أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - قصة قصيرة بعنوان رصاصة في البيت الاخضر














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان رصاصة في البيت الاخضر


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


بلقيس الربيعي " أم ظفر"

قبل عدة أعوام وفي صباح عدني، وقف أبو عاهدين بفانيلته وملابسه الداخلية أمام النافذة المفتوحة في غرفة الحمام في البيت الأخضر بعد أن حلق ذقنه، يطيل النظر إلى السماء بزرقتها الجميلة ويحدق في شعاع الشمس وهي تعانق البحر وقلعة صيرة، الأمواج الصاخبة تضرب قوارب الصيادين وتراقصها، هزه الشوق لأيام الصبا وبساتين النخيل.. إلى الهور والمشحوف وقصب البردي و" مشحوفنا يسبق بمشيه الماطور" وراح يدندن " للناصرية.. حبيبي وياك أروح..

وفي احد البيوت القريبة وقف شاب يلهو ببندقيته، يجرب حظه في صيد الغربان، ضلت إحدى الرصاصات طريقها وأصابت أبو عاهدين. في تلك اللحظات شعر بدوار ولم يفهم ما الذي حدث. تلونت فانيلته البيضاء ببقعة دم، ما هذا ؟ هل جرحت نفسي أثناء الحلاقة؟ لا ... الدم يتفجر أمام عينيه.. صرخ الحقو لي.. وسقط مغشيا عليه. هرع رفاقه الساكنون في البيت الأخضر فوجدوه ملقيا على الأرض. عرفوا انه أصيب برصاصة، ولكن من أين جاءت هذه الرصاصة ومن أطلق النار من أطلق النار؟ سارع احدهم لاستدعاء سيارة الإسعاف. .سارع سمير إلى التلفون ليخبر احمد بما حدث.
كان احمد ممددا في سريره بعد يوم عمل شاق وحر مضن حين رن التلفون وصوت مرعوب يقول: إسرع يا احمد أبو عاهدين في خطر! وقبل أن يكمل كلامه قاطعه قائلا:
أنا متعب من العمل ولا وقت للمزاح يا سمير!
لا ليس مزاحا يا أحمد، أبو عاهدين أصيب بطلق ناري وتم استدعاء الإسعاف لنقله مستشفى الجمهورية.
ارتدى احمد ملابسه على الفور وهرول مسرعا لموقف التاكسي. وقف قرب متنزه بلقيس في التواهي في انتظار سيارة تاكسي لإيصاله للمستشفى. وبدأت الهواجس والشكوك تراود ذهنه. أهي محاولة اغتيال؟ انتابه شعور غريب وحزين، وأحس بشيء يضغط على صدره وهو يتذكر حادثة اغتيال توفيق رشدي.
في قسم الطوارئ التقى احمد بإحدى الممرضات التي دلته على غرفة خاصة بعيدة عن ردهة الطوارئ وقالت:
- اطمئن وكن هادئا، صحة المصاب مستقرة و لحسن الحظ لم تصب الطلقة رأسه أو قلبه، وحسبما عرفت من احد الأطباء بان الطلقة استقرت في كبده وستجرى له عملية سريعة لإخراجها، ولا أظن أن هناك خطرا كبيرا عليه.
استرد احمد بعض هدوئه.
في الغرفة وقف رجل بجانب السرير حيث يرقد أبو عاهدين مقدما نفسه إلى احمد بأنه المحقق العدلي ويود معرفة فيما إذا يرغب المصاب بتسجيل دعوى قضائية ضد من أطلق الرصاصة. سأل احمد عن حقيقة ما حدث ومن أطلق النار، وهنا دخل الغرفة شاب لم يتجاوز بعد الثامنة عشرة عاما.
ــ صدقوني لم أتعمد إصابته.. كنت على سطح المنزل أتدرب على صيد الغربان وإذا بهم يقولون لي أصبت عراقيا في البيت الأخضر.
صحا أبو عاهدين وفتح عينيه ببطء وقال:
ــ اتركوه، لم يكن متعمدا في إصابتي، لذا لا أريد أن أسجل دعوى قضائية ضده.
بعد ستة أعوام عاد أبو عاهدين للأهوار التي لم تفارق مخيلته في غربته.. عاد محملا بهموم العراق.. عاد من اجل وطن حر وشعب سعيد... وفي الأهوار التي عشقها استشهد أبو عاهدين..



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة !


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس الربيعي - قصة قصيرة بعنوان رصاصة في البيت الاخضر