أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب















المزيد.....

حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 10:30
المحور: الادب والفن
    



انوار عبد الوهاب - صوت النكهة العراقية الأصيلة

أجرت اللقاء : بلقيس الربيعي

" عد واني اعد ونشوف ياهو اكثر هموم
من عمري سبع سنين وكليبي مهموم "

اغانيها بنكهتها العراقية الأصيلة من حيث الأجواء والمرحلة التاريخية التي تألقت فيها الفنانة القديرة انوار عبد الوهاب تأخذنا الى ...اعمق نقاط الحزن في حياة الإنسان العراقي وفي الوقت نفسه تهمس لنا بالأمل. ولعبت الأسرة الوطنية المناضلة التي ارتبطت بهموم الشعب العراقي ومعاناته والتي ترعرعت في كنفها انوار ، لعبت دورا بارزا في صقل شخصية انوار عبد الوهاب منذ طفولتها و قدمت الأغاني الملتزمة والمعبرة عن الوجدان العراقي وابتعدت عن الإبتذال. الفن بالنسبة لها ارقى قضية في المجتمع وهو مرآة المجتمع . وعلى هامش الأمسية التي اقامتها لها رابطة المرأة العراقية في ستوكهولم كان لي معها هذا الحوار الدافئ .

- تألقت انوار عبد الوهاب في عقد السبعينات وغنت للعديد من المؤلفين والملحنين التقدميين فغنت الأغاني الملتزمة الهادفة بصوت شجي هل لك ان تعطينا نبذة عن مشوارك الفني في تلك الفترة ؟
منذ طفولتي احببت الغناء وكنت استمع الى اغاني محمد عبد الوهاب وام كلثوم ونجاة الصغيرة فتأثرت بهم وكنت اجيد اغاني عبد الوهاب واغنيها في الحفلات المدرسية . ومن شدة تعلقي باغانيه اخترت الأسم الفني انوار عبد الوهاب ، فإن اسمي الحقيقي هو نادية عبد الجباروهبي. كما أني نشأت في كنف عائلة تهتم بالثقافة والفن ، فوالدي كان سياسيا وصحفيا معروفا يلتقي بالعديد من السياسيين والمثقفين والشعراء مما ولد ّ لدي وعيا سياسيا وثقافيا بشكل مبكر وهذا دفعني لإختيار الوسط الفني بقناعتي التامة وبدون دفع من احد . يببدو إني ورثت الصوت الجميل عن امي ، فكان لديها صوت جميل وكانت أغانيها المفضلة اثناء الطبخ أو غسل الصحون لزكية جورج .وفي ( المانيا الديمقراطية سابقا )درست فن الأوبرا واستطعت أن اتقن هذا الفن الرفيع بعد مران طويل . تمرنت حنجرتي وتطور أدائي بحيث اصبحت استطيع أن اغني من الموال الى أرقى اغنية غربية .بدأت مشواري الفني بعد سن العشرين ، وأول اغنية سجلتها للتلفزيون كانت " العاشقة " لخالد الشطري ، لكن اغنية " عد واني اعد وانشوف .." اشتهرت اكثر لأنها تعبر عن ذلك الحزن العميق للإنسان العراقي وتعبر عن التراث العراقي الأصيل .

- هناك ازمة في الأغنية العراقية بحيث أنحدرت الى مستوى اغنية " البرتقالة "اين يكمن السبب في رأيك ؟
إن ازمة الأغنية العراقية وإنحدارها يكمن في ازمة الشعر الإنساتي النبيل والأصوات المتنوعة .فالبنية الثقافية مخنوقة من قبل النظام الديكتاتوري ،وتعرض الشعب العراقي الى ابشع اساليب القمع والإضطهاد ومحاربة الفكر والثقافة والفن وكل شيء يحمل سمات التقدمية ، فلا وجود للمسرح الحر والسينما الحرة والأغنية الأصيلة المعبرة عن وجدان الشعب العراقي ، اي أن المؤسسات الثقافية مسيسة والقائمين على الثقافة والفن يضعون العراقيل امام الفنانين من تقديم مسرحية هادفة أو اغنية جيدة ، مما دفع بالعديد من الشعراء التقدميين و الفنانين في مجال المسرح والغناء والفن التشكيلي وغيره للهجرة خارج العراق هربا من الإرهاب .فلم يعد هناك مكان للفنان الملتزم بالفن والتراث العراقي الأصيل .وظهر مغنون يفتقدون للوعي الثقافي والحس الفني ولا حتى الصوت الجميل وكثر في الأغنية ضجيج الآلات . كما أن الحروب التي شنها النظام ساهمت بشكل كبير في إنحطاط كل الأشياء الجميلة في العراق ومنها الغناء . ولعبت الفضائيات دورا كبيرا في تدني الأغنية العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص .كما أن المؤسسات التي تشرف على الثقافة ،اصبحت تجارية همها فقط الربح الرخيص على حساب الفن الأصيل .

