغر من ذلك بكثير وإنما ينتظرون معجزة تأتيهم من السماء أو فتنة كما يقول اله تعالى ( وما يدريك لعلها فتنة لهم ) ، تأخذهم فتضعهم على سدة الحكم حتى يرثوا الأرض زعما .... غير أن هذا أضغاث أحلام .
*محمود جابر: كاتب وباحث متخصص في جماعات الإسلام السياسي المشرف العام على المنتدى الفكري بمركز يافا – القاهرة – مصر
#محمود_جابر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلم نور ردا على جاك عطا لله
-
إلى متى تستمر مفكرة ابن سلول في الفتنة ؟!!
-
حاصدوا الشر
-
من كتاب بروتوكولات حكماء العقبة.. ماذا يحدث فى غزة 2/2
-
من طالبان الى فتح الاسلام ... وللسعودية وجوة كثيرة
-
الدور السعودي في أفريقيا الأبعاد والمخاطر
-
من كتاب بروتوكولات حكماء العقبة .. ماذا يحدث فى غزة ؟؟؟؟
-
الإخوان المسلمون وهل ما زال الأمر محض صدفة؟؟
-
تعددية الإبادة وتنوع الهلاك
-
الاقباط فى فكر الاخوان تعايش ام احتراب
المزيد.....
-
الإمارات تدين اقتحام باحات المسجد الأقصى وتحذر من التصعيد
-
عبارة -فلسطين حرة- على وجبات لركاب يهود على متن رحلة لشركة ط
...
-
رئيسة المسيحي الديمقراطي تريد نقل سفارة السويد من تل أبيب إل
...
-
هل دعا شيخ الأزهر لمسيرة إلى رفح لإغاثة غزة؟
-
-في المشمش-.. هكذا رد ساويرس على إمكانية -عودة الإخوان المسل
...
-
أي دور للبنوك الإسلامية بالمغرب في تمويل مشاريع مونديال 2030
...
-
قطر تدين بشدة اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى
-
-العدل والإحسان- المغربية: لا يُردع العدو إلا بالقوة.. وغزة
...
-
وفاة معتقل فلسطيني من الضفة الغربية داخل سجن إسرائيلي
-
الخارجية الإيرانية تدين تدنيس المسجد الأقصى
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|