أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الطائفية .. والطائفيون..!















المزيد.....

الطائفية .. والطائفيون..!


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكمة في الإنجيل تقول" هناك من يرى القشة في عين غيره ولا يرى العود في عينه "
وهذا ما ينطبق على أكثر الساسة العراقين الذين يدعون الى التخلص من الطائفية وهم الذين أسسوا الطائفية وهم نتاج هذه الطائفية والطائفية أوصلتهم الى هذه المناصب ، ويعرفون بأن نهايتهم بنهاية الطائيفية لأنهم أتوا ممثلين عن الطائفية ، فإذا تلاشت الطائفية تلاشوا ، كما يزول الجليد بزوال البرد.

فنمهم من وعد طائفته بالإنتقام من الطائفة التي ظلمتهم !، ومنهم وعدوا بنشر مبدأ طائفتهم وأنها هي المحقة في الحكم والسلطة لا غيرها بموجب القوانين الإلهية النازلة لهم من السماء والأولياء كما هو الحال عند جيرانهم ! ، ومنهم أتوا لإعادة ما خسرته طائفتهم من جاه وسلطان ونهب وإبتزاز أموال ! أو دفاعا عن إمتيازاتهم التي يعتبروها إمتيازات مكتسبة !! . وكل يريد الإيفاء بوعده الذي قطعه على نفسه تجاه طائفته !!، وهكذا يجلسون في مجالسهم وجها لوجه يحاول كل منهم أن يحصل أو يغتصب الأكثر له إستقطاعا من المقابل أو الأصح من حقوق الوطن ،وكل واحد يتهم غيره بالطائفية !! ولا يرى نفسه أنه يمثل طائفته ووكيلا عنها ! وإن الطائفية هي التي أوصلته الى هذا المكان .وهو " كالذي يرى القشة في عين غيره ولا يرى العود في عينه "!!

وليوهموا الناس أنهم غير طائفيين ، يرتدون لباس الوطنية و الديمقراطية التي أصبحت الديمقراطية شعارا لتغطية نواياهم خططهم الطائفية كمن يقول " قول حق يراد به باطل " ، فلم يكن في برنامج حزب الدعوة (أي الدعوة الإسلامية لا الدعوة الى الديمقراطية ) ولا المجلس الأعلى الإسلامي ( أي ثورة إسلامية لا ثورة من أجل حقوق الإنسان !!) ولا جماعة الصدر ( طبعا ليسوا جماعة أنصار السلم والديمقراطية !!) أقول لم يكن في برامج أحزابهم قبل التغيير أية إشارة الى الديمقراطية وحقوق الإنسان ولا في أدبياتهم وشعاراتهم لا من قريب ولا من بعيد لأنها أحزاب دينية شيعية أي تمثل الإسلام الشيعي أي الطائفة الشيعية وحدها ، وما ينطبق على الأحزاب الشيعية ، ينطبق على الأحزاب السنية التي تشكلت بعد التغيير ، طبعا لا لتطبيق الديمقراطية !! فكانوا ألد أعداء الديمقراطية ، وكانوا قوميين طائفيين قبل التغيير هذا شأن أكثر الساسة العراقيين الجدد ، .

، ومنهم السيد طارق الهاشمي ، رئيس الحزب الإسلامي ( والحقيقة هو الحزب الإسلامي العربي السني ) ففي مقابلة أو حوار بين الفضائية " العربية " مع الهاشمي رئيس الحزب المذكور ، يوم الأثنين 27 / آب /2007 ،و لمدة تقارب نصف ساعة ، خلالها ما إنفك السيد الهاشمي بالنقد والإنتقاد لسلوك الحكومة وقادة الشيعة بأنهم طائفيون وهي مشكلة العراق الأساسية ،ولا تحل المشكلة إلا بخروجهم من الطائفية ، ولا يمكن أن تستقيم الأمور دون الخروج من المحاصصة الطائفية الى المواطنة العراقية ، طبعا لا خروجه . أي الهاشمي وجماعته ، تشيكلات السنية الأخرى ، من تعصبهم القومي العربي والديني الإسلامي السني !! وهذا ما يردده أيضا المالكي والأديب والأعرجي والصدر وغيرهم ، ويخفون وراء هذا الشعار طائفيتهم .

