أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد البغدادي - رائحة الصندل














المزيد.....

رائحة الصندل


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2055 - 2007 / 10 / 1 - 04:34
المحور: الادب والفن
    


لم يكن عادل يعرف انه سيذهب الى الجبهة.ويقاتل هناك. لكن سبب رسوبه في المرحلة الاعدادية. قاده الى. معسكر النهروان ليتدرب ثلاثة اشهر وبعدها. الى منطقة ديزفول.
الليل موحشا. ومخيفا
( قال عادل وهو يخاطب جبار الجندي الذي سبقه الى ديزفول.)

- كيف قضيت كل هذه المدة هنا؟
- ستتعلم كيف تعيش هنا؟
لم يكن صوت جبار واضحا. بسبب المرض الذي لازمه منذ ثلاثة اشهر.
حاولت ان اميز صوته لكن دوي المدفعية كان اقوى
اظهرت شجاعة وتماسكا. قلت له( هل يستمر هذا الصوت طويلا.)
. قدم لي سيكارة من نوع سومر.( لو نجحت ما كان لك ان تصل الى هنا. قال لي)
..............

لم تكن هيام سبب رسوبي. رغم اني قضيت الامتحانات بالقرب من مدرستها ونادر ماكنت اراجع دروسي الا اني لااحب المدرسة. ولم اكن ارغب في مواصلة الدرس. تعرفت عليها منذ ثلاث سنوات. كنت اذا رغبت برؤيتها في اي وقت لم تمانع. عطرها كان يغريني الى حد الهوس
-عادل متى نتزوج.قالت لي
كنت اقاطعها. ارجوك كفي عن هذا الكلام.
جزء كبير تشغله هيام من حياتي. لم اعتتقد اني افارقها. كنت عازم على الزواج منها.هي تعرف. هذا لكن الامور المادية والحرب,ورائحة الصندل التي اشمها منها تطفيء مني الرغبة بالزواج

................
اهرب اهرب. لم اكن اسمع سوى صوت جبار
حاولت ان اركض . سقطت قريبا جبار. جبار ناديته بكل قواي
سمعت اصوات عرفت انها لجنود ايرانيين. الجرح كان كبير لم استطع المسير.
استسلمت بسهولة رفعت يدي الى الاعلى.( اشهد ان عليا ولي الله) كان جبار علمني اذا وقعت في الاسر ان اقول هذه الكلمات
تم تنسيبي الى معسكر اسرى يسمى (طريق القدس) المعسكر, بعيد جدا يقع تقريبا كما عرفت فيما بعد قرب الحدود الروسية.
لم اتعود على برودة الطقس الجو بارد جدا. وزع لنا البسيج السكائر و ملابس وبطانيات.
- اسمع انت
-انا .,
-لا ليس معك
- اذهب الى جمالون رقم 3

-انا, نعم انت.

كان صوت البسيج حادا جدا, في البداية شعرت بالخوف.
حاولت التماسك لكني, شعرت برغبة في البكاء بكيت اول الامر بصمت . لحظات وانفجرت في البكاء, التف حولي عشرات الاسرى.احدهم اعطاني سيكارة والاخر جلب لي قدح ماء.نظرت حولي الى هذه الوجوه حاولت ابكي مرة اخرى.
لكني شعرت بالخجل.

- سوف لن نبقى طويلا. اشهر وسنعود الى بلادنا.

-اسمي محمد و هولاء اخوتك نهضت اسلم عليهم . تعانقنا. وشربنا السكائر

ساعمل لكم شاي يذكركم بشاي بغداد.(ونهض) قال احدهم

قدم محسن لنا اقداح الشاي الاصفر..
ضحكنا كثير سوف تموتون هنا ولن تشربو شاي بغداد. استمرت حياتنا بهذا الروتين النهوض في الساعة الخامسة صباحا. اجراء التمارين الصباحية ثم نتوجه الى المسجد للصلاة. طبعا كان على الجميع ان يصلي. ثم نتناول وجبة الفطور. نذهب بعدها لقاعة المحاضرات حيث نستمع الى درس يذكرنا بدروس التوجيه السياسي ثم نذهب الى المحاضرة الدينية, في المساء نذهب الى مقر لجنة الصليب الاحمر لنبحث عن رسائلنا. ارسلت ثلاث رسائل الى اهلي . بكيت كثيرا حينما وصلتني رسالة من ابي

