أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - مفارقة لوكربي ثانية!














المزيد.....

مفارقة لوكربي ثانية!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك معطيات جديدة تقول إن إفادة أحد الشهود مشكوك فيها، خصوصاً أنه بدّل رواياته وأقواله أكثر من مرة وكذلك في الأدلة التي قدمت حول المقراحي. مثل هذا القرار سيكون له تداعيات خطيرة على الصعيدين القانوني والسياسي، فلعلّه سيعيد طرح السؤال مجدداً: إذا لم يكن المقراحي ومن يقف وراءه هم المتهمون بتفجير الطائرة، فمن المرتكبون إذاً؟
من جديد عاد الحديث عن حقيقة «لوكربي»، وذلك بعد أن قررت الهيئة القضائية في اسكتلندا أن ضابط المخابرات الليبي عبد الباسط المقراحي الذي يمضي عقوبة سجن طويلة، بتهمة تفجير «بان إم» الأميركية في أجواء لوكيربي الاسكتلندية في العام 1988، قد تمت إدانته بطريقة خطأ ويحق له استئناف الحكم الصادر بحقه.
وقد تردد هذا الأمر في إطار حديث عن صفقة سياسية، يتم فيها إطلاق سراح الممرضات البلغاريات اللاتي جرت محاكمتهن بتهمة غرز أجسام أطفال ليبيين بفيروس نقص المناعة المكتسبة المعروف بـ «الإيدز»، ومطالبة عوائل الضحايا الـ 400 بإنزال أقصى العقوبات بحق المتهمات وتعويضهم ما لحق بالأبناء والعوائل من أضرار وغبن وإساءة، مثلما تم تعويض ضحايا «لوكيربي». ورغم عدم وجود علاقة بين قضية «لوكيربي» وجوانبها القانونية، وبين قضية الممرضات، إلاّ أن هناك من يريد خيطاً موصلاً بينهما، وهو التسوية السياسية.
الهيئة القضائية الاسكتلندية قررت بعد تحقيقات استمرت لمدة أربع سنوات، كما قالت، أنه لم تُراع أصول المحاكمة العادلة المعروفة دولياً في مجالات عدة، وجاء ذلك في تقرير أصدرته الهيئة يقع في 800 صفحة، ولعل ما تسرّب منه حتى الآن الشيء القليل، في حين أن معظمه مازال سرّياً.
المعطيات الجديدة تقول إن إفادة أحد الشهود مشكوك بها، خصوصاً أنه بدّل رواياته وأقواله أكثر من مرة وكذلك في الأدلة التي قدمت حول عبد الباسط المقراحي بشرائه الملابس التي وجدت في الحقيبة التي فجرت الطائرة.
مثل هذا القرار سيكون له تداعيات خطيرة على الصعيدين القانوني والسياسي، فلعلّه سيعيد طرح السؤال مجدداً: إذا لم يكن المقراحي ومن يقف وراءه هم المتهمون بتفجير الطائرة، فمن المرتكبون إذاً؟ وهنا لابد من رحلة مضنية جديدة على الصعيدين القضائي والقانوني، فضلاً عن الصعيد السياسي، للبحث عن المرتكبين الفعليين والجناة الحقيقيين، الذين قاموا بتنفيذ تلك العملية الإجرامية، التي راح ضحيتها 270 إنساناً كان بينهم 179 أميركياً.
كانت خطوة ليبيا بتسليم «المتهمين» وقبول محاكمتهم خارج أراضيها من قبل القضاء الاسكتلندي سابقة قانونية وسياسية مهمة جداً وجريئة في الآن ذاته، خصوصاً بعد إقدامها على إبداء استعدادها من الناحية الإنسانية لتعويض الضحايا وجبر الضرر، ومن جهة ثانية تقدّمها بالحصول على رأي استشاري «فتوى» من محكمة العدل الدولية في لاهاي، والذي جاء لمصلحتها، رغم أن إثبات البراءة يتداخل أحياناً مع الحملة الدولية ضد الإرهاب، والذي تُتهم فيه بلدان عربية وإسلامية، إلا أن القضاء الاسكتلندي بسوابقه المتميزة كان دليلاً على التزامه بالمعايير القانونية والمبدئية بشكل عام، وبخاصة ما يتعلق بشروط المحاكمة العادلة، فقد سبق له النظر في 887 قضية أوصت المحكمة باعادة المحاكمة في 76 منها، وقد كسب المستأنفون 25 قضية.
المقراحي الذي سلمته حكومته ليحاكم في هولندا طبقاً للقانون الاسكتلندي أصرّ على براءته، وهو الوحيد الذي تمت إدانته بحكم مغلّظ وصل إلى 27 عاماً من بين زملائه. ويظل إجلاء الغموض الذي اكتنف القضية وكشف الحقيقة حول جوانبها الملتبسة، مسألة حيوية تزداد بعد قرار المحكمة بالاستئناف، الذي ينبغي على محامي المقراحي التقدم به لتحديد موعد انعقاد الجلسة، خصوصاً أن محكمة الاستئناف لا يمكنها رد الطلب.
وكان تفاؤل محامي المقراحي كبيراً عندما صرّح باسم موكلّه في بيان خاص بالقول: لم أشك مطلقاً في أن مراجعة قضائية مستقلة لقضيتي سوف تتوصل إلى هذه النتيجة، وأكدّ ما قاله في العام 1999: أن ليس لديه أي علاقة على الإطلاق بحادث تفجير «لوكيربي» لا من قريب ولا من بعيد.
بعد هذه المداخلات فالاحتمال الراجح هو اطلاق سراح المقراحي وإعادته الى ليبيا ليتابع وقائع المحاكمة الجديدة من هناك، ومن المحتمل أن يتقدم محامي الدفاع بطلب إطلاق سراحه مؤقتاً، وقد يستغرق الأمر بضعة شهور. ولعل هذه المعطيات الجديدة وبخاصة القضائية تتعارض مع ما قدمته جهات استخباراتية، وهو ما ينتظر أن تبت بشأنه المحكمة بشكل نهائي، فالحكم الفصل هو للقضاء، وهو ما ينبغي أن يسود على الصعيد العالمي.




#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عادت الحرب الباردة؟!
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم
- عام على حكومة المالكي
- القرآن والجواهري
- الاحتلال الأميركي والفساد والميليشيات تفتت العراق
- أزمة الماركسية هل هي واقع أم مجرد دعاية سوداء!!؟


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - مفارقة لوكربي ثانية!