احمد العطار
الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 09:36
المحور:
الادب والفن
كان قد أعد منبه الساعة كعادته على السابعة , فجاء رنينه في الموعد ... بتكاسل ألقى بطانيته جانبا ... فرك عينيه وفسح لضوء النهار أن يتوغل فيهما رويدا رويدا ... في الحمام غسل وجهه بماء بارد ...و برد أسنانه بالفرشاة و المعجون ... للمعجون رائحة النعناع فلا بأس ان ابتلع شيئا منه ... توجه الى المطبخ و ضع بعض الماء كي يغلي لاعداد قهوته الصباحية... القهوة تبعث رائحة البن البرازيلي في الأجواء.
يشرب فنجانين من القهوة مع قطعة حلوى ساخنة ... يضيف اليهما كوب ماء .
يلبس بذلته الجديدة , ويحرص على تلميع أزرارها بمنديله الوردي ... يسوي ربطة العنق و يحكم وضعها ... ينتعل جوربا أبيض اللون وحذاءا إيطالي الصنع ... لا ينسى وضع عطره الباريسي المفضل ... يمشط شعره و يدهنه بكريم مرطب ...
يقف أمام المرأة فيجد ذاته المزهوة تقابله ببراءة و أناقة ككل مرة.
يضع أسطوانة لبيتهوفن ... يعدلها على السمفونية الخامسة ... تلك الأثيرة لديه خصوصا بعد قهوة الصباح .
ثم ...
يضع كرسيا على الطاولة ... يعتليه ... يمد يده الى حبل أعلى السقف ... يحكم ربطه حول عنقه...
و بضربة واحدة يفقد توازنه ... فتسمع طقطة عنقه ... وتخرج أنفاسه بكل برودة .
#احمد_العطار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