أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد عبد الستار الأبيض - حرروا أطفال العالم أولا














المزيد.....

حرروا أطفال العالم أولا


محمد عبد الستار الأبيض

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 07:39
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


جميل أن نسمع عن خطط عمل وطنية وضمانات مخصصة لحماية الأطفال من العقوبات البدنية . وجميل أن يتولى مسؤلية إعمال هذه الخطط ،المؤتمر الإقليمي التشاورى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف المنبثقة عن الأمم المتحدة .

وموضع الجمال في كل هذا هو أن هذا الهم الإنساني الذي طال السكوت عنه وأمتد لقرون طويلة قد بدأ العالم الآن ينتبه إلى أثاره الوخيمة على أجيال من البشر عانت من غياب حقيقة إنسانية بسيطة تقول : إن الجهاز المعرفي للإنسان الشهير باسم الجهاز العصبي ، يتشكل فى الشهور الأخيرة من الحمل ، ومن ثم يتحدد موقفه من الحياة ، وتتحدد طريقته فى رؤية الأهداف من منظورها الدرامي مدى ما بقى من العمر ، وكأن الإنسان يبرمج بقدر ما يستقبله هذا الجهاز من مدخلات سوأ كانت مدخلات سيئة معادية للحياة وحقها فى الاستمرار أو كانت سليمة وواقعية ملتزمة بمنطلقات حماية هذه الحياة ، ودفعها فى طريق النمو والتطور و الإبداع .

بيد أن تناول هذه الحقيقة من زاوية لا تتعرض لكافة أشكال العنف الأخرى ضد الأطفال تستهدف قمع الأطفال وحقهم الطبيعي فى المعرفة فلا يدخل فى مفهوم العنف أو لعله يدخل فعلا فى مفاهيم تربوية سائدة يراها أصحابها أنها لازمة وضرورية بزعم أنها ضرورية كي تساعد الأطفال على التكيف الاجتماعي والانخراط فى مجتمعاتهم ذات الأطر الثقافية والأيديولوجية السابقة الإعداد .

ودعوني عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة أن أطرح تحليلا علميا يفسر هذه الإشكالية الإنسانية ، وفى تقديري أن السبب الحقيقي لانتشار ظواهر القمع للأطفال بمختلف أشكاله فى الكثير من دول العالم هو أن{ المربين} يفتقدون الثقة الكاملة فى الطبيعة الإنسانية التي تقول أن المعرفة صفة بيولوجية يولد بها الإنسان بما هو إنسان .
ولكن ما معنى هذا كله ؟

الذي يبدو لنا الآن خاصة مع بداية ما سمى بعصر النهضة الصناعية أن اندفعت أجيال وراء أجيال إلى حماية الصناعات وما أستتبعها من التكنولوجيا المعاصرة ومن ثم تحتم عليها أن تبرمج الإنسان على مقاسات هذا الانفلات الصناعي ومن ثم أصبح من الضروري تسويق الإنسان باعتباره سلعة ينبغي أن تخضع لمواصفات الجودة كأي بضاعة أخرى .

فإذا عدنا إلى أزمة غياب الطبيعة الأصيلة فى الإنسان وهى طبيعته المعرفية وجدنا أن فقدان الثقة فى هذه الطبيعة لم يعد يتيح لأطفالنا فرصة التعبير عن أنفسهم بحرية وسلاسة.


ولعل تلك الصيحة الإنسانية التي صاح بها جان جاك رو سو فى منتصف القرن التاسع عشر بدعوته الشهيرة عودوا إلى الطبيعة كانت همسة حائر بائر لم يسمعها أصحاب المصانع عبر هدير عجلاتها التي وتوقفت الآن لدمرت الحياة المعاصرة تدميرا كاملا أو لعل فيلم العصور الحديثة لشارلى شابلن لم تراه أعين واعية حتى الآن .

يقول ديباك شو برا المفكر الأمريكي الهندي الأصل : { ألا ترون معي أن كل شئ على سطح هذا الكوكب ينمو بذاته ومن ذاته مالم تعطله قوة خارجية عنه}.

وبالأجمال فإننا نقول أن الطاقة الطبيعية المعرفية التي يولد بها الطفل خليقة وحدها بأن تقوده إلى النمو والإبداع والخلق مالم تقف فى سبيلها قوى غبية تعوقها. أن أطفالنا فى حاجة إلى أن يتحرروا فحسب وحينئذ سوف نرى منهم العجب العجاب .



#محمد_عبد_الستار_الأبيض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من العقل إلى بيت جحا وبالعكس يا قلب لا تحزن
- حالات السلوك الإنساني .
- نظرية إنسانية
- النشاط الصفي و اللا صفى أهدافه ومعوقات التطبيق


المزيد.....




- حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق ...
- موسكو وكييف تتبادلان دفعة جديدة من الأسرى
- ألمانيا: البرلمان يقر تعليق لم شمل أسر اللاجئين للحد من الهج ...
- إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل ...
- الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة لمواصلة عملها الاغاثي
- لبنان يطالب الأمم المتحدة بتجديد ولاية اليونيفيل لمدة عام
- لبنان يطلب رسمياً من الأمم المتحدة تمديد ولاية -اليونيفيل- ل ...
- -حماس- تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في جريمة استهداف منتظري ...
- استدرجهم ثم خنقهم وقطّعهم.. إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصي ...
- البيت الأبيض يوصي بإنهاء تمويل تحقيقات جرائم الحرب


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمد عبد الستار الأبيض - حرروا أطفال العالم أولا