أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - إلى متى؟!!!















المزيد.....

إلى متى؟!!!


علي جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 2014 - 2007 / 8 / 21 - 06:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



من الطبيعي أن تختلف أطراف السياسة الفلسطينية، لانها ذات مشارب فكرية وبرامج اجتماعية مختلفة؛ ولكن ليس من الطبيعي أن يصل الإختلاف درجة الاقتتال الداخلي. وهذا لا يفترضه وجود الاحتلال فقط، بل أيضاً لأن عدم الاقتتال هو الحالة الطبيعية، حتى لدى الشعوب التي تنعم بالاستقلال الوطني السيادي الناجز، لم يبلغه الفلسطينيون بعد، برغم "نتفة" "سجن" غزة الكبير.
في حزيران 2006، وقع تطور على صعيد العلاقات الداخلية الفلسطينية، عندما نشب الإقتتال الميداني (في رفح)، بين طرفي السياسة الفلسطينية الرئيسيين، "فتح" و"حماس"، وذلك على إثْرِ خطاب حاد، أطلقه قيادي فلسطيني، مِن على منصة في مخيم اليرموك بدمشق، قلتُ يومها، في هذا الموقع، وفي مقالة بعنوان "بين الحاد والجاد مِن الكلام: "إن ما قيل هناك يثير القلق حقا، إذ صحيح أن أحداً لا يملك حق الحَجْرِ على ما يقوله الآخرون، ولكن للفلسطينيين على بعضهم، حق التنبيه إلى الكيفية التي يقولون بها كلماتهم، خاصة حول الشأن الداخلي، وضرورات عدم دفعه نحو المزيد من عوامل الفرقة والتقاطب، وأن المطلوب، هو قدح زناد التفكير السياسي الهاديء والمُبدع، للتغلب على القائم من أسباب الخلاف، كمهمةٍ وطنية لا تحتمل التأجيل، ولا سبيل لبلوغها، غير سبيل الحوار والمزيد من الحوار، المنضبط للمصلحة الوطنية العليا للشعب والوطن، فالكل مشحون ومتوتر، على ما يجري للشعب الفلسطيني مِن عزل سياسي، وتجويع اقتصادي، وتقتيل عسكري، ودسِّ مبرمج لخلق الاحتراب الداخلي، يجري التخطيط له على نار حامية، في أعلى مستويات القرار الأمني والسياسي، في واشنطن وتل أبيب، بل ربما يقود اليه أيضاً، توزيع النفس على رمضاء تمحورات ارتهان القرار الرسمي العربي لإرادة البيت الأبيض، فلا يهربنَّ أحد إلى محاور الرمضاء العربية الرسمية، فتلك محاور متحركة كالكثبان الرملية، لا يمكن الخلود إليها في رسم الإستراتيجي من السياسات الفلسطينية، فهي محاور، التئم شملها تحت الراية الأمريكية، عام 1991، قتالا مشتركا ضد الجيش العراقي في حفر الباطن، والتئم شملها عجزاً عن الاحتضان الجدي للانتفاضة الأولى عام 1987، والتئم شملها على قبول التفاوض المنفرد والمباشر تحت الرعاية الأمريكية، على قرارات الشرعية الدولية، بدل التمسك بمطلب تنفيذها، والتئم شملها حول عدم تقديم إسناد حقيقي لتجدد المقاومة الفلسطينية في أيلول 2000، بعد الرفض الفلسطيني التوقيع على صك الاستسلام في مفاوضات كامب ديفيد 2000 المفصلية".
