أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قدري جميل - ملاحظات أولية على برنامج الإصلاح الاقتصادي















المزيد.....

ملاحظات أولية على برنامج الإصلاح الاقتصادي


قدري جميل

الحوار المتمدن-العدد: 610 - 2003 / 10 / 3 - 04:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


---------------------------------------------

■ نقطة الانطلاق هي مضاعفة الدخل الوطني خلال فترة زمنية قصيرة

■ نقطة الانطلاق هي مضاعفة الدخل الوطني خلال فترة زمنية قصيرة

■ عائدية الرأسمال متدنية بسبب الفاقد الكبير الناتج عن النهب.

■ نسبة النمو المقترحة 6 % غير كافية من جهة، وغير مبررة علمياً من جهة أخرى.

■ المطلوب مضاعفة الأجور والرواتب مرتين خلال فترة معقولة.

■ لاسياسة أجرية واضحة في البرنامج.

■ لاسياسة أجرية دون ردم الهوة بين الأجور والأسعار، وربطها ببعض، وتمويل الزيادات على حساب الأرباح ثم على نسب النمو اللاحقة.

■ وسطي الأجر اليوم 7500 ل.س بينما المطلوب 20000 ل.س.

■ الحد الأدنى للأجر أقل من 4000 ل.س بينما المطلوب 12000 ل.س.


--------------------------------------------------------------------------------

صدرت المسودة النهائية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وهي تغطي مسائل كثيرة، من تحديدها لميادين الإصلاح، إلى محاولة معالجتها لإشكالية توزيع الدخل الوطني، إلى تحديد اتجاهات الإصلاح الضريبي والإصلاح النقدي والمصرفي. كما أنها تعالج مسائل قوة العمل، من البطالة والتشغيل والتدريب والتأهيل وأمور أخرى مثل البحث العلمي والبيئة والعلاقات الاقتصادية الدولية. إن دراسة أولية لهذه المسودة النهائية تجعلنا نتوقف عند مسألتين أساسيتين، هما: موضوع النمو، ومستوى الرواتب والأجور قياساً بمستوى المعيشة.


--------------------------------------------------------------------------------

حول نسب النمو:

تقترح المسودة النهائية نسبة نمو سنوية للدخل الوطني 6 %، وإذا كانت هذه النسبة قياساً لنسب النمو المحقق سابقاً تعتبر نسبة طموحة، فإن المسودة لاتوضح على أي أساس بنيت هذه النسبة. فإذا كان بناؤها يستند على إسقاط نسب النمو السابقة على المستقبل، فهذا يعني أن ميل واضعي البرنامج كان ببساطة محاولة مضاعفة نسب النمو المحققة، إلا أن هذه النسبة غير مؤسسة على رؤية واضحة للضرورات التي يفترضها نمو الدخل الوطني خلال فترة زمنية طويلة، فإن نسبة الـ6% نمو سنوي تعني أن الهدف هو مضاعفة الدخل الوطني مرة واحدة خلال 12 سنة، فهل يمكن انتظار هذه الفترة الزمنية لتحقيق الأهداف المرجوة من وراء مضاعفة الدخل  الوطني في الظروف الملموسة التي تعيشها بلادنا؟! من الواضح أن مضاعفة الدخل الوطني هو هدف مشروع وضروري، ولكن ضمن فترة زمنية كهذه يفقد أهميته وضرورته، والأرجح أن واضعي البرنامج كان يجب أن ينطلقوا بالعكس أي من تحديد الإطار الزمني الضروري لمضاعفة الدخل الوطني، وصولاًً إلى تحديد وتائر نموه السنوي. وإذا وضعنا الأمر كذلك، فإن الفترة الزمنية المطلوبة والضرورية لمضاعفة الدخل الوطني قد لا تكون أكثر من (6 ـ 7) سنوات، مما يتطلب معالجة مسألة النمو السنوي على هذا الأساس، والتي ستتطلب حينذاك تحقيق نسبة نمو 10 % سنوياً كحد أدنى.

