أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس الربيعي - في الذكرى الثالثة والعشرين لإستشهاد الدكتور ابو ظفر (2)














المزيد.....

في الذكرى الثالثة والعشرين لإستشهاد الدكتور ابو ظفر (2)


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2052 - 2007 / 9 / 28 - 10:59
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في الذكرى الثالثة والعشرين لإستشهاد الدكتور ابو ظفر
(2)

بلقيس الربيعي

ابا ظفر يا من كنت مثالا ملهما في العطاء الإنساني والمهني ...يا من عشت منغمرا في هموم شعبك ووطنك وملتصقا بحزبك ... غبت عنا جسدا لكنك ستبقى نبعا صافيا ، نجما لاينطفئ ، خالدا في قلوبنا وذاكرتنا على مر السنين . لسوف تعيش في اولئك الذين يحلمون بقرنفلة حمراء وشمس ذهبية وتمر عراقي . ها هم رفاقك واصدقائك يستذكرون .

صداقة لم تفقد تألقها
الدكتور : محمد علي البياتي


ما اكثر الذكريات التي تندفع الى مخيلتي حين اتذكر اخي وصديقي ورفيقي في مرحلة الدراسة في كلية الطب في بغداد . كنت اناديه " بشيشي " لأن هناك في مجموعتنا من يحمل اسم محمد . ما ان تعرفت عليه وجدت فيه ما لم اجده عند الكثيرين ممن اعرفهم . فقد كان متواضعا ، صادقا ومهذبا في تعامله مع الآخرين ويحترم الجميع . كان مرحا وعلى الدوام يفيض حيوية. ورغم اننا من بيئتين مختلفتين ( السماوة وبغداد ) لكنّا كنا منسجمين وافكارنا متقاربة ولنا اهتمامات مشتركة ، ولا اذكر أن خلافا حصل بيننا حتى وإن كان صغيرا ليباعد بيننا طيلة سنوات الدراسة في الكلية وهذا نادر في العلاقات خاصة و كنا نمر في ظروف واوضاع سياسية متغيرة . فقد كنت احسد نفسي لهذه العلاقة النزيهة وكنت احلم بتطويرها في المستقبل لخدمة الشعب لكن القدر لم يمهلني .

كان ابو ظفر مجتهدا ومثابرا في دراسته وقد اجتاز دراسته في الطب بتفوق وكان يفوقني في الدرجات احيانا . كنا لا نحب المغامرات أو التطرف في تصرفاتنا كما كان يفعل بعض الشباب من جيلنا ، فلا اذكر اننا تغيبنا عن محاضرة أو مختبر حتى وإن كان مملأ وكنا نحرص على المشاركة في فعاليات الكلية التي تخص الدراسة. لم نشترك في الفعاليات الرياضية أو المهرجانات في الكلية ، لكنا كنا نحضرها . وفي كل خميس ، يوم راحتنا من المذاكرة اليومية ، اعتدنا على تناول العشاء سوية في شارع السعدون وبعدها نرتاد السينما في الدور الثاني .
كثيرا ما كان يحدثني عن عائلته التي تنتمي الى شعلان أبو الجون مفجر ثورة العشرين في السماوة والرميثة ويفتخر بوالده كبطل من ابطال هذه الثورة وقد حمل وسامها في إحدى عينيه .وكان يحدثني دائما عن الحب وعلاقته مع بلقيس يوم كانا طالبين في الثانوية قائلأ : " لو ابحث في كل العراق فلا اجد الأنسانة التي تحبني وتفهمني وتخلص لي اكثر منها ، فهي حبي الأول وستبقى حبيبتي ووجودي ." وفعلأ تكللت هذه العلاقة الفريدة في علاقات الحب الشريف بزواج سعيد .وجاءت ظفر ويسار وكانا إمتدادا لحب لاينتهي .