- يقال على المغني أن يكون حرا ومتصالحا مع ذاته ،ما رأيك بذلك ؟
هذا صحيح ، فالمغني او المطرب يجب أن يكون متصالحا ليس مع ذاته فحسب، بل مع اغنيته ايضا حتى يكون صادقا في غنائه . لذا عليه أن يؤدي أغاني تطربه هو اولا قبل أن تطرب الجمهور ،لأن شعور الجمهور هو صدى لشعور المغني . فإذا كان المطرب صادقا سيغمر الصدق جمهوره . لذا فالمغني يحتاج الى توجيه وجداني وفكري للتفاعل مع الأغنية التي سيقوم بأدائها .احيانا نرى بعض الجمهور لايكترث بجمال المغني بل يهتم بتفاعله مع الأغنية .

- هل طرقت انوار عبد الوهاب مجال التمثيل ؟
بالحقيقة لم ادرس فن التمثيل لكني اهواه .تعرفت على العديد من الشخصيات المعروفة في مجال المسرح ومنهم الفنان القدير يوسف العاني الذي كانت تربطه مع والدي علاقة حميمة . في احد الأيام التقاني في باب المعظم وكان وقتها يبحث عن فتاة لتقوم بدور تماضر في مسرحية "النخلة والجيران " للروائي الكبير غائب طعمة فرمان . وعندما رآني قال " انت تماضر التي ابحث عنها "وطلب مني الحضور الى المسرح ، واقتنعت بالدور وتحمست له بعد أن قرأت النص . واعتليت خشبة المسرح لأول مرة وقدمت الدور بجدارة بحيث وقف الجميع منبهرا لأدائي الجيد للمشهد وكأني ممثلة محترفة . بعدها عملت مع العديد من الفنانين في فرقة المسرح الحديث منهم الفنانة القديرة ناهدة الرماح والفقيدة زينب ومي شوقي وغيرهم .لقد احببت المسرح لأنه منحني جمهورا كبيرا ، لكني وجدت صعوبة كبيرة في الجمع بين الغناء والتمثيل ، فتفرغت للغناء فقط وتركت التمثيل ، لحد الآن اشعر بالندم لهذه الخطوة واعتبره خطا كبيرا في حياتي ،لكن شخصيتي ورأس مالي هو الفن وانا متمسكة بهذا الخط الذي اخترته بإرادتي .

ـ من افضل في الغناء القصيدة ام الزجل العامي ؟
انا اميل الى الاثنين ، ولكل نوع جمهوره ، فنحن الشرقيون نميل الى الزجل لأنه يتناول موضوعات تعبر عن حياة الناس البسطاء ، ومعظم اغانيي هي زجل عامي واشعر بلذة كبيرة عند أدائها فعى سبيل المثال اغنيتي التي تقول :
"عمدة ارد اتيه الروح وبعاصف الريح بلكي على نزل هواي من تصفن اطيح
ربي استر على اهواي من ممشى الغروب جاهل واخاف عليه موساحك ادروب "
لكن تبقى القصيدة اكثر جرأة من الزجل العامي وكلماتها مرتبة بطريقة خاصة تخلق اجواء راقية وشعورا خاصا ، وتبقى القصيدة الجيدة تعبر عن ثقافة وفكر الإنسان واكثر الناس الواعين يميلون الى القصيدة . فأنا معجبة بالمطربة ماجدة الرومي حين تغني القصيدة، أن صوتها اوبرالي وكذا فيروز ، وبالمناسبة من خلال استماعي لأغانيها تطور ادائي في الغناء .

ـ منذ فترة طويلة لم نسمع لك اغاني جديدة ، ما سبب هذا الإنقطاع ؟
مثلما ذكرت بأن المؤسسات الثقافية في العراق كانت مسيسة ولا تؤمن بأي عمل ملتزم وترغم الفنان على اختيار نصوص شعرية لايؤمن بها .كان والدي سياسيا معروفا ، لذا كنت مستهدفة من قبل النظام وحتى الشعراء صاروا يخافون إعطائي شعرهم لإغنيه . حاربوني بكافة الوسائل ومنعت من دخول الإذاعة والتلفزيون مما اظطرني الى اعتزال الغناء وكانت آخر اغنية لي " صلاة السلام لإهل العراق" . شعرت بالغربة لأني بقيت مع ناس لاتربطني بهم اية علاقة ، فالجمهور الذي احبني هاجر الوطن ومن بقي يخشى الإقتراب مني خوفا من بطش النظام ، مما اظطرني الى الهجرة الى الأردن . وفي الأردن ايضا كانت مخابرات النظام تتربص للمبدعين الملتزمين مما دفعني الى اللجوء الى السويد ..بلد الإنسانية والديمقراطية وسأعمل جاهدة لإقدم شيئا جميلا لفني حين تتاح لي الفرصة .
بلقيس الربيع



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة ختان البنات
- خواطر
- قصة قصيرة الإجازة
- قصة قصيرة - الوداع الأول
- الزواج المبكر في اليمن
- الوفاء- قصة قصيرة
- النقد
- انا انتظركِ
- الطفولة اهم فترة في حياة الإنسان
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- في الذكرى 22 لاستشهاد الدكتور ابو ظفر - الجزء الثاني
- في الذكرى الثانية والعشرين لإستشهاد الدكتور محمد بشيشي الظوا ...
- قصة قصيرة بعنوان رصاصة في البيت الاخضر
- الرسالة !


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - حوار مع الفنانة أنوار عبد الوهاب