أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - جاهزية القوى الأمنية في سلامة بنائها















المزيد.....

جاهزية القوى الأمنية في سلامة بنائها


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 1995 - 2007 / 8 / 2 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يكثر الحديث عن جاهزية القوات المسلحة،وما يصرف من مليارات الدولارات لتدريبها،وإكمال ما ينقصها من الأعتدة والأسلحة الحديثة المتطورة،والكل يراهن على جاهزيتها،وأعدادها لبسط الأمن وانسحاب القوات الأجنبية من العراق،وآخر التقارير الصادرة عن الإدارة الأمريكية،صورت القوات العراقية بأنها لا تزال تعاني من الطائفية،واعتمادها على القوات الأمريكية في العمليات العسكرية.
وجاء في التقرير الذي أصدره البيت الأبيض الخميس الماضي،أن القوى الأمنية العراقية إذا تركت وحدها،فأنها تميل لتغليب الجانب الطائفي في عملياتها،لعدم امتلاكها الاستقلالية التامة في تنفيذ العمليات،فيما لا تزال أعداد الوحدات القادرة على العمل بمفردها دون الحاجة لمساعدات أمريكية قليلة لا يمكن الركون إليها والاعتماد عليها،في ظل الأوضاع الأمنية المنفلتة في العراق،وتأكيد على الولاآت الخاصة للوحدات بعيدا عن المصلحة العليا للبلاد،وذكر التقرير أنه درب أكثر من 353 ألف فرد من قوات الأمن،تتفاوت قدراتهم العسكرية الى حد كبير،فيما لا تزال الروح الطائفية سائدة في هذه القوات،والانحياز لدى بعض الوحدات،وكان للولاآت الطائفية آثارها المدمرة في تعيين قادة الجيش،وآمري الوحدات العسكرية،مما يعطي انطباعا لدى الإدارة الأمريكية بأن العمليات العسكرية تخضع للرؤيا السياسية للحكومة،في التعامل مع الجماعات المسلحة،ولا يزال الكثير من الضباط الكبار المتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان يتولون ذات المناصب،رغم توجهاتهم الضيقة المعروفة،وأبدى التقرير القلق من المعلومات المتوفرة لديه من عمل مكتب القائد العام للقوات المسلحة،الذي يتبع رئيس الوزراء نوري المالكي،وأظهر أدلة على وجود قوائم مستهدفة تخرج من المكتب،تتجاوز قادة العمليات،وتوجه ضباط مخابرات وقادة بمستويات أقل للقيام باعتقالات تثير الشكوك.
أن مشكلة بناء الجيش العراقي تتطلب حزمة من الأجراآت ،ليكون الجيش وطنيا مهنيا بعيدا عن السياسات المتناقضة لأطراف الصراع في العراق،واعتماد معايير مهنية في اختيار القادة الكبار الميدانيين،ممن ليست لديهم توجهات طائفية متزمتة،أو قومية شوفونية،أو حزبية ضيقة،ويكون اختيارهم على أساس الكفاءة والنزاهة والسمعة العسكرية المعروفة،فقد كان الجيش العراقي منذ تشكيله بعيد عن الصراعات السياسية،ولم يشارك أفراده في عمليات القمع الداخلية،إلا في أوقات معينة كان لبعض ضباطه تصرفاتهم البعيدة عن السياقات المهنية،ولكن النظام السابق هو الذي جعل الجيش أداة للقمع والإبادة،والمشاركة في قمع الانتفاضات الشعبية بعد تسييسه،والإساءة الى سمعته بإشراكه في القضايا الداخلية،لذلك نرى ضرورة إصدار قرارات حازمة تمنع اشتراك منتسبي القوات المسلحة في الأمور العامة والسياسية على وجه الخصوص،وعدم تسييسه،أو السماح للتنظيمات السياسية والدينية أن تأخذ طريقها الى مؤسساته،ويحرم نهائيا اشتراك منتسبي الجيش بأي نشاط سياسي مهما كان نوعه،وبناءه على أسس بعيدة عن الصراعات الدائرة في العراق،لأن تسييسه سيؤدي الى دكتاتورية جديدة قد تقود البلاد الى ويلات ومآسي أكثر مما كان عليه النظام السابق،فقد لاحظنا خلال الأعوام الأربعة الماضية،دخول الجيش بقوة في الصراع السياسي،واشتراكه في كل النشاطات البعيدة عن الشأن العسكري المحض،فقد كان للقوى الأمنية تدخلها المباشر في الدعاية الانتخابية،وانحيازها الى جانب السلطة الحاكمة،مما جعل الانتخابات بعيدة عن النزاهة،ناهيك عن وجود التبشير السياسي في القوات المسلحة بما يشابه التوجيه الذي كان عليه النظام السابق،ووجود أشخاص مكلفين ببث الفكر العقائدي للجهات السياسية المتنفذة،مما أبعده عن المهنية التي يجب أن تكون عليها الجيوش في الدول ذات النهج الديمقراطي.