كثيرا ما كنا نخوض نقاشات حول الأوضاع السياسية في العراق والقضية الكردية وحقوق الأكراد القومية حتى بعض الزملاء ظنوا إني كردي ولقب البياتي لا ينفي ذلك ، وحدثني عن " قطار الموت " يوم نقل الشيوعيون الى نقرة السلمان في العربات الحديدية في شهر تموز وكيف وصل الخبر لأهالي السماوة الذين هرعوا الى محطة القطار وهم يحملون الماء والطعام لنجدتهم ، وكيف أن الجراح العسكري رافد صبحي اديب، الذي كان من ضمن الموقوفين ، اوصاهم بشرب العرق الخارج من اجسادهم ليخففوا من الجفاف ونقص الأملاح . وبعد أن عمل ابوظفر طبيبا في معمل السمنت في السماوة ، كان يحدثني عن العمال وكيف كان يتعرض للمضايقات بسبب موقفه من قضاياهم ، لكنه ورغم علاقتنا المتينة ، لم يفصح لي عن انتمائه السياسي ، ايكون اخفاه عني لكوني منحدر من الطبقة البرجوازية الصغيرة وقد يأخذوني بجريرته ام إني لم ادرك ذلك .
لقد حزنت جدا عندما اخبرني احد ابناء اخته بخبر استشهاده ووقتها لم اصدق الخبر وظننت انه يخفي عني هويته أو مكانه خاصة وإني دائما أسأل عنه وابحث عن وسيلة توصلني اليه .وبعد سقوط النظام ، استطعت عن طريق ابن اخته أن اتواصل مع زوجة اخي ابو ظفر والتي اكّدت لي نبأ استشهاده الذي وقع عليّ كالصاعقة .

لازلت افتخر امام اهلي واصدقائي بعلاقتي بهذا الإنسان الرائع واعتبر هذه العلاقة علامة كبيرة في حياتي غبت يا ابا ظفر عني جسدا لكنك تبقى في قلبي وذاكرتي رمزا للأخوة والصداقة الحقيقية .


ابو ظفر نبع من العطاء والتضحية

ابو زاهر

ابو ظفر في الذاكرة ابدا ... الإنسان الذي لا يمكن ان ننسى مواقفه البطولية وشجاعته ، تواضعه وبساطته ، انسانيته وحبه لزوجته وعائلته ....لازلت اتذكر الحزن العميق يوم استشهد الرفيق ابو سرمد على يديه وكيف اجهش بالبكاء حين عرف ان اصابته قاتلة . كيف انسى القرى وهي تستقبل مفرزتنا ،والدكتور ابو ظفر من افرادها ، بفرح بالغ وكيف ترتسم الفرحة على وجوه الفلاحين وهو يعالج عوائلهم وكان يبقى لساعات متأخرة في معالجة المرضى بحيث ينسى نفسه ليتناول العشاء .

في يوم من ايام الخريف كنا في استراحة قبالة قرية بليجان ويفصل بيننا والقرية نهر الخابور ، جاءني الدكتور ابو ظفر والأبتسامة والضحكة لا تفارقه وقال لي : " رفيق ما رأيك أن نعبر النهر لأقوم بمعالجة اطفال مرضى في الجانب الآخر من النهر ؟ "واجبته : " رفيق الجو بارد والنهر عميق ." وردّ علي والدعابة التي هي من سماته قائلأ :" احنة كدها . " وفعلأ عبرنا النهر وقام بمعالجة المرضى في القرية ويستطيع المرءأن يرى علامات الرضى واضحة على وجهه بعد أن يقدم خدمة للآخرين . إنسان متمكن من مهنته كطبيب ويستطيغ أن يشخص حالة المريض إن كانت عضوية ام نفسية ويعطي العلاج المناسب. وحين كنا نتخفى في النهار خوفا من الطيران ، كنا نستغل الوقت بعقد ندوات ثقافية وترفيهية وكالعادة تضفي نكاته هو وابو نهران وابو برافدا جوا من المرح بين الرفاق في تلك الظروف الصعبة لأن النكتة والطرب لها تأثير على الحالة النفسية في ظروفنا القاهرة .

غبت يا ابا ظفر عنا جسدا لكنك باق في قلوبنا وذاكرتنا وننتظر اليوم الذي نستطيع ان نزين العراق بأسمائكم وبطولاتكم وتضحياتكم . أنتم تاريخنا فكيف لنا أن ننكر هذا التاريخ ؟!

المجد لك ايها المناضل البطل والمجد لكل الشهداء .



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الثالثة والعشرين لإستشهاد الدكتور ابو ظفر
- المعلم الحنان والصرامة الحكيمة
- الرسالة قصة قصيرة
- محاكمة حرق الرايخستاغ ...إتهام ديمتروف
- جواز سفر
- رصاصة في البيت الأخضر
- رصاصة الشرف
- القرار
- الموسيقى لغة المشاعر الإنسانية
- الصورة تتكلم
- في ذكرى ميلاد جيورجي ديمتروف
- ناهدة الرماح رائدة السينما والمسرح العراقي
- حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب
- ظاهرة ختان البنات
- خواطر
- قصة قصيرة الإجازة
- قصة قصيرة - الوداع الأول
- الزواج المبكر في اليمن
- الوفاء- قصة قصيرة
- النقد


المزيد.....




- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس الربيعي - في الذكرى الثالثة والعشرين لإستشهاد الدكتور ابو ظفر (2)