أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - أحسنتم الأختيار ولكن...؟















المزيد.....

أحسنتم الأختيار ولكن...؟


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 06:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لعل من أعقد القضايا التي تواجه العملية السياسية في العراق هي قضية كركوك،هذه القنبلة الموقوتة التي إذا لم يحسن أدارتها فستكون لها نتائج وخيمة على مستقبل العراق والمنطقة،وربما تشعل أتون حرب أهلية ،تكون لها امتداداتها الإقليمية التي لا يمكن التكهن بنتائجها،وقد تؤدي إلى إسالة أنهار من الدماء،ولا أريد العودة إلى جذور المشكلة،وأحقية هذا الطرف أو ذاك،فالأحزاب العراقية المعارضة قبل سقوط النظام،أعطت للأكراد الضوء الأخضر بإلحاق كركوك والمناطق التي استلبت من كردستان بقرارات تعسفية من النظام السابق،إلا أن الأمور أخذت طابعا آخر بعد سقوط النظام،فقد استعملت قضية كركوك،لابتزاز الجانب الكردي في تأييد توجهاتهم لإسقاط الآخرين،أما الأطراف التي لم تكن مشاركة في المعارضة العراقية،أو كانت داخل العراق،فهذه الإطراف قد صوتت للدستور العراقي،وكانت نسبة الموافقة على الدستور تزيد على80%فيما عارضه 20%،وهذا يعني أن هذه المادة أقرت في الدستور العراقي،فلا يمكن تجاوزها أو تعطيلها أو إلغائها أو تعديلها،إلا من خلال التوافقيات التي تتوصل إليها اللجنة المكلفة بإعادة صياغة الدستور،وحصول الاستفتاء على التغيرات الطارئة،فإذا حضت بالقبول صارت هي المعول عليها في أدارة البلاد،فإذا كان 80% الذين صوتوا بالموافقة على الدستور ويضمنه هذه المادة،فعلى الآخرين عدم وضع العراقيل أمامها،والعمل بمقتضى الدستور،وهذه هي الديمقراطية التي يلهج بها الجميع،أو الاعتراف بأن التصويت لعبة،وأن الذين صوتوا لصالح الدستور لم يقرؤوا الدستور أو يطلعوا عليه – وهذا ما حدث -،وأن عملية التصويت فبركة ذكية،فالقانون لا يحمي المغفلين،وعلى الذين لطخوا أيديهم بالصبغة البنفسجية الإذعان للأمر الواقع وتنفيذ المادة بصيغتها الحالية،أو العمل لتغييرها بالآليات الديمقراطية،لا أن تستعمل ورقة ابتزاز،أو وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب مصلحة العراق،فالأخوة في التوافق،أو الجبهة الكردستانية،أو العرب الذين يعارضون في تطبيقها،عليهم الالتزام بثوابت الدستور الذي لم يستطيعوا إفشاله بالطرق الرسمية،ولم يتمكنوا من التحشيد الشعبي لعدم أقراره،والمعروف للجميع أن التدخل الإقليمي،وبالذات التدخل التركي،والتخريب العربي،هو وراء ما يحدث في كركوك من تداعيات وأعمال إرهابية لزعزعة استقرارها،لا حبا بالعراقيين أو لمصلحة هذه الجهة أو تلك،بل لغايات تفصح عن أهداف تحاول النيل من وحدة العراق وتقدمه،فالكورد الحاصلين على الاستقلال الذاتي عن الحكومة العراقية لأكثر من عقد من السنين،طلبوا بمحض أرادتهم الاتحاد مع العراق،وشاركوا في العملية السياسية بفاعلية،وكان لمواقفهم أثرها في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة،أما حقوقهم وأمانيهم القومية،فهذا حق مشروع على الجميع أقراره والاعتراف به،والنظر إليه من زاويته الحقيقية،،فكما للآخرين