أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - هل عادت الحرب الباردة؟!














المزيد.....

هل عادت الحرب الباردة؟!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت الحرب الباردة قد انتهت حقاً، فلماذا لاتزال ميزانية الولايات المتحدة العسكرية في ارتفاع قياساً بجميع ميزانيات العالم العسكرية مجتمعة؟ وتريد الولايات المتحدة نصب صواريخها على حدود روسيا، لكنها في الوقت نفسه تعترض على صواريخ روسية داخل أراضي روسيا! ومثل هذا التوجه تتعامل به مع الصين، التي انتقدت ميزانيتها العسكرية.
عندما أعلنت إدارة الرئيس الأميركي بوش، أنها ستنشر نظام صواريخ في جمهوريتي التشيك وبولونيا وعلى حدود روسيا، ردّ الرئيس الروسي بوتين، بأنه سيوّجه الصواريخ الروسية نحو أوروبا.
«أزمة الصواريخ» إذا جاز لنا إطلاقها على اللحظة الراهنة للعلاقات الأميركية- الروسية، استعادت ذكريات مؤلمة عن سباق التسلّح الذي شهدته فترة الحرب الباردة، منذ أن أطلق ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، صرخته عام 1947، معلناً أن التحالف القديم ضد الفاشية والنازية، الذي أنشئ في الحرب العالمية الثانية قد انتهى، وما على العالم الحر إلا شن حرب إيديولوجية ودعائية لإثبات فضائله وقيمه بالضد من النظام الشمولي-الشيوعي.
هكذا انقضى الحلف القديم الذي أقيم ضد ألمانيا النازية ودول المحور، بين الاتحاد السوفييتي والدول الغربية، وتأسس على أنقاضه معسكران متضادان، متصارعان للفوز بعقول الناس وقلوبها في عالم يزداد تباعداً بحكم الصراع الدائر بين المعسكرين، وجرت استقطابات في نظام العلاقات الدولية للقرب أو البعد من المعسكرين الرأسمالي (الغربي) والاشتراكي (الشرقي) وقيمهما وطريقة عيشهما وخياراتهما السياسية والاجتماعية والتنموية، وكانت المنافسة في كل شيء ابتداءً من الثقافة إلى غزو الفضاء.
الحرب الباردة التي احتدمت في أواخر الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وبخاصة خلال أزمة الصواريخ التي أراد الاتحاد السوفييتي السابق نشرها في كوبا، وفي الكثير من الاحتكاكات بخصوص الدول النامية وبلدان ما سميت بحركة التحرر الوطني في آسيا وافريقيا، بدأت تخف، بل وتتراجع خصوصاً منذ أواسط السبعينيات، فسباق التسلح وحمى المنافسة العسكرية وصلا إلى خطوط حمر عندما خصصت الولايات المتحدة في ما سمي بـ «حرب النجوم» تيريليوني دولار كميزانية للتسلح، تلك التي لم يكن بإمكان الاتحاد السوفييتي مجاراتها بها، وهو ما أعلنه غورباتشوف خصوصاً في آخر أيام ما سمّي بسياسة الوفاق الدولي Détant، وبعد توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية مثل «سالت 1» و «سالت 2» وغيرها إضافة الى التخلي عن منظومات عديدة للصواريخ البعيدة المدى.
كانت سياسة التعايش السلمي قد وجدت طريقها خلال التوازن الاستراتيجي في فترة الحرب الباردة، وانتعشت خلالها المعارك الإيديولوجية والدعائية، تلك التي قال عنها الرئيس جون كيندي ومجمع الأدمغة أو «تراست العقول»، الذي عمل بمعيّته: إنها حرب بناء الجسور، التي ستعبرها البضائع والسلع والأفكار والسائحون، وهي التي ستحقق النصر مع «إمبراطورية الشر» كما عُرفت لاحقاً مروراً بعهد الرئيس جونسون والرئيس جيمي كارتر، وصولاً بعهد الرئيس دونالد ريغان.
سياسة «الوفاق» التي بدأت ملامحها واضحة منذ مؤتمر الأمن والتعاون الاوروبي الذي حضرته 33 دولة، إلى أميركا وكندا 1975، وصلت في أواخر الثمانينيات إلى «إعلان ظفر» الليبرالية كنظام سياسي واجتماعي وانهيار وتآكل المنظومة الاشتراكية، خصوصاً في ظل احتقانات وأزمات شديدة، لعل أبرزها النقص الفادح في الحريات وبخاصة المدنية والسياسية، إضافة الى عدم قدرتها على السير في سياق التسلح الى ما لا نهاية !!
بإعلان انهيار جدار برلين، انهارت منظومة كاملة كانت مؤشراتها تظهر على السطح منذ حركة «ليخ فاليسا» ونقابة تضامن في بولونيا مروراً بحركة احتجاج اجتماعي وسياسي كبرى في المجر، ومن ثم سقوط أنظمة الحزب الواحد التوتاليتارية في بولونيا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية ورومانيا، وصولاً إلى تفكك وتفتت يوغسلافيا والاتحاد السوفييتي.
كان مؤتمر باريس (خريف 1990) ومؤتمر برلين (صيف 1991) إيذاناً بانتهاء عهد الحرب الباردة، خصوصاً بما صدر عن الأخير من وثائق، أكدت نظام حرية السوق ومبادئ التعددية ومراقبة الانتخابات واحترام حقوق الانسان، لكن السؤال الكبير الذي يواجهنا: لماذا إذن الرئيس بوش نشر صواريخ على حدود روسيا؟ وهل يُعقل تبريره أنه يريد حماية أوروبا من الدول المارقة أو الخارجة على القانون مثل إيران وكوريا الشمالية؟! فمن المعلوم أن إيران لا تمتلك صواريخ تصل الى أوروبا وأن كوريا الشمالية هي أقرب إلى أميركا منها الى أوروبا!
السؤال الآخر الذي يواجه المراقبين: إذا كانت الحرب الباردة قد انتهت حقاً، فلماذا لاتزال ميزانية الولايات المتحدة العسكرية في ارتفاع قياساً بجميع ميزانيات العالم العسكرية مجتمعة؟
تريد الولايات المتحدة نصب صواريخها على حدود روسيا، لكنها في الوقت نفسه تعترض على صواريخ روسية داخل أراضي روسيا! ومثل هذا التوجه تتعامل به مع الصين، التي انتقدت ميزانيتها العسكرية.
أثمة في الأمر شك في عودة الحرب الباردة، أم إن الأمر يتعلق بتجديد سياسات الهيمنة المطلقة، التي يتبناها العقل الاستراتيجي الأميركي خياراً وحيداً في الظرف الراهن، خصوصاً وانه يعتقد بالتفوق استناداً الى ظروف كونية معرفية وواقعية (طوعاً أو قسراً) ناهيكم عن كونه إقراراً تريده الولايات المتحدة وتردده باعتبارها «مصدر القيم ومنبع الخيرات»؟!
هل بإمكان بوتين أن يعيد فتح بوابات الحرب الباردة بعد أن أغلقها غورباتشوف؟! ثم ما هو الثمن لذلك؟!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي
- القرآن والجواهري
- الاحتلال الأميركي والفساد والميليشيات تفتت العراق
- أزمة الماركسية هل هي واقع أم مجرد دعاية سوداء!!؟
- ما يحدث في العراق ارهاب منفلت من عقاله (الجزء الاول والثاني ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - هل عادت الحرب الباردة؟!