كل هذا الكلام صحيح ومقبول مائة بالمائة ، إذا قيل من قبل أشخاص وطنيين علمانيين ديمقراطيين ، ولكن أن يقال من قبل رئيس أو قائد حزب ديني قومي طائفي مثل الهاشمي ، وحزبه يحمل إسم " الحزب الإسلامي .. " فهو حزب إسلامي ديني أولا ، وهو حزب عربي قومي ثانيا ، وهو حزب سني طائفي ثالثا ، ومع هذا ينتقد كل حزب طائفي ، ويقول أن كل جهة متخندقة في طائفتها ضد الطائفة الأخرى وطبعا يستثني نفسه و حزبه من الطائفية وهذا شأن كثير من القادة العراقيين الطائفيين في العراق كما أسلفنا أعلاه ، فهم يرون الطائفية في سلوك غيرهم ولا يرون أنهم مؤسسوا للطائفية السنية وحماتها !!! .

ولنسأل الهاشمي ، هل في حزبه شخص شيعي ؟، أو كردي فيلي؟ أو مسيحي كلداني أو آشوري ، أو صابئي ، أو تركماني أو عراقي علماني ، كما كان في الحزب الوطني الديمقراطي أيام زمان والحزب الشيوعي منذ تأسيه حتى الآن والجبهة الوطنية العراقية .. وغيرهم ؟؟ إن الذي يرفض الطائفية يبدأ بنفسه ليكون صادقا في قوله ، ثم يطلب من غيره إتباع ذلك ، وليس أن يتمسك بها ويطالب غيره بالتنصل منها !!، وعندما يتشكى من إهمال الحكومة للخدمات يذكر دائما المحافظات الغربية السنية دون الإشارة الى بقية المناطق ، و يتطرق الى المليشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران ، سرا وجهرا !! ولم يذكر قط التشكيلات الإرهابية السنية ك : أنصار الإسلام ، وثوار العشرين وأنصار السنة .. وغيرهم من التشكيلات السنية لمسلحة بإسم ( المقاومة الشريفة !!) ،ولا أحد يختلف معه على التدخل الإيراني الثابت بالوقائع والإثباتات ولكن ليصدقه السامع يجب عليه أن يشر الى التدخل السوري بتسريب عناصر الإرهاب القاعدة ومعسكرات التدريب فيها بإعتراف مجرمي القاعدة ، ولا يعتذر عن تصرف حلفاءه وربما جماعته عندما شكلوا أو أمنوا حاضنة لعناصر القاعدة الإرهابيين الذين قدموا من سوريا والتكفيريين القادمين من السعودية وبقية الدول العربية ، والفتاوى التكفيرية من الأئمة السعوديين تحت سمع ونظر الحكام السعوديين والزرقاويين من الأردن ومنذ أول يوم سقوط البعث حيث سيطروا على المنطقة إبتداءا من الفلوجة وإمتدادا الى أبعد قرية الى الحدود السورية .

وفي أقوال كافة الساسة العراقيين تاتي الطائفية بأقوالهم في كل كلمة وجملة ،بل يؤسسون الطائفية وهم يتكلمون عن العدالة في الحكم وتوزيع ثروات العراق !! من حيث لا يدركون أو لا يعيون ذلك ، عندما يقولون يجب أن تساهم كافة:

[ مكونات الشعب العراقي في الحكم ، أي الشيعة والسنة والكرد وتوزيع موارد البلد من النفط والغاز والموارد المائية بين هذه المكونات حسب نفوسها !!! ]

من هنا ، أي من مبدأ تقسيم الشعب بهذا المفهوم تبدأ وتتركز الطائفية !وبهذا التقسيم تلغى الوطنية والعلمانية علما بأن الوطنية والعلمانية والديمقراطية تقسّم الشعب الى :

" العمال والكسبة والفلاحين والتجار والمرأة والطلبة والشباب ، العاطلين والعاملين ، الفقراء والأغنياء ، وأخيرا المستغِلين والمستغَلين ...الخ

، فكل فئة من هذه الفئات تضم في صفوفها الشيعي والسني والكردي و المسيحي ، العربي والكردي والتركماني ، وبهذا التقسيم تتلاشى وتذوب الطائفية .

