أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - وصار إنفصال الجنوبي اليمني واقعا














المزيد.....

وصار إنفصال الجنوبي اليمني واقعا


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ماذا يفعل الرئيس الآن وهو يشاهد كل تلك الأحداث تعصف به وبتاريخه ، هل يفكر جديا بحل واقعي وسلمي ليخرج بأقل الأضرار الممكنة ، أم أنه يصر على تجاهل ما يحدث ولا يراهم سوى أقلية لا تمثل إلا نفسها فقط وأن باقي الأمور على خير ما يرام .

وأيهم صار واقعا الآن ومترسخا أكثر بعد سبعة عشر عاما من الوحدة اليمنية ، هل هي الوحدة أم الانفصال ، وهل يعلم الرئيس بأن القناعة حين تتمكن من عقل الإنسان فأنها من الصعب أن تغادره ، وإلا كيف سمح وهو المهيمن على كل شيء في البلاد بأن تتسرب مثل هذه القناعات إلى عقول المواطنين التي كفرت بأجمل ما صنعه الإنسان اليمني ألا وهي الوحدة اليمنية ، هل وصلت به عدم المبالاة إلى هذا الحد ، ألم يكن يرى المتسولين في الشوارع والمفسدين يركبون أفخم السيارات ، ألم يكن وخلال سبعة عشر عاما يقرأ للكتاب والمثقفين والمخلصين مختلف النصائح والتوجيهات حول كل مفسدة ، أم أن هذا الرئيس يعيش كوكبا آخر ويتحدث لغة أخرى لا تفهم لغتنا .

الوطن الآن يتمزق والمواطنون في الجنوب اليمني تملكتهم قناعة بأن هذه الوحدة لم تعد مرغوبة وصاروا يضحون بأرواحهم من أجل الفكاك منها ، ولنا أن نقدر ماذا يعني أن يقرر الإنسان أن يخسر حياته لأجل قضية آمن بها وخرج مناديا عليها ، أن الوصول إلى مرحلة قبول السجن والموت من أجل الخلاص من تباعات هذه الوحدة هي نقطة ساخنة و من الصعب العودة عنها مهما استخدمت من أدوات لقمع إرادته ألتي نضجت مفرداتها وصارت واقعا يمشي على قدمين فيما بيننا ، لقد بات الانفصال موجودا داخل النفوس وهي أكبر من الحواجز و الحدود والمسافات .

أقول لفظة " وطن " مجازا ، لأنه لا وطن حقيقي نملكه ، إلا أن كان جواز السفر يعتبر كذلك ، وأما دون ذلك فلا شيء يوجد على أرض الواقع ، فعلى ماذا يتحسر البعض حين يسمع أن نصف الشعب صار يريد أن يشكل دولة له لوحدة عله يعيد ما كان لديه في السابق ، وخاصة أن ما يتذكره فيما كان قبل الوحدة ويقارنه بالوضع الحالي ، يجد نفسه خسر الكثير حتى آدميته .

في وضع سياسي جامد ورئيس متصلب ورافض أن يقوم بأي عمل جاد نحو تحسين الأوضاع ، فأن أي مناداة بالانفصال هي مناداة لها ما يبررها ومن الصعب رفضها أو الوقوف في وجهها ، والانفصال في حد ذاته ليس كفرا أو جريمة ، ولكن الجريمة هي الإذلال والظلم والتعسف ، وأن
كانت الوحدة اليمنية مثلت لنا ذات مساء حلما ورديا ، فهي ألان صارت لدى لملايين لعنة تجسدت عليهم في كل السلبيات التي يمكن اكتسابها وخلقها وكل السلبيات التي لم يكن حتى تصورها في أكثر الكوابيس إزعاجا.

الرئيس فشل في قيادة اليمن ، وفشل في ترسيخ الوحدة ، وصار من المؤكد أنه ولو بعد حين بأن بقاء الرئيس يعني انفصال اليمن ربما إلى أكثر من جزء ، ولأن اليمن غالية علينا ونريدها موحدة الأوصال مترامية الأطراف لها وزنها الإقليمي والدولي ، ولأننا نريد أن نبقى أنموذجا ناجحا لوحدة عربية أكبر ، ولأنه من حقنا أن نعيش مثل باقي البشر في رغد العيش والسلام دون سطوة همجية القبيلة أو تخبط التخطيط أو مفاخرة بالفساد والرشاوى ، ولأن الأوطان فوق الأفراد ، فهل سيرعوي الرئيس ويفكر بشكل جدي وفعال دون النظر في الخسارة والربح بهذه القضية ، هل سيفهم أن الأمر صار واقعا وأنه وكلما زاد عناده كلما زادت شعبية من يريد الانفصال وتحقيق دولته عله يجد بها شيء من الاطمئنان والسلام .

كل ما هو مطلوب هو أعطاء مشكلة المطالبة بالانفصال حجمها الحقيقي ، لأن هذه هي بداية إيجاد حل عادل لها ، أما محاولة قمعها بالقوة فهي لن تجدي ، بل ستجعل من الأمر يبدوا كثورة مقدسة تزيد اشتعالها كلما ازدادت محاولة إخمادها ، أما عن الحلول فهي كثيرة وتبدأ بتطبيق القانون على الجميع ومحاربة الفساد وتنتهي بمنح المحافظات صلاحيات واسعة يديرها أهلها أو نظام فيدرالي كآخر الحلول ، لأني أخشى على وقت أن يأتي ونتمنى هذه الحلول فلا تقبل بعد أن يكون الحال استيأس بالجميع ، و ياترى وأن حدث هذا الانفصال فهل بالإمكان إعادة الوحدة مرة أخرى ، وهل سيعقل أن يجرب المجرب من جديد ، وكم من الزمن نحتاج حتى تندمل الجروح ، كلها أسئلة لا نعرف لها من إجابة ، لكن الشيء الوحيد الذي سنبقى متأكدين منه ونعرف إجابته و هو أن الرئيس علي عبدالله صالح سيكون هو المسئول الوحيد عن كل تلك الأحداث المأساوية التي ندعو الله ليل نهار أن لا تحدث .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحكم اليمن بلطجي ؟
- سعر الرغيف ورأس الرئيس
- ألزمي حدودك
- أنا لست مستعدا أن أضحى بدمي من أجل الوطن
- هل له أن يبالي بما سيقوله التاريخ عنه .
- ايران هي لعنة الشيطان على العرب
- حتى لا تنتحر حماس
- مسجد الصالح ، منجزات الصالح ، حرب الصالح
- بركة بول النبي ورضاعة الكبير
- بيان علماء السلطان
- اليمن تحتفل بعيد وحدتها على جماجم مواطنيها
- المصافحة الأكثر حرارة دائما هي من نصيب بوش
- علمانية تركيا أم عثمانيتها
- ومن موريتانيا - ربما - يأتي المدد
- باجمال لن ننساك ... ولن نتذكرك
- على ضفاف قمة الأنظمة
- محاولة لنفي ما تسمى بالخلافة الإسلامية
- هنا - أنا مع الإنسان ، على سنحان تسليم أسلحتها فورا
- يا صالح ..إلا الطائفية
- يهود اليمن ..إلى اي حد هم مواطنون


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - وصار إنفصال الجنوبي اليمني واقعا