أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - غزل في طائرة















المزيد.....

غزل في طائرة


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


وقـفــتْ وحـيـّـتْ بـالســلام الأمـثـــلِِ
و أنــا شــريــدٌ فـي دروبِ تـأمّـلـــي

أعــدو وراء الـذكــريــات يـقـودنــي
طيــفٌ لـه أرخـيـتُ حـبــلَ تـوسّلــي

قالـت: أتسمـح لـي؟ فـقـلـت مرحبـاً:
يـا جـارتــي عبـر الفضـاء تفضَّـلــي

جـلَســتْ بـجـانـب شـاعــر متـشــردٍ
هـو عـن مطـارحةِ الحديـثِ بمعــزل ِ

جلسـتْ وألـف سحابـةٍ مـن حـولـهـا
تـنـدى بـأشـذاءٍ و عـطـر سَـفـَرْجـَـل ِ

نفضــتْ علـيّ الطيـبَ حيـن تحـدّثـَتْ
فـأفـقــتُ مـفـتـونـاً بـلـثـغــةِ بـلـبــل ِ!

قالـتْ: رجـاءً لـو ربـطـتَ لمـقـعــدي
هــذا الـحــزامَ فــإنــه لــم يُـقـْـفـَــــل ِ

فـأجـبـتـهــا: مـا غـيـّـرتْ أقــدارَنـــا
أقــفــالُ أحــزمــةٍ فــلا تـتــوجَّـلــــي

٭٭٭٭٭

مـن أين أنتَ؟ أنا أبـنُ ألـفِ مـديـنـةٍ
رضعتْ بنيهـا من مضـاغ ِالحنظـل ِ!


وأنا الغدُ المجهـولُ.. قـافـلتـي علـى
نـار ٍ تسـيـرُ وليـس لـي مـن منهـل ِ

وأنـا مـزاجُ الأمــس ِ خالـط َ يـومَـهُ
فـي كـأس ِ مائـدةِ الغـــدِ المـتـبــدّلِ ِ

عـبـثـتْ بــه الأيـامُ فـَهـــو حثـالـــة ٌ
فـي قــاعِـهــا لـكـنــه لــم يـثـمَــل ِ!

أنا مَنْ سكبتُ على الدروب ِطفولتي
وأتـيـتُ أجـمـعـها زمـانَ تكـهُّـُلــي!

مـاذا سـأجـمـعُ والـبـقـيـَـة ُلـم تـعــدْ
تغري ولا يغري المليحة َمحملـي؟!

أفِلتْ شمـوسُ الأربعـيـنَ و لـم يـزلْ
نـجـمُ الـتـشـردِ سـاطعـاً لـم يـأْفـَـل ِ!

أمضيتُ نصفَ العمر ِمغتربَ الخطي
فالسهـدُ حقلـي و الصَبابة جدولـي!

الشــوقُ أدمـانـي.. أذلَ رجــولـتــي
وأنـا عن الوطـن ِالحبيـب كيـذْبـُـل ِ!

لا.. لستُ بالضيـف ِالغريب ِ فأهلكم
أهـلـي.. ولـكـنََّ الـمـنى لـم تعــدل ِ!

قـد كـان لي فيما مضى وطـن وليْ
حقلي.. وكنت ظننتُ لي مستقبلـــي

وظننـتُ أنَ غـدي بلـون ِ قصائـدي
وبـدفءِ أحلامـي و حجـم ِتخيّـلـــي

٭٭٭٭٭




لا تسـألينـي عـن مسـار سـفينـتـي
فالحزنُ لي أهلٌ..وجرحي منزلــي!

فدعي السوالَ عن الهوى وشجونه
وعن اغترابي واحتراقي فاسألــي!

وعن القنـاديـل ِالتـي فـُقِـئَـتْ وعـن
خـبـــز ٍيــدافُ بــأدمــع ٍٍوتــذلـــــل ِ

وعن أغتيال الفجر ِ..عن سقط ِالورى
طـافـوا علـى اعنـاقِنـا بـالفيـصـــل ِ

وعـن البطـولات ِالرخيصـة ِأنجبـتْ
عـاراً ونصــرَ أرينـبٍ مسـتفـحــــل ِ!

٭٭٭٭٭

حصــد الزمـانُ الغـرسَ قبـل أوانـِه ِِ
من قال إن الدهـرَ ليـس كمنْجـَــل ِ؟

نـاديـت أحـبـابـي.. فـلـمّـا لـم يـجـبْ
غيرُالصدى ناديتُ ياموتُ اقبـِــل ِ!

لا بـــارك الله الــفــوادَ إذا ســـــلا
شعباً على نار الفجيعةِ يصطلـــي!

قـايـضـتُ فـقــراً بـالـنـعـيـم ِتـرفـعـاً
فالخيـش أثوابي وزنـدي مغزلـــي

وَسَمَوتُ في بئري زمـانَ تساقطـتْ
زمرُ الضلال ِعلى الموائد ِمن عَل ِ!

٭٭٭٭٭

لا يـارعـاك ِاللهُ.. مـا ذَبـُـلَ الـفـتى
لو كـانَ بيـن ضلوعهِ قـلـبٌ خلـي!

