أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - حضر دخول العراقيين الى أرض الكنانة














المزيد.....

حضر دخول العراقيين الى أرض الكنانة


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 1986 - 2007 / 7 / 24 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصدر رئيس جمهورية مصر العربية حسني مبارك،أمر لا يسمح بموجبه دخول العراقيين إلى الأراضي المصرية،جاء ذلك في تصريح لمصدر رسمي رفض الكشف عن أسمه،أن التعليمات الجديدة التي أصدرها الرئيس المصري شخصيا،تمنع دخول أي عراقي إلى مصر،ورفض الطلبات المقدمة من العراقيين لمنح تأشيرة دخول،بما في ذلك الموفدين الرسميين من الحكومة العراقية،فإذا صحت هذه الأنباء – وإنها صحيحة-فهذا يعني فيما يعني اتخاذ مواقف غير لائقة بحق الشعب العراقي،الذي أسكن ملايين المصريين،ومنحهم الجنسية العراقية،وأعطاهم من الامتيازات ما جعلهم مواطنين من الدرجة الأولى،وأبناء البلاد الأصليين من الدرجة الخامسة،ولعل الرئيس المصري يعلم أن ملايين الدولارات كانت تذهب سنويا لإنعاش الاقتصاد المصري على حساب الشعب العراقي المغلوب على أمره،سواء عن طريق التحويلات المالية للعاملين المصريين في العراق،أو الإتاوات التي يدفعها رئيس النظام السابق لكبار المسئولين ورجال الأعلام وأصحاب الفكر ورادة الثقافة،مقابل مواقفهم لجانب نظامه وتحسين صورته أمام الشعوب العربية،وقد نشرت المدى الوثائق التي تدين مئات الأسماء الكبيرة من الأخوة المصريين الذين منحهم النظام كوبونات النفط سيئة الصيت،يضاف إلى ذلك المساعدات المالية المتوالية للحكومة المصرية لإنعاش اقتصادها الهزيل،وإنشاء المشاريع الحيوية فيها،ولا ندري الأسباب الكامنة وراء هذا القرار،فالنظام المصري ذاته كان يعامل العراقيين المعاملة السيئة بعد غزو الكويت،ولم يجدوا لهم مكانا في الأراضي المصرية،رغم أن بعض الدول العربية استوعبت الكثيرين منهم،ولا ندري هل الخلاف بين الحكومتين وراء مثل هذا القرار،أم أن الرئيس المصري قرر أخراج العراقيين من خانة العروبة،رغم أنها من أوائل الدول التي قامت عليها الجامعة العربية،ولها علاقات جيدة مع الحكومات المصرية المتعاقبة،بما رافقها في بعض الفترات من تشنجات لمواقف سياسية معينة،ورغم ذلك فأن الحكومة العراقية لم تتخذ أجراء مضاد للمصريين العاملين في العراق في مختلف العهود،رغم ما يعرف عنهم من تدخلات في الشأن الداخلي العراقي،ووجود مقاتلين مصريين شاركوا في العمليات الإرهابية ،وقتلوا الآلاف من العراقيين،وإذا كان للحكومة الحالية مواقفها المتسمة بالبرودة من الحكومة المصرية،فليس في ذلك ما يوجب اتخاذ مثل هذه المواقف المتشنجة،واتخاذ هكذا أجرا آت بحق العراقيين،نعم للحكومة المصرية الحق في الحفاظ على أمنها واستقرارها،واتخاذ ما هو كفيل بسلامة أبناءها،ولها أن تمنع الأشخاص المشبوهين أو المتهمين بالعمل ضدها،أما أن يكون الأمر بهذه الشمولية،وأن يؤخذ البريء بجريرة المذنب،فهذا ما يخالف الدعاوى القومية لحكام مصر وتزعمهم للنضال القومي عبر عقود من السنين،ويذكرنا بالمواقف السابقة التي انتهجتها الحكومة المصرية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم،عندما سلكت طريق التآمر وتقويض سلامة الجمهورية،وتبني المواقف العدائية اتجاه الثورة وزعيمها،مما أنعكس سلبا على الرأي العام العراقي وجعله ينظر للشعب الشقيق بمظهر العدو،وكان لمشاركة القوات العسكرية المصرية في قمع انتفاضة الشعب الكردي أواسط الستينيات آثاره المدمرة على توجهات الشعب العراقي،ولكن العراقيين بما يملكون من طيبة وشهامة،تجاوزوا الماضي بآلامه،واستقبلوا المصريين بما عهد عنهم من الكرم الأصيل،ولا يزال الشعب المصري يتذكر بإكبار مواقف العراقيين اتجاهه ،ويستقبلهم بما يتناسب وما قدمه لهم سابقا،ويواجههم بالحفاوة والترحيب بما يمتن أواصر المحبة بين الشعبين.