تحديد معدلات التراكم:

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فمن المعروف أن أي نسبة نمو تتطلب تحديد معدلات التراكم في الدخل الوطني، أي تحديد حجم الاستثمار المقتطع من الدخل الوطني لتأمين النمو اللاحق. وتبين التجربة والأرقام أن نسب التراكم السابقة خلال السنين العشر الماضية كانت أقل من 15 %، وقد حققت هذه النسبة نمواً يتراوح بين (0 و 3 %). وإذا استندنا إلى هذه الأرقام فهذا يعني أن  نمو 6 % للدخل الوطني يتطلب لاأقل من 30 % تراكماً مقتطعاً من الدخل الوطني لتوسيع الاستثمار وهذا ما لم تلحظه ولم تعالجه مسودة البرنامج.

عائدية الرأسمال:

ومن الواضح أنه في ظل عائدية الرأسمال في ظروفنا الحالية، والتي تعتبر  لأسباب عديدة متدنية، ولايمكن الوصول إلى نسبة نمو 6 % ضمن معدلات التراكم السابق، وإذا افترضنا أن 6 % غير كافية فزيادتها تتطلب رفع نسب التراكم التي تصبح مستحيلة من وجهة النظر الاقتصادية البحتة في ظروفنا الملموسة أكثر من (30 / 40 %)، لذلك فإن الحل الوحيد لرفع نسب النمو والتراكم، هو رفع مستوى أداء الاقتصاد الوطني لرفع نسب النمو والتراكم. وإذا افترضنا، حسب التقديرات الأولية، أن عائدية الرأسمال في ظروفنا تدور حول (20 %)، فإن رفعها يصبح ضرورة ملحة لتأمين نمو المؤشرات الأخرى، وهذا مالايمكن أن يتحقق في ظل الفاقد الكبير الذي ينزف من اقتصادنا الوطني، سواء كان بسبب الفاقد الضريبي أو الجمركي، أو بسبب النهب الكبير بكل بساطة.

هل النسب المقترحة جدية؟

إن عدم تطرق مسودة البرنامج لموضوع حجم التراكم المطلوب لتأمين نسب النمو المفترضة، يضع بإطار الشك، حتى نسبة النمو المقترحة التي يتطلب الوضع زيادتها لحل المشاكل الكبرى المنتصبة أمامنا في ظل فترة زمنية هي لاقصيرة المدى ولاطويلة المدى، فلنقل متوسطة المدى، أي (6 ـ 7) سنوات.

إن نسبة النمو غير المؤسسة بشكل جدي، والتي تعد العمود الفقري لأي برنامج اقتصادي، يمكن أن تنسف كل البرنامج إذا لم تبرر علمياً، وإذا لم يؤمن لها الموارد الضرورية. وفي كل الأحوال فإن إعلان الرقم والالتزام به خطوة هو هامة لتقييم أداء الاقتصاد الوطني لاحقاً، ولمحاسبة المسؤولين عنه. أي أن هذه النسبة، رغم الاعتراضات التي يمكن أن تثار عليها، يجب أن يصبح تحقيقها أو عدم تحقيقها مؤشراً أساسياً لتقييم أداء أية حكومة بعد الإعلان عن الالتزام بهذا الرقم.

الرواتب والأجور والأسعار:

إن معالجة موضوع الأجور والرواتب من زاوية احتمالات النمو اللاحقة والمفترضة في برنامج الإصلاح، يمكن أن يعني أن هناك نية لمضاعفة الأجور الفعلية الحالية خلال السنين العشر القادمة، بينما تؤكد الدراسات والإحصاءات أن الفجوة بين الرواتب والأجور وبين مستوى المعيشة تتطلب مضاعفة الرواتب والجور مرتين، فإذا كانت المضاعفة الأولى ستتطلب عشر سنين، فكم ستتطلب المضاعفة الثانية؟!.. من هذه الزاوية نعتقد أن هذا الطموح لايلبي الضرورة لمعالجة سريعة وواقعية لمشكلة الأجور والرواتب.

ماهو إطار السياسة الأجرية؟

المشكلة أن البرنامج المذكور لايضع سياسة متكاملة لهذه المعالجة، وإن كان يقدم الاقتراحات لتعديلها. فهذا البرنامج مثلاً لايلحظ أصلاً الفارق الحقيقي بين وسطي الأجور ومستوى المعيشة الوسطي المطلوب. فكيف له أن يعالجها؟... والمشكلة أن عدم تحديد نقطة الانطلاق هذه أبعد واضعي البرنامج عن نقطتين أساسيتين في أية معالجة لهذا الموضوع، وهما:

 ■ الربط الدوري بين لأجور والأسعار.