فكما هو معروف ، قبل تشكيل الدولة العراقية كانت تعتبر مكونات الشعب ، ب :العامة والخاصة ! و بعد تشكيل الدولة العراقية التي شكلت على أسس علمانية ، قسم المجتمع الى مجتمع عشائري ومجتمع مدني بموجب قوانين العقوبات ، فكان هناك قانون العقوبات البغدادي للمدنيين وقانون العقوبات العشائري للعشائر !، وتشكلت الأحزاب وطنية علمانية ، دون أن يكون هناك حزب ديني طائفي أما المناصب العلمية والفنية فكانت من حصة أهل الكفاءات إذا لم يكن بين المحسوبين والمنسوبين من يسد ذلك الفراغ !! . أما بعد ثورة 14/تموز 58 فقد ألغي قانون العشائر وأعطيت للمرأة حقوقها ، وظهر العمال والفلاحون والكسبة والمرأة والطلبة والشباب كقوة وطنية مؤثرة و محركة للمشهد السياسي ،وقبلها ، في سنة 1948 هذه المكونات هي التي أسقطت الحكومة ومعاهدة " بورتسموث" ! وهي التي قامت بإنتفاضة 1952 وسببت في إقالة الحكومة ، وهي التي قامت بإنتفاضة 1956 ، وهي التي دعمت ثورة 14 / تموز 58 بعد أن فجرها الجيش ! وبقيت الأحزاب جميعها وطنية علمانية لا أحد يعرف الإنتماء المذهبي لزميله في الحزب ، اللهم إلا من بعض الأسماء التي تميز المسيحي عن غير المسيحي أو كردي من العربي مثلا !! عدا حزب الإستقلال فكان حزب قومي عربي ثم حزب البعث العربي القومي ، والحزب الديمقراطي الكردستاني .

وأخيرا ليس المهم ما يقوله أو يصرح به أي سياسي أو مسؤول ، بل بكل ما يعمله ليكون قدوة لغيره وتأكيدا لأقواله ، بدءا بنفسه في النزاهة ونبذ المحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة والطائفية المقيتة القاتلة ،وبخلافه ينطبق عليه قول الشاعر :

" لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله ، عار عليك إن فعلت عظيم !! "



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية الدينية هي المدانة في مجزرة سنجار لا غيرها
- كيف يحلون المشكلة اولئك الذين هم المشكلة !
- الخطة (ب ) وبداية اللعب على الكشوف
- لنجعل من يوم الفوز ، يوما للرياضة والشباب
- لنجعل من يوم الفوز يوما للرياضة والشباب والوحدة الوطنية..!
- قادة الشيعة ، والمزمار السحري..!
- قادة الشيعة ، والمزمار السحري ...!!
- الديمقراطية ، مصطلح سياسي جديد
- الديمقراطية : تلغي حقوق القوميات !!!
- المالكي يهدد بفضح المفضوحين !!
- جبهة التوافق ، وهوية العراق
- السياجات القومية والطائفية سبقت السياجات الكونكريتية ..!
- ليست العلّة في الدستور ، بل بالمسؤولين
- شياطين في مجلس النواب العراقي..!
- الطائفيون يلعنون الطائفية..!
- على عناد الأمريكان :المصلمان والعربان.. يقتلون بعضهم بعضاً.. ...
- على هامش قانون النفط ... الضباب عرس الذئاب ..!!
- مؤتمر بغداد ، لإنقاذ العراق أم للفوز به
- بديلا عن الترحيل من كركوك ..
- لا تحسنوا الظن بالاحزاب القومية والدينية ..!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هرمز كوهاري - الطائفية .. والطائفيون..!