أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسين شعبان - بيئة العنصرية وسؤال ما بعد 11سبتمبر














المزيد.....

بيئة العنصرية وسؤال ما بعد 11سبتمبر


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 10:27
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ليس عبثاً أن يعبّر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، في احتفالية اليونسكو الـ 33 (أكتوبر 2001)، وبعد أيام من أحداث 11 سبتمبر، عن هذا التوجه بالقول «إن القرن التاسع عشر شهد صراع القوميات، والقرن العشرين شهد صراع الأيديولوجيات، أما القرن الواحد والعشرون فيشهد صراع الثقافات».
انشغل العالم بالإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر2001 الإرهابية الإجرامية. وقد ساهمت تلك الأحداث في سرقة الأضواء من حدث دولي لا يقلّ أهمية عن الإرهاب، بل يشكّل بيئة خصبة له تساعد على تفقيسه وتوالده، ونعني بذلك العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب، وكل ما له علاقة بقضايا اللاتسامح والتعصب، التي كانت عناوين أساسية لمؤتمر دولي تاريخي هو مؤتمر ديربن في جنوب أفريقيا، الذي أنهى أعماله عشية أحداث 11 سبتمبر.
المتهم الأساسي الذي أدين في «ديربن» كان سياسة إسرائيل العنصرية ومن يقف خلفها، أما بعد أحداث الإرهاب في 11 سبتمبر (أي بُعيد بضعة أيام) فقد وجّهت أصابع الاتهام الى العرب والمسلمين، رغم أنهم كانوا ضحية الإرهاب على مدى عقود من الزمان ورغم ادانتهم الشديدة اياه، لكن مسار الأحداث لم يترك فاصلة إلا وسلط الضوء عليها، بخصوص حشد «المستمسكات» كلها ضد الدين الذي يحض على الإرهاب والبنية الثقافية المُنتجة والمُشجعة عليه، التي تعتبر الغرب كله شرا مطلقا!
ولعل الوجه الآخر لهذه الأطروحات التكفيرية التأثيمية الاستئصالية، هو «التعكّز» على نظرية نهاية التاريخ والصراع الحضاري، فحسب فوكوياما، يشكّل الإسلام عدواً أساسياً بعد انهيار الشيوعية الدولية، كما أنه لا بد من شحذ جميع الوسائل للقضاء عليه، حسب صموئيل هنتنغتون وبيان المثقفين الأميركيين الستين الذي اقترب من لغة البلاغ الحربي.
العرب والمسلمون الذين أُخذوا على حين غرّة، وخصوصا في ظل غياب أنظمة الشفافية والمساءلة وتداولية السلطة سلمياً وسيادة القانون والحكم الصالح، كانوا ضحية إرهاب منظّم جماعياً وفردياً، وهو موّجه إليهم من الخارج أو الداخل على يد جماعات متطرفة ومنغلقة تدّعي امتلاك الحقيقة، وسلاحها هو التخوين والتأثيم وصولاً إلى القتل بالوسائل الرحيمة أو غير الرحيمة، بما فيها التفجيرات والمفخخات والأعمال الانتحارية ضد السكان الأبرياء المدنيين.
جدير بالذكر، أن بعض هذه الجماعات المتعصبة والإرهابية كانت تحظى بتأييد ودعم من بعض الأجهزة الغربية بصورة معلنة أو مستترة، بل إن بعضها جرى تصنيعه لأجندات سياسية خاصة، ولعل في ذلك إحدى مفارقات الصراع في منطقتنا وعلى ضفافها سواء شمال المتوسط أو عبر القارات والمحيطات.
في هذه المعركة لم تكن الجيوش وحدها وسيلة الحرب الأساسية، كما لم يكن الاقتصاد وحده أداة الحرب الأولى، ولم تكن الأيديولوجيا ابرز علامات هذه المعركة، بل إن الصراع دار هذه المرة في الساحة الثقافية، إضافة الى بقية الساحات، وكان الحقل الثقافي الأوسع والأعمق تأثيراً على مجريات المعركة، بوسائلها وإداراتها المتنوعة.
وكان السؤال يبرز، وخصوصاً في أوساط النخب الفكرية والثقافية عندنا وفي الغرب: هل ثمة مجابهة بيننا وبين الغرب؟ أم انها مواجهة مع الإسلام من طرف القوى والأوساط المتعصبة والمتنفذة في الغرب أيضاً، وليس من الإسلاميين فحسب؟ فهناك نوع من الإسلاموفوبيا (أي الرهاب من الإسلام والتحريض عليه) مقابل الإسلامولوجيا (استخدام التعاليم الإسلامية السمحة بالضد منها بما يظهرها رمزاً للتعصب الأعمى وعدم التسامح).