أهدافهم التي يناضلون ويقاتلون من أجل تحقيقها،فللكورد قضيتهم العادلة التي من حقهم السعي لها،وكما نطالب نحن العرب بالوحدة العربية من المحيط إلى الخليج،فللكورد تحقيق حلمهم القومي في بناء دولتهم الكردية،وفي الوقت الذي تسعى فيه دول العالم للاتحاد فيما بينها،فكان الاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي،فنحن نسير بعكس التيار ونحاول دفع الكرد للانفصال عن العراق،وتكوين أمارات متنازعة،على الحدود والثروات والهيمنة.
ونعود إلى جوهر المشكلة فقد اتفقت الأطراف العراقية،على حل مشكلة كركوك حسب المادة(58) من الدستور المؤقت،ثم جرى أقرارها بصيغة جديدة في الدستور الدائم،تحت نص المادة(140) ونسب الأستاذ حميد مجيد موسى عضو الجمعية الوطنية السابقة،وسكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي من قبل رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي،ليكون رئيسا للجنة تطبيع الأوضاع في كركوك،والعمل على تنفيذ بنودها،إلا أن حكومة الدكتور الجعفري،أخت بالتماهي عن طلبات اللجنة،ووضعت العراقيل أمام عملها،وجمدت نشاطها،بعدم توفير المستلزمات الضرورية للقيام بعملها،إلى درجة عدم تخصيص غرفة أو ملاك وظيفي،أو مالية للقيام بالأجراآت اللازمة للتنفيذ،وقد طرح السيد رئيس اللجنة التصورات المبدئية لعمله التي قوبلت بالترحيب من جميع الجهات،وتنبي عن نزعة وطنية بعيدة عن الانحياز لهذه الجهة أو تلك،رغم تعقيدات القضية،فكانت النظرة الوطنية الشاملة الأساس لعمل اللجنة المستقبلي،بعيدا عن التدخلات الإقليمية والإرادات الجهوية،فكان أن جوبه عمله بالتهميش والإهمال،من السلطة التنفيذية،فلم تستطع اللجنة التقدم خطوة واحدة إلى الأمام بسبب القيود المفروضة عليها من الحكومة،وعدم توفر النية الحقيقية لسلطة القرار لانجاز هذه المهمة،فكان أن صدر قرار الحكومة العراقية بتنحيته،وتنصيب الدكتور برهم صالح لرأستها.
وقد أحس التحالف الكردستاني بتوجهات السيد الجعفري لتعطيل القضية،وعدم العمل بها،فكان ما كان من الإصرار على عدم تجديد ولايته ،بسبب كركوك وأمور أخرى،ثم قام السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بتنصيب الدكتور هاشم ألشبلي وزير العدل لرئاسة اللجنة،ووفر له ما يعينه على أكمال المهمة،إلا أن التدخلات المختلفة دعت الدكتور ألشبلي للاستقالة من الوزارة واللجنة للعقبات الكثيرة التي واجهته،والأملائات المتعددة التي تعرض لها،ثم نسب لها رئيس جديد،ومن المفارقات العجيبة أن السيد الجعفري في زيارته الأخيرة إلى كردستان،صرح بتأييده المطلق للمادة(140) الخاصة بكركوك،وهو ما فسر من قبيل المراقبين،غزل يحاول من خلاله استمالة الأكراد لصالحه عند الترشيح لرئاسة الوزراء،بعد إسقاط حكومة المالكي،وهذه التذبذبات في القيادة العراقية من العجائب في العمل السياسي،وتدل على السوفان المبدئي لهؤلاء المتصدين للقضايا الوطنية،لتعاملهم بميكيافلية مقرفة مع الأحداث،دون الاهتمام بالاعتبارات المبدئية والأهداف الوطنية،ونقاء المواقف.