لا يــارعــاكِ اللهُ.. أذبـلنـي الأسـى
والبعـدُِِ عـن أرض ِالحبـيـب ِالأول ِ

قاضـيـتُ دهــري فارتـأيـتُ لحكمــةٍ
شـدّ الرحـالِ وأن أفـارقَ موئـلـي

أخـتـاهُ مـا يبـكـيــك؟ كـان ِِكـزهــرة ِ
مـنـديـلـك الـوردي غـيـرَ مُبَـلـَل ِ؟!

زَفـَرتْ.. وأحسبني رحقتُ زفـيـرَها
فتنفسـتْ روحي عـبـيـرَ قـُرُنـْفـُل ِ!

أختاه: قد كشفَ الصُباحُ لتكشفـي
عن صبح ِوجهِك ِللشريـد المثكـل ِ!

٭٭٭٭٭

كَشَفَتْ لترشفَ قهـوةً فـإذا الـدجـى
صبحٌ طري الضوءِ غضُ المنهـل ِ!

وجــهٌ يـفـيـضُ عليـه نـهـرُ أنـوثــةٍ
ونسيمُ غـابـاتٍ وشـقـرةُ سـنـبــل ِ!

صـافٍ كـمـرآة ِالـصـبـاح ِنـعـومـــةً ً
فيكـاد يجرحُه الوشـاحُ المخملــي!

ضَـجََّ العـبـيـرُ بـه فـَحــطـّم دورقـــاً
للطيب ِمن تحت ِالحجاب ِالمسـدل ِ!

وتـراقـص الـفـنجـانُ بـيـن أصـابـع ٍ
شـمـعـيــة الأطـراف ِلا كالأنـمــل ِ!

بالله ِيـا هــذا الـمُـضَـيّــفُ لحـظــــة ً
زِدْنـي ولا تـبـخـلْ عـلـيََّّ.. فـأجمـل ِ



أنا لن أخـضُّ يـدي.. ساشـربُ دلـة ً
إن كنت في فنجـانِها ستصـبُ لـي!

*****

حسنـاءُ ياعرسـاً تنـاسـلَ فـي دمـي
أعـوامُـهـا العـشـرونَ لـمّا تـكـمــل ِ

لا تـطـفـئـي قـنـديـل وجـهِِـِك.ِ. إنني
عفّ الرﺅى و القلب ِعـفّ المقـْوَل ِِ

كيف اقتحمـتِ ربـايَ وهـي منـيـعـة ٌ
فـدخـلـت ِاحـداقـي وكهـفَ تأملـي؟

بالأمس ِحصّنـتُ الفـوادَ من الهـوى
ومـن الجمال.ِ. فكيف لـم يتحمّـل ِ؟

خَتـَمَ الأسـى قلبـي وشـرفـة َمقـلتـي
وطويـتُ من دهــر ٍلسـانَ تغـزُّلـي!

حسنـاء: أشـرعتـي حبيسـة َبحرِهـا
فَـَخـُذي بهـا نحو الأمان وأوْصلـي

شـدّي حـديثـك ِبالحـديـث ِوواصلـي
عـزفَ اللحـون ِبلثـغـة ٍ.. لا تبخلي

*****

هـَتـَفَ المضيّفُ: حانَ وقتُ هبوطنا
فكـأنـه أعـطـى إشـارة ُمـقــتـلـي؟!

قالتْ: أراكَ غفـوتَ؟ قـلت بحسـرةٍ:
كيف المنامُ وأنتِ ِما أبقـيـتِ لـي؟!

أطـبـقـتُ أجـفـانـي عـلـيـكِ لأنـنـــي
أخشـى وداعكِ ياجميلة.ُ. فانزلي!

حَزَمَـتْ حقائبَهـا ولـم أحـزمْ سـوى
أوراق عمـري في كتـابِ ترحـلـي!

مضتِ الجميلة َ َتزدهـي بعـبـيـرِهـا
وأنـا؟ رجـعـتُ إلـى رمـادِ تخيـلـي!

*****

1992
ابها





#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مثلك يا أنطوان
- همس كالصراخ
- ملاحظات عادية جدا
- قانون النفط وضبابية المستقبل العراقي
- انطباعات
- القصيدة الأخيرة
- أما من جواز سفر مزوّر للوطن ؟
- الحل : تسليح القوات الحكومية وليس العشائر
- نريدُ أن نرى .. لا أن نسمع
- الى الرئيس بوش : الرجاء زيادة سعر الانسان العراقي
- الإنتحار السياسي
- أضغاث يقظة
- من دفتر الأحلام
- أربعون ألف جثة مجهولة الهوية في مقبرة النجف وحدها !!!
- ثلاث رباعيات
- رسالة ثانية الى سيادة الرئيس الطالباني : مظفر النواب ( جيفار ...
- تبريرات مشروعة
- بذور في الحقل السياسي لانقلاب جديد
- دعوة لتحليل فكر حزب البعث العراقي
- تََسَلُّق


المزيد.....




- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى السماوي - غزل في طائرة