أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - رداد السلامي - المعارضة اليمنية غياب حتى إشعار آخر














المزيد.....

المعارضة اليمنية غياب حتى إشعار آخر


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:26
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


ستظل المعارضة اليمنية خارج نطاق الفعل مالم تشد من عزمها في بلورة نضال سياسي وطني جاد قادر على إخراج الوطن من وهاد الهيمنة الشمولية التي يفرضها الحزب الحاكم وقواه التقليدية الخفية التي أفصح عن وجودها "اللامرئي" بعض قادته، فغياب المعارضة وممارستها اللعب على الهامش واستغلال الغليان الجماهيري الذي يتحرك ضد سياسة الحاكم بعفوية عشوائية لتأكيد وجودها الهش.. ساهم في تكريس غيبوبة الوعي الوطني الناهض الذي بدأ لفيفا منه متخبطا لا يعرف كيف الطريق إلى صناعة ما ينشده من تغيير حقيقي يخرجه مما هو فيه من معاناة وعناء وألم ..

إن المعارضة اليمنية وهي تمارس فعل الغياب بممارسة فعل الوجود المترهل من خلال استغلال مناخات الاحتقان الجماهيري الذي تركب موجته ركوبا لتعود أدراجها إلى دهاليزها بعد أن تصدرت شاشات القنوات وعناوين الصحف متغنية بقدرتها على صناعة حراك جماهيري لم تصنعه ،أوجد فراغا هائلا وفجوة متسعة المدى بين التقدم الواثب بخطىًٍ قوية نحو صناعة الحياة المدنية والدولة ذات المؤسسات وبين التخلف الذي أنتج مشاريع الإجهاض المستمر لأحلام الجماهير التائقة للعدل والحرية والديمقراطية والانعتاق من رتابة القديم المستبد المنفرد بقرارات المصير الوطني وثروات البلد وتقاسم النفوذ وضرب سياجا من الحصار على العقل وسد مسامات التفكير المتقدم القادر على مراكمة دواعي الوثوب القوي السائر نحشو صناعة المستقبل الأفضل الذي ظل وعدا لم تحققه قيادة الحزب الحاكم التي خدرت الشعب بالأماني والأحلام الجميلة و زاد الطين بللا كما يقال وأدخل الوطن في نفق مظلم وتيه موغل في الضياع .

مالم تراجع المعارضة اليمنية ذاتها وحساباتها وتنتفض من رقدتها ..ومالم تسد فجوة غيابها المخيف فإنها ستكون أول من سيدفع ضريبة ذلك الغياب أولا من عمق تكوينها وبنيتها التنظيمية التي بدأت تغزوها آفات اليأس والإحباط وتتسرب إلى قمتها مساومات الحاكم وعروضه المغرية ومفاهيم الانتهازية النفعية التي يبحث ذووها عن مكمن وجود مستعلي على حساب القضية ومطالب الشعب النائم على أرصفة الشوارع ..المتسول على أبواب المساجد والمتاجر والمطاعم .

إن المعارضة اليمنية تبحث عن انتصارات لم ترفع فيها سيفا سلميا ونضالا حقيقيا في وجه الحزب الحاكم ..تنتظر التغيير على طبق بارد لم تضرم تحته نارا ..تبحث عن تغيير بلا تضحيات أو سجن وحصار..وإذا ما استمرت في ذلك فإنها ستجد ذاتها مرفوضة منزوعة الثقة لا يتفاعل معها أحد الأمر الذي يسهل عملية عزلها والانفراد بها ليتم تشريحها وتفريخها وإنتاجها على شكل"رقائق خفيفة" تضفي شرعية موهومة لحاكم مستبد ساهمت في تقوية وجوده بوعي أو بدون وعي لتجد ذاتها خارج نطاق الفعل النضالي حتى إشعار آخر.

