أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عبد الستار الأبيض - التعلم الدرامى















المزيد.....

التعلم الدرامى


محمد عبد الستار الأبيض

الحوار المتمدن-العدد: 2039 - 2007 / 9 / 15 - 05:27
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


دعونا فى البداية نحدد المفهوم الذى أقترح أن نتواصل به والخاص بكل من كلمتى التعلم والدراما . وذلك حتى نتمكن معا من أن ننشىء مشروعا إنسانيا يستهدف تحرير أطفالنا من المعوقات التى تحول دون تكونهم معرفيا ومن ثم يستكملوا الحياة وقد أستوعبو تماما الحقائق و القوانين التى تحمى هذه الحياة فيعملو على أستمرارها بقوة وسهولة ويسر وفرح .
ولنبدأ بالتفرقة بين مفهومى التعليم والتعلم.
إننا نرى أن التعلم طاقة فكرية طبيعية تولد بها جميع الكائنات الحية ووظيفتها – خاصة عند الإنسان – هى معرفة كيف يحمى هذه الحياة وكيف يعمل على أستمرارها وإبداع أساليب جديدة ومتجددة فى هذا السياق .
أما التعليم فيتناول فقط عنصر المهارات ( القراءة والكتابة و العد والحساب وأستخدام التشكيل الفنى فى مختلف صوره ) فى عملية التعلم ، فهو بمثابة الأدوات التى يسعى بها لتحقيق الهدف الحقيقى وهو التعلم
راقب أى كائن حى فلنبدأ بالأصداف البحرية ( الرخويات ) ، إلى الإنسان ذاته وسوف تجد أن هذا الكائن الحى يتعلم فطريا وطبيعيا من لحظة ميلاده حتى نهاية حياتة التى هى بداية لحياة أجناسة و أنواعه ، وسوف نجد أنه يتعلم من نفسه وبنفسه كيف ينبغى أن يحيا ويعيش وذلك بفضل الطاقة المعرفية المذود بها هذا الكائن الحى والذى يقوم بها جهازه المعرفى الشهير بالجهاز العصبى .
هذه الطاقة المعرفية الفطرية عند الإنسان هى الطاقة الموكول إليها أمر التعلم ، وهى الأن فى حاجة ملحة و عاجلة لأن تتحرر فى تواصل نموها و من ثم يصبح الأنسان بما هو إنسان .
لم يكن هذا الحق معروفا خاصة فى القرون التى لعبت فيها مركزية الحكم و السلطة ( الزراعية و الصناعية والتكنولوجية ) دورا فى قمعها لصالح هذه التنويعات من النشاط الإنسانى على نحو برجماسى ونفعى صريح .
ولكن فى حوالى سنة 1925 م تمكن عالم سويسرى يدعى جان بياجيه من أن يفك شفرة الإنسان التى ظلت غامضة ، كما فك العالم الفرنسى بروشار شفرة اللغة الهيروغليفية على حجر رشيد فإستطعنا قراءة تاريخ مصر القديم قراءة دقيقة ، لقد تمكن بياجيه من خلال ملاحظاته المنهجية على أطفاله من أن يجعلنا نعيد قراءة أساليب التفكير عند الطفل قراءة بيولوجية حيث أن المعرفة ذاتها هى واقع بيولوجى حى ينموويتكون شأن أى كائن حى .
كيف ينبغى إذا أن نقرأ الطفل وهو يفكر وهو يسلك ؟