وفي ضوء التطورات الأخيرة،والصراعات والتجاذبات القوية بين الأطراف السياسية،أبدى السيد مسعود البر زاني رئيس إقليم كردستان،من خلال لقاء مع قناة الحرة،إصرار الكورد على تطبيق المادة(140)من الدستور،أو تكون الحرب الأهلية الحقيقية،وهذا التصعيد في الخطاب الكردي جاء على خلفية،بعض الأطروحات التركية والعربية،لإلغاء المادة أو تعديلها أو جعل كركوك إقليما قائما بذاته،أو تأجيل الاستفتاء لمدة عشر سنوات،،فكانت تصريحات السيد البر زاني تحمل في طياتها أكثر من تهديد بسرعة تفعيل المادة وتطبيق آلياتها حسب الدستور،فكان أقدام الحكومة العراقية على تكليف الدكتور رائد فهمي ،عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي،وزير العلوم والتكنولوجيا في الحكومة الحالية،وكان هذا ألاختيار في محله،ويقدر له النجاح إذا حسنت النوايا،ولكن.....أقولها بصراحة أحسنتم الاختيار ولكن،كونوا على حذر أيها الشيوعيون،وليكن تعاملكم مع هذه القضية واضحا وأمام الرأي العام،وبدون أي لبس أو أبهام،واستعمال الشفافية المطلقة، التي تضع النقاط على الحروف،والتعامل مع الحقائق بحذر،فهي مؤامرة كبرى لأطراف عدة،تحاول وضع الحزب الشيوعي وتاريخه أمام منعطف خطير،والمطلوب التعامل مع الأمور بوضوح،وكشف كل شيء وفضح التدخلات والأملائات ،والجهات التي تحاول أعاقة تنفيذ المادة،وأن تكون النتائج مطروحة أمام الرأي العام،وعقد طاولة مستديرة لكل الأطراف ذات العلاقة بقضية كركوك،ووضعهم أمام الأمر الواقع،بعدم إخضاع القضية للرأي السياسي ،والتعامل معها على أساس قانوني بحت،بموجب منطق الدستور،وإلزام الحكومة العراقية،بتخصيص ميزانية استثنائية مفتوحة للتعويض وإعادة التطبيع وأعمال اللجنة،ومنحها صلاحيات تنفيذية وإدارية،وإلزام الدوائر المعنية بتنفيذها،دون المرور بالروتين الحكومي والمخاطبات المملة،واختيار كادر أداري كفء ومؤهل،وبعيد عن تعقيدات المحافظة القومية،ومحاصصاتها،أو المحاصصة الحكومية،حتى لا يكون هناك انحياز إلى جهة ما،وتكون لها الاستقلالية التامة في تنفيذ القرارات وفق الأسس القانونية.
أن الدكتور فهمي ،والحزب الشيوعي،أمام مهمة شاقة وامتحان عسير،وقضية شائكة تحتاج إلى طريقة خاصة للتعامل،وعهدي بالدكتور الفاضل شخصية وطنية ملتزمة ذات نهج وطني،عليه أن يثبت حياديته التامة،ومنهجيته العالية،والخروج من هذه المشكلة المعقدة،بما عرف عن الشيوعيين من وطنية عالية،وروح بعيدة عن الانحياز،بما يعود بالنفع على العراقيين جميعا.







#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد المالي في العراق
- الى أين يمضي العراق
- اللاعب الرياضي واللاعب السياسي
- الحمايات الخاصة
- من يقف وراء الأرهاب
- الأرهاب الأعمى
- عودة أخرى لفتاوى الأرهاب
- العراق بحاجة الى نظرة عراقية لا أمريكية
- جاهزية القوى الأمنية في سلامة بنائها
- أسلحة الدمار الشامل
- فتاوى تحريم أكل الأسماك
- حضر دخول العراقيين الى أرض الكنانة
- رباعيات الخيام
- تأملات مصطفى القرداغي حول ثورة تموز
- مع الدكتور الوردي
- هل يمكن أن يكون العراق لكل العراقيين
- كردستان العراق...نهج جديد يحتذى
- ثورة تموز ثورة الفقراء على الأغنياء
- وأخيرا تكلم المستشار
- مشيخة النعال البغدادي


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - أحسنتم الأختيار ولكن...؟