المعارضة اليمنية مضروبة في بناها التنظيمية حيث تعاني من انقسامات في تكوينها الداخلي وانقساما آخر فيما بينها قد لا نراه ولكن ثمة ما يدل على وجوده ففي إطار المشترك تعاني المعارضة من وجود بعض تيارات حزبية صغيرة ذات تكوين نخبوي تمارس أرقى صور الانتهازية وتضع رجلا في السلطة وأخرى في المعارضة وتعطل كل جهود القوى الأخرى بابتزازات رخيصة وبالتالي فأنها تلتف على حركة هذه القوى الساعية للنضال الوطني بوفاء وإخلاص وإنكار للذات ومالم تتخذ هذه القوى الوطنية الحية المشلولة بفعل التيارات الانتهازية التي أفقدتها مناعة المواجهة المنظمة وأربكت مشروعها الوطني واستنزفت جهودها النضالية في مشاكل داخلية موقفا حازما منها بحيث توضح لها بجلاء رؤية المشترك وأهدافه فإن تعامت وتمادت في ممارسة اللعب على الحبلين فأن البتر لهذا العضو المريض هو الأجدى في توفير العافية وتدفق المناعة الوطنية في عروق المعارضة .. فعلى مستوى "مشترك طلاب جامعة صنعاء" وكنموذج مصغر لهذا التيار الابتزازي يمارس أفراد هذا التيار الذي تهيمن عليه الثقافة البرجماتية ومفاهيم الانتهازية شتى وسائل الخداع والنفاق ويقومون بتعضيد وجود الحزب الاستبدادي الحاكم في الجامعة الذي استغل نفسيتهم المعطوبة للترويج لأفكار الشمولية حيث يشيع هؤلاء الذين باعوا ذواتهم بثمن بخس دراهم معدودة أن العمل السياسي القائم على أدوات سلمية في الجامعة خطرا يهدد التعليم وأن الديمقراطية فيها آفة وطنية تدمر المعرفة وتحولها إلى قلاع للمواجهة وساحة للحرب كما يقومون بعرقلة أداء النقابة الطلابية التي يعتبرون كائنات طفيلية عليها حيث يعمدون إلى تأخير انجاز نشاطات متفق عليها ويمارسون الكيد والتحريض ضد بقية القوى السياسية وقيادات الاتحاد الشرعية المنتخبة بأساليب ملتوية كما يحالون الدس للوقيعة فيما بينها ويقومون بدور استخباراتي رخيص للحاكم .

ما ذكرنا هنا صادق بعيداً عن المزايدة وما هو حاصل يفوق ما ذكر وهو نموذج مصغر لما تمارسه هذه التيارات من تغييب لدور المعارضة في قيادة الجماهير وصنع تحولات حقيقية تقود إلى صناعة التغيير المنشود وربما جاء تفكك اللقاء المشترك على يدها.
------------------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني




#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمن تنافس مبكر وبوادر بتفكك حزب الرئيس صالح
- قصة من العذاب في سجون الامن السياسي في اليمن –خالد البتول نم ...
- ورقة -دور الشباب في مكافحة الإرهاب
- هموم صحفي يمني
- ثلاثية خطيرة تهدد وحدة اليمن:استبداد السلطة..عجز المعارضة... ...
- هل فقد الرئيس صالح السيطرة..أم أن عبد ربه منصور بدأ يعي ذاته ...
- إلى أخي في الجنوب كلينا في الهم غم
- المرحلة القادمة ترسيخ الوحدة وتطوير اساليب العمل الوطني
- عش إنسانا حقيقيا
- هكذا ينظر إليك الساسة أيها الصحفي؟
- إفساد التعليم بالنفاق السياسي
- طلاب جامعة صنعاء من أبناء صعده بين المعاناة وتهمة الحوثية
- عن كون الضالعي مناضلا وحدويا
- عن الناس و استقالة علي الجرادي
- وطن على الرصبف
- بوادر التفكيك لتكتل المعارضة اليمنية -اللقاء المشترك- بدأت ت ...
- بنكهة صنعاء
- توكل كرمان..أذابت جليد الصمت بدوي الكلمة
- إلى سيادة الرئيس سئمنا خطاباتك
- الصحافة اليمنية والتراجع إزاء تناول قضايا الانتهاكات والحريا ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - رداد السلامي - المعارضة اليمنية غياب حتى إشعار آخر