مسامير جاسم المطير 1353

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2002 - 2007 / 8 / 9 - 06:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مسامير جاسم المطير 1353
البريطانيون ليسوا أوفياء .. وظاهرهم ليس مثل باطنهم !!
أولا وقبل توجيه اللعنات للمسئولين الحكوميين البريطانيين لا بد من القول أنه وصلتني رسائل عتاب كثيرة من أنصار القراءة المسمارية يعاتبني كتابها عن أسباب انقطاع الكتابة منذ حوالي الشهر حتى أن احد القراء من القاهرة اعتبر انقطاعي عن كتابة المسامير اليومية بمثابة هزيمة القوى اليسارية في القرن 21 ..!! لأن الكتابة المسمارية في نظره هي ( الطريق الأوحد للتغيير الكيفي في أفكار الناس كما أن المسمارية تكشف بذات الوقت الوجه القبيح لكثير من الحكام والحكومات العربية ..!) .
لا بد من الاعتذار لجميع القراء عن هذا الانقطاع الذي أجبرني عليه مرضي ودخولي إلى مستشفى انطونيوهوفس في لاهاي حيث دخل الأطباء في أتون معركة حرب باردة مع أنحاء مختلفة من جسدي الواهن فانتصروا على السيرة الحالية للكليتين اليسرى واليمنى وعلى أسباب تلكؤ أدائهما لواجباتهما اليومية وحددوا لي بعد ذلك مشروعا صحيا يتكون من 16 حباية يوميا مع ملعقتين من سائل حلو المذاق وقد أدى ذلك إلى شفائي من تعقيدات الكليتين - حفظهما الله ورعاهما - وعادتا وفيتين في عملهما مما ساعدني على كتابة مسامير اليوم موجهة إلى " الأصدقاء " البريطانيين الذين يحتلون البصرة مدينة طفولتي بنوع من اللامبالاة لتحقيق الأمن والأمان ومن دون أية تلقائية في الوفاء مع أصدقائهم العراقيين ..!
لا ادري لماذا يظل الانكليز لا يعرفون شيئا أخلاقيا أسمه " الوفاء " فأغلب مسرحيات شكسبير وجورج برنارد شو تؤكد ذلك وتشير إليه .. بل ان كاتبا بريطانيا – نسيت أسمه ـ قال ذات يوم : لقد بدأ البريطانيون حياتهم بلا وفاء وسوف يستمرون هكذا إلى الأبد .. ! أما التطبيقات العملية في السلوك السياسي البريطاني وغيره فهو شاهد آخر على صواب قول القائل : إن مأساة الديمقراطية البريطانية هي أنها لم تنجح في تحقيق الديمقراطية البريطانية ..!
اليوم بالذات يطلق البريطانيون قبل مغادرتهم العراق مارشا عسكريا قويا ليقولوا فيه للمترجمين العراقيين الذين اشتغلوا معهم خلال السنوات الأربع الماضية وعددهم 91 مترجما : ( ما علينا بكم .. دبروا أمركم بأنفسكم ) .. مما يجعل بقاء المترجمين العراقيين داخل الوطن مهددا في حال انسحاب القوات البريطانية التي كانوا يعملون لديها.
البريطانيون لا يعيرون أي اهتمام للأخطار التي قد يتعرض لها المترجمون نتيجة عملهم السابق لدى القوات البريطانية لان الجماعات الإرهابية المسلحة المجنونة تعتبر هذا العمل " تعاونا مع العدو المحتل " وتظل تهدد حياتهم ليلا ونهارا .
الحكومة البريطانية تنسى أو تتناسى واجبها تجاه المترجمين العراقيين ولا تحب أن تظهر شيئا من العرفان بالجميل لأولئك الذين تعاونوا معها رغم الأخطار الفادحة التي تعرضوا ويتعرضون لها بسبب ذلك، حيث أن البعض فقد حياته والأمثلة كثيرة على ذلك.
المسئولون في وزارتي الداخلية في اسبانيا والدنمرك أكثر وفاء فقد منحوا المترجمين وعوائلهم حق اللجوء السياسي في اسبانيا والدانمرك .. فهل تفعل الداخلية البريطانية نفس الشيء أم أنها تترك مترجميها واقفين لأشهر طويلة أمام أبواب السفارة البريطانية في عمان و لا تمنحهم حتى ولو فيزا سياحية ..!
--------------------------------------------
• قيطان الكلام :
• أيها العراقيون : لا تثقوا بالانكليز فتاريخهم يبرهن دائما أنهم ، أيضا ، لا يثقون بأنفسهم ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 8 – 8 - 2007

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل