أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نايف سلوم - من له عين لترى وأذن لتسمع!















المزيد.....

من له عين لترى وأذن لتسمع!


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 1985 - 2007 / 7 / 23 - 11:25
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أطلق مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي يشرف عليه "تيار قاسيون " مبادرة "تاريخية" بعنوان: "مبادرة على طريق وحدة الشيوعيين السوريين" ويظهر من كلام مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أن وحدة الشيوعيين السوريين كانت "دائماً ضرورية"! ومثلما كانت هذه الوحدة دائماً ضرورية فهي بالتالي وبشكل مباشر "ضرورية اليوم حسب كلام "مجلس اللجنة الوطنية.." . لم يعد المطلق بالنسبة لمجلس اللجنة هي الحركة والتغير ، بل بات المطلق الوحيد في الوجودين الاجتماعي والطبيعي وفي كل الأدوار والأكوار هي وحدة الشيوعيين السوريين . نحن نشهد كل يوم علامات وآثار للحركة في الطبيعة والمجتمع لكننا لا نشهد مثل هذه الآثار في الوسط الشيوعي السوري بالمعنى الذي قصدته عبارات مجلس اللجنة الوطنية ، بل نشهد العكس ؛ مزيد من الانقسام والحروب الدونكي شوتية.
وحدة الشيوعيين السوريين دائماً ضرورية ، ومع ذلك لم تتحقق، بل الذي تحقق عكسها على أيدي الوحدويين! ويفهم من ذلك أنه مثلما كان طرح شعار وحدة الشيوعيين خادعاً فهو اليوم خادع ومضلل ، وله مقاصد أخرى تتلطّى خلف الشعار المطلق.
والشعار الدائم التجدد يبرر نفسه بمسألة : أن وحدة الشيوعيين السوريين عامل أساسي مكون للوحدة الوطنية . إن هذه الوحدة الوطنية المسلحة بالطبع بوحدة الشيوعيين السوريين "هي سلاح جبار لمواجهة مشاريع الإمبريالية الأميركية .. وإن التباطؤ في إنجاز هذه الوحدة للشيوعيين يضعف تعزيز الوحدة الوطنية " هذه اقتباسات من كلام مجلس اللجنة الوطنية. وعندما دعيت هذه اللجنة المؤتمرة بإرادة تيار قاسيون للدخول في حوار حول وحدة اليسار الماركسي والشيوعي اعتذرت عن ذلك بحجج مختلفة ، بالتالي أضعف ردها السلبي هذا على دعوة تجمع اليسار الماركسي الوحدة الوطنية . إننا نفتقد اليوم لعامل أساسي من عوامل الوحدة الوطنية ، والوحدة الوطنية تعاني اليوم مثلما كانت تعاني دائماً من غياب أحد أهم عناصرها وهي وحدة الشيوعيين السوريين ، كون هذه الوحدة كانت ضرورية دائماً بقدر عدم تحققها دائماً!
لكن العجيب في الأمر أن الوحدة الوطنية ومنذ 1979 عانت من مخاطر فعلية ومن أزمة كبيرة عبر تفجير الأخوان المسلمين لصراع مسلح مع نظام البعث وسلطته ، ووحدة الشيوعيين السوريين لم تكن موجودة . ثم ساد "سلم أهلي " وتعمقت انقسامات الشيوعيين . وحدثت حرب الخليج الأولى وما زالت تتوالى انقسامات الشيوعيين . وبقيت سوريا تتمتع بسلم أهلي و استقرار يحتاج إلى تفسير ، ولم يظهر أن غياب وحدة الشيوعيين السوريين قد نغص على هذا الاستقرار الأهلي. لكن ما يميز هذه المسيرة؛ "الوحدة الوطنية السورية" المفتقدة لعنصر أساسي من عناصرها: "وحدة الشيوعيين السوريين" هو الشعار الذي رفعه تيار قاسيون سنة 2000 ميلادية : وهو "لا انقسام ولا استسلام !"
لقد نضجت الظروف الموضوعية وما زالت تنضج منذ سنوات لدرجة التفسخ، لكن العامل الذاتي (الشخصي ) هو القضية . وهذا يدل على أن الشيوعيين مصابون بمرض "العامل الذاتي" ؛ أي أن كل "زعيم " منهم لديه مصالح شخصية ، وحسابات شخصية ولديه ما يكفي من الزعامة والسلطة لكي يفلّ من حدة نضج العامل الموضوعي ويلغي فاعليته ، بالتالي لديه من حب السلطة ما يكفي كي يجعل الوحدة الوطنية تعاني كل هذه المعاناة لغياب أهم عناصرها وهي وحدة الشيوعيين السوريين ! كنتيجة أولية يشعر القارئ أن الزعامات الشيوعية التقليدية يعملون بحكم حبهم للسلطة ضد الوحدة الوطنية بالتالي ضد وحدة الشيوعيين السوريين .
لقد قامت خلال السنتين الماضيتين عدة تيارات ماركسية وشيوعية سورية بفتح حوارات منظمة تحت اسم "تجمع اليسار الماركسي في سوريا" وقد أعلنت هذه التيارات والشخصيات الماركسية تفاهماتها واتفاقها على شكل وثيقة تأسيسية مصدرة ببيان أعلن عنهما في 20 نيسان 2007 . وكانت لجنة الحوار في تجمع اليسار الماركسي قد دعت تيار قاسيون أكثر من مرة للاشتراك في هذا الحوار إلا أن تيار قاسيون وضع عدة شروط "ذاتية" منعته من الانضمام إلى هذا التجمع لقوى اليسار الماركسي السوري ، بالتالي جعله تخلفه عن هذا الحوار التوحيدي يساهم مرة أخرى في حرمان الوحدة الوطنية السورية من عاملها الأهم وهو وحدة الشيوعيين السوريين.
واليوم وبعد الإعلان عن الوثيقة التأسيسية لتجمع اليسار الماركسي في سوريا تأتي دعوة مجلس اللجنة الوطنية لتيار قاسيون لـ "مبادرة" من أجل إيجاد أشكال جديدة مناسبة وفعالة تقرب الشيوعيين السوريين من دون إبطاء أو تهور!! لقد تأخرت المبادرة كثيراً . وهي تضرب على وتر العصبية الشيوعية الرسمية ؛ أي تحرض على الانقسام ضمن الشيوعيين بتحريضها القبلي هذا . يقول لسان المبادرة: "يجري العمل لتشكيل مجلس تشاوري مركزي يضم ممثلي الفصائل والتيارات الشيوعية ، وخاصة تلك التي جاءت من الحركة الشيوعية بتكوينها المعروف تاريخياً (البكداشية)". وإذا تجاوزنا رائحة العصبيات القبليات الشيوعية فإننا نرى في هذه الدعوة مؤشر أزمة مستمرة تعاني منها التيارات التي انشقت عن الحركة الشيوعية بتكوينها البكداشي الموروث تاريخياً، خاصة تيار قاسيون الذي رفع شعار "لا انقسام ولا استسلام " وقت انقسامه عن الحركة التاريخية ذات التوريث في النهج والقيادة.
واليوم ونتيجة غياب أية رؤية إستراتيجية ليسار سوري ماركسي مستقل عند تيار قاسيون فهو ينكص عن جزء من شعاره الشهير بالأمس، ويستسلم للشيوعية الموروثة تاريخياً والقابعة في الجبهة الوطنية التقدمية ، يستسلم لها معدلاًً شعاره ليغدو: "لا انقسام ولكن استسلام للشيوعية الموروثة بتكوينها المعروف تاريخياً ، استسلام لها ولأزماتها الموروثة تاريخياً" تلك الأزمات التي لفظت تيار قاسيون وألقت به على شاطئ انقساماتها المتتالية .
مبادرة مجلس اللجنة الوطنية وبكل صراحة هو هروب نحو الأمام ومحاولة للخروج من قميص بات بالياً وخرقاً. من له عين لترى وأذن لتسمع : المبادرة مغرضة وهي رد سلبي وعدائي تجاه إعلان "الوثيقة التأسيسية لتجمع اليسار الماركسي في سوريا" وهي هروب من استحقاقات اليسار الماركسي السوري ومهماته الراهنة والمستقبلية.