وهل المشكلة تكمن في فرض الحداثة أو ما بعد الحداثة لمواجهة التخلف والانغلاق ؟ أم أن ثمة أمراً آخر يستهدف فرض الاستتباع والهيمنة ومصادرة الحقوق؟
من جهة أخرى، كيف السبيل إلى إجراء إصلاحات ضرورية في العالمين العربي والإسلامي كتعبير عن استحقاق وحاجة ضرورية وماسّة داخلية أولاً وقبل كل شيء، وليس إرضاءً لأحد أو استجابة لأجندة خارجية، ولكنها تأتي في الوقت نفسه انسجاماً مع صيرورة كونية ومسار عالمي لا يمكن لأحد عزل نفسه عنه، بحجة الخصوصية الدينية أو القومية أو الثقافية؟!
ليس عبثاً أن يعبّر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، في احتفالية اليونسكو الـ 33 (اكتوبر 2001) وبعد أيام من أحداث 11 سبتمبر، عن هذا التوجه بالقول «إن القرن التاسع عشر شهد صراع القوميات والقرن العشرين شهد صراع الأيديولوجيات، أما القرن الواحد والعشرون فيشهد صراع الثقافات».
لقد نقلت أحداث 11 سبتمبر الإرهاب الى منطقتنا على نحو متميّز، ولعل أبرز التحدّيات هو أن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وكذلك المنظمات الإرهابية كـ«القاعدة» وغيرها (باتفاق أو من دونه ولكن بمفارقة حقيقية) نقلت المواجهة الساخنة إلى ساحة المنطقة، وقد بدأت الحملة الدولية بعد قراري مجلس الأمن الدولي 1368 و1373 (الصادرين على التوالي في 12 و28 سبتمبر 2001)، حيث تم الاستناد إليهما في شن حرب شاملة لمجرد خطر وشيك الوقوع أو لشن حرب استباقية لاستئصال شأفة الإرهاب أو تجفيف منابعه، وذلك لمجرد الشك وحتى دون قرار من مجلس الأمن أو ما يسمى بالشرعية الدولية.
لعل هذا بحد ذاته، خصوصاً بازدواجية المعايير وانتقائيتها وبالتوظيف السياسي، لا يشجّع على تحسين البيئة الدولية، بل إنه يُسهم في تغذية الكراهية والثأر والانتقام في بيئة غير صالحة أصلاً، فما بالك بردود الفعل لما حصل في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان، اضافة الى الكثير من مظاهر العنصرية والتطرف التي استفحلت في الغرب، خصوصا ضد الجاليات العربية والمسلمة، والتي تجلّت بصدور قوانين ونشر صور مسيئة الى الرسول محمد (ص) أو اتهامات بالفاشية الإسلامية!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العولمة أم عولمة الثقافة؟!
- تركيا وجدل الهويات !!
- إرهاب أشرار وإرهاب أخيار
- خيارات الديمقراطية
- موريتانيا واستحقاق الذاكرة
- هل هناك مستقبل للامم المتحدة
- ألغام دارفور...بين الغطاء القانوني والخيط الإنساني!
- جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!
- جولة جديدة من المفاوضات الإيرانية - الأميركية؟!
- حرب النجوم الثانية
- مفارقة لوكربي ثانية!
- هل عادت الحرب الباردة؟!
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل فلسطينيين اثنين في جنين بعد مهاجم ...
- رئيسي يندد بالعقوبات الغربية المفروضة
- إزالة 37 مليون طن من الحطام المليء بالقنابل في غزة قد تستغرق ...
- توسع الاتحاد الأوروبي - هل يستطيع التكتل استيعاب دول الكتلة ...
- الحوثيون يعرضون مشاهد من إسقاط طائرة أمريكية من نوع -MQ9-.. ...
- -الغارديان-: أوكرانيا تواجه صعوبات متزايدة في تعبئة جيشها
- هجوم صاروخي من لبنان يستهدف مناطق في الجليل الأعلى شمال إسرا ...
- السيسي يوجه رسالة للعرب حول فلسطين
- الأمن المصري يضبط مغارة -علي بابا- بحوزة مواطن
- نائب نصر الله لوزير الدفاع الإسرائيلي: بالحرب لن تعيدوا سكان ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسين شعبان - بيئة العنصرية وسؤال ما بعد 11سبتمبر