أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - -الطبقة الجديدة- مدفنة المباديء ... والشعارات سيد الموقف














المزيد.....

-الطبقة الجديدة- مدفنة المباديء ... والشعارات سيد الموقف


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينتابني شعور بين الحين والآخر ان الكتابة حول "الطبقة الجديدة " تعد ضرورة قصوى ... ولطالما تطرقت فيما مضى الى هذه الطبقة التي تظهر بعد كل ثورة او حركة سياسية او انقلابية ... كان ميلوفان جيلاس اليوغسلافي يعيش صدمة حقيقية وهو يرى تحول الثوار الشيوعيين في بلده الى طبقة منتفعة وبافراط مما شكل ذلك تناقضاً فظيعاً بين النظرية والتطبيق ، كتابه " the new class " أحدث صرخة مدوية بصفحاته القليلة ، فلم يكن هذا الثوري العتيد- والذي ساهم في قيادة حرب الأنصار ضد الاحتلال الألماني الى جانب صديقه ورفيقه الثوري العتيد "جوزيف بروس تيتو"- ليقبل او يتحمل رؤية رفاق الأمس الثوريين يتحولون الى تجار يحتكرون مقدرات البلد ، لم يكونوا يتقنون فن التجارة بل اتقنوا فن الاستحواذ على مقدرات البلد من خلال صعودهم الى دفة الحكم واعتقدوا ان الثورة شركة تجارية مساهمة وكل ثائر عتيد يخرج سالما بعد انتهاء الثورة يحق له الحصول على حصته مع الأرباح ، أما الذين لقوا حتفهم فكانوا أدوات وآلات ووسائل لوصول الباقين على قيد الحياة الى الحصول على أرباحهم ، وكانت الظاهرة تتفشى بين القياديين من الخط الأول والثاني والثالث في حين ظلت الطبقات الدنيا التي تشبعت بروح الثورة تتفانى من أجل المباديء ولا ضير ان يحرم من كل وسائل الراحة ولا ضير ان يبقى معوزاً تتقاذف به أمواج الفقر حيثما تشاء.

الظاهرة قديمة جديدة ، انتعشت في تاريخنا الإسلامي بعد استلام الخليفة الراشد الثالث مقاليد الأمور بعد عشر سنوات من حكم حازم حاسم للخليفة الثاني الذي أدرك ان قريشاً لو خرجت من مربعها وانتشرت في اقاليم الأرض فإنها ستستبد وستسمن لذا وقف سداً منيعاً كي لاتتحول قريش الى دولة في الأرض ، وبعد ظهور الارستقراطية الجديدة او احيائها من جديد في عصر الخليفة الثالث جاء الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب ليقف أيضاً سداً منيعاً يحد من انتعاش الطبقة الجديدة بشكل انشطاري والتي مثلها معاوية بن ابي سفيان ، كان صراع الأخير على السلطة وصراع الأول من أجل احقاق الحق ونشر العدل وصون كرامة الإنسان وبمثالية فريدة من نوعها لاتنسجم مع معطيات السياسة وفنونها القذرة فذهب الرجل ضحية افكاره وتوجهاته الإنسانية الشاملة غير المؤطرة باطار ديني او قومي .

الظاهرة تتجدد في العراق حيث بروز " طبقة جديدة" بأسم المباديء وبأسم الثورية ومن خلال شعارات براقة ، هذه الطبقة تنتشر وتتكاثر بشكل مثير للجدل فمعظم الثوار تحولوا الى تجار وقد تكون قناعاتهم في اللاوعي تملي عليهم بأن ما يحصلون عليه حق مشروع ومكافاءة لسنوات الثورة التي لم تفلح في إزاحة الطاغية صدام حسين ونظامه بل أزاحته أميريكا من خلال لعبة ذكية في أيام معدودات ، لا ننكر الدماء التي سالت من اجل الحرية وليس بمقدور احد –باستثناء الطبقة الجديدة- انكار دور الضحايا الذين سقطوا على مذابح الحرية شهداء طاهرين...لكن لازال اطفالهم ايتاماً ، فماذا لو قام الشهداء من مدافنهم بمعجزة الهية وواجهوا الطبقة الجديدة فقط بالحوار أو حتى بلغة العيون...؟!

الظاهرة اجتماعية اكثر مما تكون سياسية لكن وسيلة انتعاش هذه الطبقة سياسية ، ولا اشك في ان امثال ابن خلدون والدكتور علي الوردي سيقفون منذهلين ومندهشين امام هذه الحالة الفريدة من نوعها.

الأهالي في بلدنا لايطلبون شيئاً يشبه المعجزة من الطبقة الجديدة بل كل ما يطلبونه هي حقوق المواطنة الحقيقية ... لكن المطالبة بحقوق المواطنة ورعاية المصالح وتحقيق العدل وصون الحقوق والحريات في المجتمعات المتدهورة -التي لازالت تعيش في وهم الامجاد التاريخية وتؤمن بتأليه القادة والزعماء- تعد خيانة عظمى...!

*



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي نؤسس لصحافة رائدة ،علينا ان نقول : لا لوعاظ السلاطين
- المجالس الثقافية وثقافة المجالس خواتم ذهبية في ايدي الساسة.. ...
- - الطبقة الجديدة - ومستقبل البلد
- ثقافة التهم الجاهزة
- سيادة رئيس اقليم كردستان شكراً لكم ... لكن مواطنيك يتطلعون ل ...
- العراق الجديد : دولة ب -78 - وزيراً


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - -الطبقة الجديدة- مدفنة المباديء ... والشعارات سيد الموقف