1 – يفكر الطفل / الإنسان أساسا لكى يحمى حياته ويحقق لها الإستمرارية وذلك بخمس طرق مختلفة { نحن إذا لسنا بصدد طفل واحد } بشكل مطلق منذ ميلاده حتى الثامنة عشر من العمر ، و لكن كلنا أمام خمس أطفال لكل منهم طريقته المرحلية فى التفكير . وهذه الطرق الخمس فى التفكير هى فى إيجاز شديد ، ...
• طريقة ( التفكير / المعرفة ) بالحواس من العمر صفر حتى العام الثانى من العمر .
• طريقة التفكير بالأسئلة من العمر سنتان حتى السادسة من العمر .
• طريقة التفكير بالتخمين ( فرض الفروض ) من العمر 6 حتى العمر 12 سنة .
• طريقة التفكير بالتجريب من العمر 12 حتى العمر 16 سنة
• طريقة التفكير بالقوانين التى تحمى الحياة على سطح كوكب الأرض حتى العمر 18 سنة .
ينتقل الطفل من طريقة فى التفكير إلى الطريقة التالية لها بعد أن تستوفى ويتبع الطريقة السابقة ، فيبحث عن طريقة أفضل للمعرفة وللملاحظ المدقق ... سوف يندهش حين يجد أن هذه الطرق فى تتابعها هى نفس مراحل التفكير العلمى عند العلماء الكبار والتى تبدأ بلإحساس بوجود المشكلة ثم تحديد هذه المشكلة تم فرض الفروض ثم أجراء التجارب ثم التواصل إلى القانون العام و ال Formulae
أما إذانظرنا إلى مرحلة الطفولة كمرحلة واحدة فسوف نجد أن الطفل يتميز بصبغة عامة بالمميزات الأتية
1. التمحور حول ذاته Egocentristic .
2. الإحيائية كل الأشياء حوله كائنات حية مثله .
3. التشيئية كل الأشياء حوله أشياء فحسب .
4. الواقعية لا يدرك سوى العلة القريبة ولا يعرف العلل البعيدة .
5. الأصتناعية كل شىء – اى شىء – صنعه شخص ما .
وتقودنا هذه القراءة إلى إكتشاف العمر المعرفى للفرد وذلك من خلال طريقته فى التفكير بصرف النظر عن عمره الزمنى فقد يكون عمر الفرد الزمنى 70 عاما ولكن طريقته فى التفكير وأسلوبه فى حماية حياته كطريقة الطفل فى عامه الثانى عشر ، ومن ثم يكون عمره المعرفى 12 سنة فحسب !
ما موقف الكبار من هذه القراءة البيولوجية للمعرفة عند الأطفال ؟ وبمعنى أخر ، كيف ينبغى أن يتعامل الكبار مع الصغار ، فى ضوء هذه الحقائق العلمية التى تكتشف لهم أخيرا ؟
من البديهى أن ندع هذه الطاقة المعرفية تأخذ طريقها الطبيعى فى التكوين أى فى التحقق فى مناخ طبيعى حر . ولكن كيف نوجد هذا المناخ الحر الطبيعى ؟
وبمعنى أخر ما هى طبيعة هذا المناخ الطبيعى الحر ؟
يتمثل هذا المناخ فى الواقع الدرامى الحر للحياة ذاتها .
ولكن ما الدراما ؟
الواقع أننى لم أستطيع حتى الأن أن أحدد من هو الذى حفر هذه الكلمة فى تاريخ الثقافة الإنسانية ، وأن كنا نعرف جميعا أنهم اليونان الذين كانو أول من أطلق هذا اللفظ الذى إنتشر فى جميع أرجاء العالم حيث تنطقه كل اللغات كما هو " الدراما " .
أما من حيث المعنى فهو لفظ مكون من مقطعين Drao أى أنا أعمل من أجل أن أحيا و أعيش ، وأنا أناضل ون أجل أن تكون معيشتى حلوة و مصدر فرح لى . من هنا كان السلوك الدرامى سلوكا حياتيا واقعيا فطريا وطبيعيا ، لدى الكائن الحى { راقب مجموعات النمل و النحل ، وأسراب الطيور ، وقطعان الأغنام و سلسلة البط الصغير الذى يسير وراء أمه البطة الكبيرة فى خط مستقيم } .
أما الأنسان فله من الصور والأشكال الدرامية { حضارات وثقافات } مالا حصر له حتى الأن ، وإن كان قد وقع أغلبها فى أسر أيديولوجيات خنقتها وحرمتها حرية الأنطلاق فى التكوين المعرفى .
ومن هنا كان المناخ الدرامى الحر ، هو المناخ الواجب توفيره لأطفالنا حتى يكتسبو المعرفة التى تتأصل فيهم من داخلهم From within تأصلا بيولوجيا . إنه ذلك المناخ الذى ينشىء الإنسان الجرىء المبدع و الذى يقفز دائما إلى المجهول .
كيف يتحقق هذا التعلم الدرامى ؟
يتحقق التعلم الدرامى من خلال معايشة الوقائع الحياتية التى تجرى فى سياق زمنى له ماض و حاضر و مستقبل . وبمعنى أخر يتحقق هذا التعلم الدرامى من خلال الأنشطة اليومية الحياتية العادية والتى تعمل على حماية الحياة و أستمرارها . إنه ذللك النشاط المعرفى الدائب والذى يتناول الحياة فى مجملها كمعنى و كقيمة ينبغى أن يتأصلا فى وجدان الإنسان .
ويجدر بنا أن ننتهز هذه الفرصة التى نتناول فيها التعلم الدرامى لنبنى خطى هذا الأسلوب الذى ساد التعليم عندنا منذ بداية القرن العشرين والذى كان يعتمد مفهوم التعلم عن طريق حل المشكلات كما دعا إليه المربى الأمريكى جون ديوى ، فإن هذا المنحى البرجماسى يختزل فكر أطفالنا ويحصرهم فى حدود المنافع الخاصة دون أن يفتح أفاق فكرهم على المعنى العميق و الشامل للحياة .
ما هى الأسس العامة لتقنيات التعلم الدرامى ؟
يقول المدخل الأساسى لهذه التقنيات ، أن الطفل الذى يلعب جيدا أى يلعب بحرية و أنطلاق سوف يتعلم كيف يعمل جيذا عندما يبلغ . ومن ثم فإن من يحرم من اللعب بحرية وإنطلاق فى طفولته سوف يكره عمله ويبغضه عندما يبلغ .أن صورا كثيرة ومتعددة لتحرير الأطفال طرحها المفكرون الأمريكان و الذين تعودنا أن نقتبس منهم الكثير منها وكلها لم تزل قاصرة بعد . ( وذلك فى حدود معلوماتى ) عن أن تتحرر من التعليم المنفعى الذى يحصر الأطفال فى تحقيق اهداف جزئية ووقتية ومحلية دون أن تمكنهم من الأنطلاق الى افاق عالم أصبح يتميز بوحدته وتكامل أطرافه .
أننا ننتهز هذه الفرصة لنعود فنكرر دعوتنا إلى درمتة التعليم فى بيوتنا ومدارسنا ، وأن يثق الكبار فى طاقات أطفالهم المعرفية وأنه بها وحدها سوف يعملون معا على حماية الحياة وأستمرارها بقوة ويسر وفرح .




#محمد_عبد_الستار_الأبيض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرروا أطفال العالم أولا
- من العقل إلى بيت جحا وبالعكس يا قلب لا تحزن
- حالات السلوك الإنساني .
- نظرية إنسانية
- النشاط الصفي و اللا صفى أهدافه ومعوقات التطبيق


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عبد الستار الأبيض - التعلم الدرامى