ويحق لنا أن نتساءل،كيف تسمح الحكومة المصرية لآلاف الصهاينة بدخول أراضيها واستثمار أموالهم فيها،وبناء علاقات متينة مع الشركات الأسرائلية،ولا تقابل العراقيين بجزء مما تقدمه لشقيقتها إسرائيل،وكيف للحكومة المصرية أن تعامل الشعب العراقي بهذه المعاملة المهينة،وهو الذي كان عونا لها في الملمات وحروبها السابقة مع إسرائيل،هل يتناسى المصريون موقف الشعب العراقي من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956،ومشاركة مئات الألوف في المظاهرات الصاخبة التي عمت البلاد من أقصاها إلى أقصاها،،وأعداد الشهداء والمعتقلين بسبب مواقفهم المناهضة لتوجه حكوماتهم،ثم أليس في ذلك ما يخدم التوجهات الهادفة لعزل العراق عن محيطه العربي!!!وارتماءه في أحضان الدول غير العربية،فإذا كانت هذه مواقف الحكام العرب اتجاه العراقيين،فللعراقيين الحق باللجوء إلى غير أبناء عمومتهم من العرب العاربة.
أن هذا الموقف قد يجعلنا نفكر بجدية في عقم الفكر القومي،الذي أثبت الماضي والحاضر أنه كلام تردده الألسن،ولا وجود له على أرض الواقع،وهناك الكثير من الأدلة على بطلان النظرية القومية وتهافتها،لعدم وجود ما يثبت أصالتها،بما لمسناه ونلمسه من مواقف عدوانية لمن حشروا أنفسهم في النفق العروبي،رغم عدم أيماني المسبق بكل ما يشم منه رائحة ضيق الأفق القومي،ولعل الكذبة الكبرى التي هيمنت على مشاعر الكثيرين،ستجعلهم ينكصون على أعقابهم،ويرفضون هذا الفكر المنحرف لدعاة الفكر القومي،الذي حاول منظريه إلغاء الروح الوطنية والذوبان في القومية التي لم يزكيها التاريخ والواقع العربي عبر مئات السنين.
أن هذه المواقف ،والمواقف الأخرى لدول الجوار العراقي،تحتم على العراقيين الانتباه للحقيقة الخالدة التي يدعوا لها الشرفاء الوطنيين،بنبذ العناوين البراقة،التي طالما أخفى بريقها الكثير من الزيف والبهتان،والعودة إلى الجوهر الحقيقي الخالد خلود الحياة،الأيمان بمبدأ المواطنة التي ما من شيء يسموا عليها،أو يوازيها،وأن ننبذ كل ما يحاول البعض تمريره من فكر قومي متطرف،أو طائفي منحرف،والعودة إلى الحاضنة الأولى العراق،الذي هو الهوية الحقيقية الناصعة لكل مواطن شريف،وما الدعاوى الأخرى إلا شعارات كاذبة يراد منها سرقة الثروات العراقية التي يحلم بها الآخرين.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رباعيات الخيام
- تأملات مصطفى القرداغي حول ثورة تموز
- مع الدكتور الوردي
- هل يمكن أن يكون العراق لكل العراقيين
- كردستان العراق...نهج جديد يحتذى
- ثورة تموز ثورة الفقراء على الأغنياء
- وأخيرا تكلم المستشار
- مشيخة النعال البغدادي
- ما هو مصير الأقليات الدينية في العراق
- الى أين تسير القافلة بلبنان
- السونار
- القوانين الرجعية
- هنيئا للثقافة العراقية بوزيرها الهمام
- تخرصات الأفاقين فيما يقوله ياسين
- أما آن للغريب أن يعود لوطنه
- الى أين سيؤدي الصراع الدائر في العراق
- حاولات لتقسيم العراق
- المالكي والحل الاخير
- وأخيرا توقف القلب الكبير عن الخفقان
- أتصالات شبه رسمية بين البعث والحكومة العراقية


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي محيي الدين - حضر دخول العراقيين الى أرض الكنانة