 ■  تحديد مصادر الزيادات وطريقة تمويلها.

إن أي سياسة لمعالجة مشكلة الرواتب والأجور إذا لم تستند إلى النقاط الثلاث المذكورة أعلاه: (ردم الهوة بين الأجور والأسعار. ربطها ببعضها دورياً. وطريقة تمويلها)، لايمكن أن تعتبر جدية.

وبكل الأحوال، تبقى قضية طريقة تمويل الزيادات هي القضية الأهم اليوم في تحديد كيفية توزيع الدخل الوطني، فترشيد هذا التوزيع لايمكن أن يمر عبر تمويل الزيادات والأجور من ارتفاعات الأسعار كما حصل حتى الآن. إن المصدر الحقيقي الوحيد هو:

مصادر تمويل الزيادات:

أولاً: إعادة التوازن بين الأجور والأرباح.

ثانياً: رفع عائدية الرأسمال، لرفع حجم القيمة المنتجة مجدداً في مجمل الاقتصاد الوطني، وهذا أصلاً لايمكن أن يتم دون سياسة أجرية عادلة، والتي دونها سيظل العاملون، وخاصة في قطاع الدولة (كما يقال) يتظاهرون بأنهم يعملون، وستظل الدولة تتظاهر بأنها تقدم لهم أجراً. ومن نافل القول التأكيد أن الأجر المجزي والعادل سيضع الأساس للمحاسبة الجدية انطلاقاً من نتائج العمل نفسه، كما أنه سيجبر الإدارات على عقلنة إدارتها، إلى جانب أن رفع مستوى الأجور الحقيقي على حساب الأرباح غير المشغلة، سيؤدي إلى تنشيط كل الدورة الاقتصادية.

كرامة المواطن تعزز كرامة الوطن

تقول الأرقام اليوم، كما جاء في مسودة البرنامج أن 67 % من العاملين في الدولة لاتزيد رواتبهم عن (7500) ليرة، وإذا كان الحد الأدنى للأجر يجب أن يكون بحدود (12000) ليرة شهرياً آخذين بعين الاعتبار أن وسطي أفراد الأسرة في بلادنا أكثر من خمسة أشخاص، وأن المعيل يعيل أكثر من أربعة أشخاص فإن البحث عن وسطي  الأجر العادل، انطلاقاً من هذه النقطة، يفترض بنا أن نقول بأنه يجب أن لايقل عن (20000) ليرة سورية.

لذلك من الواضح أن البون شاسع بين واقع الأجور الحالي وبين ضرورات المعيشة. وهذه القضية لايمكن أن ينتظر حلها عشر سنوات، بل تتطلب حلاً سريعاً تدريجياً، مما يتطلب إجراءات استثنائية، لأن الأجر العادل هو جزء لايتجزأ من كرامة المواطن التي على أساسها تتصلب كرامة الوطن.

■  د. قدري جميل

[email protected]

 



#قدري_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الحركة السياسية وآفاقها
- المأزق الأمريكي.. من الانهيار الاقتصادي.. إلى الانتشار العسك ...
- الإصلاح الاقتصادي بين الأبيض والأسود
- وجهة نظر حول تطوير وتفعيل دور الجبهة الوطنية التقدمية: الظرو ...
- من أجل نظام انتخابي فعَّال ومتقدم
- النمو والنهب.. ضدان لايجتمعان
- إزالة الخلل بين الأجور والأسعار.. ضرورة للإصلاح الاقتصادي
- العولمة بعد 11 أيلول 2001 شلالات الدم.. لن توقف الانهيارالرأ ...
- الاشتراكية حلمٌ وعِلمٌ


المزيد.....




- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها
- النفط مستقر وسط مخاوف الطلب الأميركي وصراع الشرق الأوسط
- جني الأرباح يهبط بأسعار الذهب للجلسة الرابعة على التوالي


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - قدري جميل - ملاحظات أولية على برنامج الإصلاح الاقتصادي