نحن بخير ولا ينقصنا سوى فراقك. امك تقبل راسك شقيقاتك يقبلن قدمك
تسلسلي الخامس والاخير لي اربعة شقيقات وامي وابي. كانت امي تدللني كثيرا. لاتنام حتى تراني وحينما ادخل تقدم لي وجبة طعام. ابي لا يستطيع ان يرفض لي طلبا. كنت احب ان اشاغب على شقيقاتي لان امي معي.
ا ه يا امي متى اراك. لم اعد ان اتحمل لقد اشتقت اليك كثيرا. كانت هذه الكلمات ابعثها في كل رسالة
هيام قالت لي انها ولدت في اربيل وبقيت هناك اكثر من سبع سنوات مع عائلتها لكنها ليس كردية. هي من الجنوب.
............
مضت ست سنوات وانا في طريق القدس, الكثير من اصدقائنا الاسرى ذهبوا للقتال في الجبهة او التحقوا في فيلق 9 بدر. لم اكن ارغب في هذه الفكرة. لان هيام كانت هاجسي. الليل في معسكر طريق القدس موحش
لغط كبير في المعسكر جنود يركضون . لم اعرف شيء
- عادل ابشرك..
الحرب انتهت سنعود, سنعود ستعود .
صراخ في معسكر القدس شاهدت الايرانيين يطلقون الرصاص في الهواء نظرت الى اصدقائنا الاسرى لم ارى رجل لم يبكي:
.......
بغداد رائحة الصندل .. في طريق عودتي من مهران لم تفارقني صورة امي . حاولت ان اضيف الى ذاكرتي صورة هيام لكنها كانت بعيدة. امي هي التي امتلكت كل مخيلتي. من مهران الى بغداد خمس ساعات لحظة واحدة لم تفارقني لم تغمض عيناي. لااعرف كيف جالت ذاكرتي بعيدة الى ايام الطفولة . حيث امي تحملني الى الطبيب او تاخذني معها الى السوق تذكرت كيف امي ذهبت معي الى المدرسة وكنت ابكي لمدة شهر كامل وامي تجلس بالقرب من المدرسة. اخرج اجد امي جالسة عند باب المدرسة. تذكرت كيف كنت اتمارض من اجل ان تشتري لي اي شيء اريده بكيت وانا اتذكرها مسحت دموعي.
مرت السيارة بالقرب من بغداد الجديدة. تملكني الخوف اكثر اسمع دقات فلبي تتسارع. وضعت يدي على قلبي لاتاكد اني بخير.
امي لقد وصلت لم اسمع شي مما قاله الضابط في السيارة كان كل تفكيري متى اصل الى ساحة 14 رمضان حيث تنتظرنا عوائلنا هناك..... رايت من نافذة السيارة ابي عرفته رغم ان شعره صار ابيضا. رايت اخواتي الاربعة هيام اعرفها من رشاقتها خالتي ام حسين بجانب والدي عماتي الثلاثة صلاح كان واقفا بالقرب من ليلى اختي, امي لم اشاهدها.... ركضت من المقعد اصرخ امي امي
[email protected]
بغداد



#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعلم:
- اضاءات على ستراتيجية العراق اولا
- دم وجدار..
- ترنح الكتل الطائفية؟؟
- الحلم ....قصة قصيرة
- صور الاشياء... السجين 930
- خيارات التحالف الشيعي
- محسن سويلم قصة قصيرة
- تداعيات التقرير؟؟
- ايران وخيارات الصراع.هل حسمت خياراتها باتجاه تقاسم السلطة
- غرفة حمراء: قصة قصيرة
- الانسحاب من البصرة هزيمة ام انتصار
- مقاربة:.زيارة الرئيس الامريكي للعراق
- باتريوس وتقريره في مهب الريح
- دعوة لمناصرة انتفاضة المهجر.
- في الازمة الراهنة
- حكومة المصالح المشتركة
- غزوة سنجار
- حوار مع الناشط السياسي نوفل ابو رغيف
- الحل من الخارج


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد البغدادي - رائحة الصندل