وقلتُ: "على النار الأمريكية الإسرائيلية، وعلى الرمضاء الرسمية العربية، يجب أن يطلق حاد الكلام، فهما، رغم الخطايا الفلسطينية الداخلية، السبب الرئيسي لعزل الفلسطينيين السياسي، وجوعهم الاقتصادي، وذبحهم العسكري، ونهب أرضهم، وتقييد حركتهم، واقتلاع مزروعاتهم، ووهمية سيادة "سلطتهم". أما ما بين الفلسطينيين من خلاف داخلي، وتبعثر برنامجي، وتنازع صلاحيات، واختلاف مواقف، ومهما علا شأنه، يبقى ثانويا، لا يستدعي القدح حد الاتهام، لا يزيد الخلاف الداخلي إلا خلافا، وينطوي على وقوع محظور الاحتراب الداخلي، الذي إن وقع، فإن التاريخ والشعب لن يرحما، ولن يغفرا للمتسببين به".
يومها، ورغم سيول التحذيرات المشابهة، وبدل أن تتصدى القيادات السياسية، لهذا التطور الخطير، بما يضع له حداً في مهده، ويتلافى عاقبة تصعيده وخروجه عن السيطرة، واصلت قيادات مِن الصف الأول، تصريحاتها النارية، واطلاق الحاد مِن الكلام، وانتهجت خطاباً سياسياً فئوياً فجاً موتوراً، غذى حالة الاحتقان، وشحن الإشتباك الميداني، الذي بدأ بعراك الأيدي والرشق بالحجارة، حتى بلغ درجة التراشق بالرصاص، بل واطلاق القذائف الصاروخية أيضاً، ليصبح مظهراً سائداً في الحياة الفلسطينية، ما أن يجري تطويق جولة منه، حتى تنفجر جولة أخرى، تفوقها دموية وعنفاً.
بذلك، ولج الاقتتال الفلسطيني الداخلي، بوابات "الدوائر الشيطانية"، تفضي كل حلقة فيها إلى الاخرى. فإنطبق عليه قانونُ الديالكتيك القائل بأن "التراكم الكمي يؤدّي الى تغيّر نوعي". وهذا ما وقع في غزة في حزيران 2007، عندما قررت قيادة "حماس" اللجوء إلى خيار حسم ازدواجية السلطة بالقوة العسكرية، الأمر الذي نقل الاقتتال الميداني إلى فضاء جديد وخطير، حيث أصبح سياسة قيادية معتمدة، يجري البحث عن ذرائع لتبريرها.
والأدهى، أن تلك القيادات التي غذت الاقتتال الميداني، وأوصلته إلى ما وصل إليه، ورغم كارثية النتيجة العملية لسلوكها السياسي الفج، أي بلوغ قسمة "الوطن"، ما زالت مصرة على الاستغراق في ذات الخطاب السياسي التوتيري، ما يَرْشحُ منه للعلن عبر الفضائيات، لا يمثل سوى جزءً يسيراً، قياساً بما يتم الإعلان عنه في السر والغرف المغلقة، فهناك يجري البوح بمواقف، يلحظ كل مَن يطلع عليها، كَمْ هي قاتمة لوحة العلاقات الفلسطينية الداخلية، بل كَمْ هي تائهة تلك القيادات السياسية الفلسطينية، التي يبدو أنها لم تعد ترى سوى ما بيدها مِن عوامل قوة، تتخيل أن بمقدورها تغيير الوجهة السياسية للمنطقة، بل ربما تتخيل أن بمقدورها تغيير الكون أيضاً.
تلك قيادات سياسية غريبة، فهي تنسى أو تتناسى وتتجاهل، أن ما بيدها مِن عوامل قوة، هو شيء لا يكاد يذكر ازاء ما يواجهه الفلسطينيون مِن تحديات، هي بحجم الجبال وثقلها، بحسبان المعنى الشامل لاختلال ميزان القوى لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عما يحظى به مِن دعم دولي، أمريكي اساساً، غير مشروط، في مرحلة عجز وتفكك عربي رسمي غير مسبوقة، منذ وقوع هزيمة عام 1967.