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرّاب الرأسمالي المحدث أو محامي الشيطان
- ما بعد الحداثة؛ انحطاط الروح البورجوازية
- أبعاد التحرك الدبلوماسي الروسي الأخير في منطقة الشرق الأوسط
- نقد المنهج الاعتباطي عند د. التيزيني في كتابه -بيان في النهض ...
- الارتدادات الإقليمية والأممية للحرب الإسرائيلية الأخيرة على ...
- النجاحات العسكرية للمقاومة الإسلامية في لبنان وتداعياتها الأ ...
- الوطنية في سوريا والسياسة الثقافويّة/الإعلانيّة
- الشرط التاريخي للمقاومة العربية في لبنان
- فزيولوجيا النمل في القرآن
- مدخل إلى فكر هيغل
- لينين: أهمية فكره اليوم
- كراسات السجن-تمهيد على شكل إضافة
- ما الحاجة لإطلاق حوار جديد؟
- المجتمع المدني في الايديولوجية الألمانية
- نقد المنهج الظاهراتيّ الاجتماعي
- في المسألة الوطنية السورية
- تحية وامتنان للحوار المتمدن
- إعلان رأي بخصوص المسألة الوطنية السورية
- -مشروع الوثيقة الوطنية- ك-إعلان دمشق- تأسيس ل- مواجهة بين -ا ...
- الهجوم المضاد للخروج من الدوامة الأميركية


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نايف سلوم - من له عين لترى وأذن لتسمع!