أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امجد نجم الزيدي - فليحة حسن وأختزال التجربة الانسانية














المزيد.....

فليحة حسن وأختزال التجربة الانسانية


امجد نجم الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 05:00
المحور: الادب والفن
    


نص العربة للشاعرة فليحة حسن، يقودنا الى تقصي البناء الذي يقوم عليه، بالربط بين الصورة الذهنية التي تتولد بالقراءة ، والصورة المجازية التي تعلن عن نفسها ان نحن عدنا بالنص وربطنا كل المدلولات التي يطرحها بالمرجعيات المحتملة، اذ ان دلالة العنوان (العربة) يعطي اشارة بدئية تأخذنا الى داخل النص الذي يجاري تلك الدلالة، بيد انها تفترق عن المدلول المجرد للعنوان عندما يأخذ النص بالميلان ليس نحو الدلالة البدئية ( العربة) والتي هي ايضا الصورة الذهنية المهيمنة:
اعتلينا العربة
وحده الحوذي
صار يصغي لوقع خساراتنا
وانما يتجه الى تفعيل الجانب الاخر من دلالتها الرمزية. وما يحرض على ترك الدلالة الاولى هو قول الشاعرة:
لم يكن الحوذي نحيلا
ولا الحصان،
ولا رؤوسنا
فقط
كان افق العربة نحيلا؛
والذي يثير السؤال عن ما هو افق العربة، والذي ربما لن يظهر الا ان نحن تقصيناه في ضوء تلك الدلالة وبمدى مفارقته لها، ولنصنع مرتسما بسيطا للنص في ضوء هاتين الدلالتين اي الصورة الذهنية للعربة والافق المقترح ، فدلالات النص التي تقع تحت الاولى هي الفعل( اعتلينا) ، (الحوذي)، (الدرب) و(الحصان) ، اما افق العربة فيرتبط بالدلالات ( وقع خساراتنا)، (سرادق اعمارنا)، ( احزاننا)، ( الخمول) ،(التلاشي) و (نحيلا)، فالدلالات الاولى مرتبطة بالعربة وصورتها الذهنية اي التشكيل المجسم للعربة كوسيلة نقل ،اما الاخريات فهي غير مرتبطة ارتباطا فعليا بالعربة كوسيلة نقل، وانما هي مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالركاب الذين هم داخل العربة، والذين يمثلون افقها لانهم هم الذين يسيرونها ليس بالتسيير الفعلي الذي هو واجب الحوذي بل لان الوجهة التي تقصدها العربة مبنية على ارادتهم بالوصول، والذي هو واجب العربة كوسيلة نقل، اذا هذه الدلالات تمثل افق العربة الذي يسيرها.
ان استخدام الشاعرة للعربة في نصها اخرجها من محدوديتها التداولية كوسيلة نقل بين مكانيين هما مكان الصعود ومكان النزول، الى العربة كمفهوم يختزل التجربة الانسانية، حيث تتجسد هذه التجربة في انها تمظهر لأفق العربة والذي ارتبط بالدلالات السالفة والتي هي دلالات تمثل تجربة انسانية.
ومما يثير التساؤل في هذا النص هو البيت الاول
هكذا
ومثل رجل ادمن خيباته
اعتلينا العربة
حيث ان ( هكذا) في بداية النص تشير الى ان النص بكاملة عبارة عن تقديم تجربة معينه وتدويرها كتجربة انسانية عامة، بيد ان الشاعرة قد قرنت هذه التجربة ب/رجل ادمن خيباته/ ولو ابقت الشاعرة على هذه الفردية الذكورية المقترنة بالرجل لأصبح النص يسير في اتجاه واحد والى وجه واحدة بيد انها اكملت النص بصيغة الجمع /اعتلينا العربة/، وهذا التوظيف ربما يكون اكثر عمق ودلالة، وهذا البيت يرينا ايضا بأن الشاعرة قد اختزلت هذه التجربة بالرجل وكأنها انعكاس له / ومثل رجل ادمن خيباته/ تأتي التجربة، ونسيت بأن الطرف الاخر المختبئ او المختبؤن خلف / اعتلينا/ ، / خساراتنا /،/ سرادق اعمارنا/،/ احزاننا/،و/منتصرين/، مشارك او مشاركون في هذه التجربة / افق العربة/.



#امجد_نجم_الزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انشطارات النص والوحدة الدلالية
- القصة القصيرة في متنها التشكيلي
- التناص واستراتيجية النص قراءةفي نص(وساخات ادم) للقاص علي الس ...
- قراءة في نص(الستون) للقاص محمد خضير
- اسئلة الصنعة الثقافية
- قصص قصيرة جدا
- منتدى الشطرة الابداعي يوقد شمعته الاولى
- اليوتوبيا والمدينة المفارقة
- النص وموشور التاريخ قراءة في (شارع الزواج في لجش)
- الذكرى وفعل التذكر قراءة على استار المدن
- بنى المكان والزمن الاستعادي
- القصة القصيرة وزمكانية السرد
- العنوان...قراءة في نسق مغاير
- الرحيل
- كانت اشبه بالنبوءة
- القراءة..إعادة لبناء المرجعيات الدلالية - طعنات أليفة-انموذج ...


المزيد.....




- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امجد نجم الزيدي - فليحة حسن وأختزال التجربة الانسانية