لكن لا غرابة ولا هم يحزنون، إذ يبدو أن مواجهة سياسات الاحتلال، والتصدي لخطته، وممارساته القمعية الاجرامية، تسير على قدمين وساقين، تستبيح كل ما هو فلسطيني على مدار الساعة، لم تعد مِن اولويات اهتمام تلك القيادات، التي غرقت حتى الثمالة، في لعبة سياسية جاهلة وخطرة، جوهرها افتعال ترجيح التعارضات الداخلية الثانوية، على واقعية وحقيقية وجسامة التحديات التي يفرضها التناقض الرئيسي مع المحتلين، ما زالوا حقيقة واقعة على الأرض، رغم أنف زيف وعي تلك القيادات، التي اعماها جشع "السلطة"، ونهم "الحُكم"، إلى درجة احتساب ما بيدها مِن عوامل قوة، فقط قياساً بما يملكه طرف فلسطيني آخر، وليس قياساً بما تتطلبه عملية مواجهة الاحتلال، لم تتوقف قيادته، ولا اعتقد أنها ستتوقف عن سياستها القمعية، وممارساتها الدموية ضد كل ما هو فلسطيني، فهل افاقت تلك القيادات الفلسطينية التائهة؟!!!
ما يسمعه المرء مِن تصريحات علنية، وما يتم الكشف عنه مِن يسير ما يقال في الغرف المغلقة، لا يبشر بخير، ولا ينبيء بأن تلك القيادات قد اتعظت، بل هي ماضية في ممارسة سلوكها السياسي الفج، ما يضعها، ومعها مجمل المشروع الوطني الفلسطيني في مسارٍ خطرٍ، يشبه مسار "السلّم الشيطاني"، تفضي كل واحدة مِن حلقاته، إلى انتاج ما هو أخطر منها، وهكذا دواليك، ما لم يجرِ التوقف والتبصر في عواقب تسلق هذا السلم الخطر.
انتابني هذا الشعور المقلق بكل معنى الكلمة، بعد أن أخبرني ككاتب، أحد الأصدقاء الموثوقين، أن قيادياً فلسطينيا مقرِّراً، يقطن خارج الوطن، يعلن صراحة، أنه ليس في وارد مراجعة ما يجري على الأرض الفلسطينية مِن صراع داخلي، وأنه ليس في وارد اخذ العبرة من النتائج الكارثية التي قاد إليها هذا الصراع، ما يفسِّر ما نسمعه مِن تصريحات قيادية علنية عنترية.
والحال؛ يغدو السؤال: إلى متى تواصل تلك القيادات تسلق هذا "السلم الشيطاني"، الذي لا يقرِّر مصيرها وحدها، بل يسهم في تقرير مصير الفلسطينيين في الوطن والشتات، ما زالوا رغم تيه هذه القيادات، يعيشون ظروف التحرر الوطني، في مرحلة سياسية مجافية، بالكاد يقوون موحدين على الصمود في وجه ما تفرضه عليهم مِن تحديات؟!!!



#علي_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واغتربت تضحيات الحرية الفلسطينية
- عطس ثلاثين عاما
- عطش ثلاثين عاماً
- بين -التطبيع- و-التتبيع-
- تسوية...تصفية أم تسلية؟!!!
- 55 عاما على ثورة 23 يوليو
- أول الغيث قطرة بريطانية
- إلى الباقين سلام
- حضور خطة وغياب بصيرة
- الماء والسراب
- معبر رفح والخطاب الفلسطيني المشوه
- وعي المظهر وانكار الواقع
- قطع الحوار انتحار ولكن
- صراع على السلطة أم قلبٌ لمعناها؟!!!
- حلقة الخلاص الوطني المركزية
- ًكي يبقى النهر لمجراه أمينا
- العبرة في النتائج
- خطوة إضطرارية أم إنتحارية؟!!!
- موانع إجتياح غزة سياسية
- 5 حزيران تطرف النصر والإنهزام


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - إلى متى؟!!!