ويستدعي الأمر الانتباه الى جانب مهم في هذه القضية،بإعادة التجنيد الإلزامي،الذي يكفل مشاركة جميع العراقيين في الخدمة العسكرية،بغض النظر عن انتمائهم الديني والقومي والمذهبي وتوجههم السياسي،ويكون خضوعهم للقيادة العسكرية البعيدة ‘ن أي شكل من أشكال التنظيم الأيديولوجي والسياسي،وقد يتبادر الى الذهن أن القيادات العسكرية يجري اختيارها من قبل السلطة وموافقة البرلمان للقيادات العليا ،ووزارة الدفاع للقيادات الميدانية،وأن هذه الاختيارات تخضع للتوجه السياسي السائد في قيادة السلطة،وهذا الأمر يدفعنا لتوخي الحذر والتأني في اختيار هذه القيادات،ودراسة تأريخها بشكل تفصيلي،وهناك الكثير من القادة العسكريين الذين التزموا المهنية العالية،ولم تكن لهم مشاركات معروفة في أي عمل سياسي سواء مع الدولة أو ضدها،في بدايات تشكيل الجيش القديم،ولكن الانحرافات التي واكبت توجهات قيادات الجيش المهنية بالانخراط في العمل السياسي،كانت لشيوع موجة الانقلابات العسكرية التي سادت تلك الفترة،مما جعل الكثير من الضباط يحلمون بالوصول الى هرم السلطة عن طريقها،لعدم احتياج الأمر الى أكثر من طائرتين وبضعة دبابات واتفاق عدد من أمري الألوية لتحريك قواتهم والسيطرة على القصر الجمهوري ودار الإذاعة،لاستلام مقاليد السلطة في العراق.ولكن إذا كانت المؤسسة العسكرية بعيدة عن ممارسة العمل السياسي،والتوجه الطائفي ،والاندفاع القومي،والتزامها بالمعايير العسكرية البحتة،ومراقبة أدائها من قبل الشعب،بشفافية عالية سوف لن تفسح في المجال لقيام انقلاب،أو تحرك عسكري لاستلام السلطة،وخصوصا إذا كانت الحكومة القائمة تتسم بالعدالة والنزاهة،وبعيدة عن الفساد والمحسوبية والمنسوبية.
أن بناء المؤسسة العسكرية على أسس مهنية يتطلب الاستفادة من تجارب البلدان المتقدمة،وأتباع أساليبها في الاختيار،وعدم طغيان المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية،في اختيار القيادات العسكرية،للنتائج الوخيمة التي رافقت بناء الجيش الحالي باعتماد أسلوب المحاصصة،الذي يجعل من الجيش الواحد،جيش متعدد الولاآت،تسيره الإرادات الحزبية والطائفية،وأن تنقية الجيش من الشوائب،كفيل بإنقاذ البلاد،وخروج القوات الأجنبية،وبناء المؤسسة العسكرية على أسس وطنية صالحة،كما هو عليه حال الدول الأخرى التي سلكت الطريق الديمقراطي في حكمها للبلاد،وذلك بإعطاء مؤسسات المجتمع المدني دورها الرائد في المراقبة وتصحيح المسار الخاطئ كما هو الحال في الدول المتقدمة.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلحة الدمار الشامل
- فتاوى تحريم أكل الأسماك
- حضر دخول العراقيين الى أرض الكنانة
- رباعيات الخيام
- تأملات مصطفى القرداغي حول ثورة تموز
- مع الدكتور الوردي
- هل يمكن أن يكون العراق لكل العراقيين
- كردستان العراق...نهج جديد يحتذى
- ثورة تموز ثورة الفقراء على الأغنياء
- وأخيرا تكلم المستشار
- مشيخة النعال البغدادي
- ما هو مصير الأقليات الدينية في العراق
- الى أين تسير القافلة بلبنان
- السونار
- القوانين الرجعية
- هنيئا للثقافة العراقية بوزيرها الهمام
- تخرصات الأفاقين فيما يقوله ياسين
- أما آن للغريب أن يعود لوطنه
- الى أين سيؤدي الصراع الدائر في العراق
- حاولات لتقسيم العراق


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد علي محيي الدين - جاهزية القوى الأمنية في سلامة بنائها