أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - -مشروع الوثيقة الوطنية- ك-إعلان دمشق- تأسيس ل- مواجهة بين -الشعبية- و-الديمقراطية- الانتخابية














المزيد.....

-مشروع الوثيقة الوطنية- ك-إعلان دمشق- تأسيس ل- مواجهة بين -الشعبية- و-الديمقراطية- الانتخابية


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول لسان حال الشعار الرئيسي للوثيقة : "الوطن في خطر.. لابد من قيام جبهة شعبية وطنية ديمقراطية للمواجهة " .
لكن ما الفائدة المرجوة من عبارات مرصوفة إلى جانب بعضها البعض من دون جدية في التعاطي معها ومن دون ضبط معناه بما يخص الوطن السوري . وهل يؤشر سقوط كلمة "ديمقراطية " في الصفحة الأخيرة للوثيقة حين تعلن دعوتها إلى "مؤتمر وطني يؤسس لجبهة شعبية- وطنية قادرة على تنظيم قوى المجتمع على الأرض" على سهو أم على خطأ مطبعي أم أن "الديمقراطية" المتواجدة إلى جانب الشعبية لا تعني أكثر من تغطية على اصطفاف لا مصلحة للوطن السوري ، بما فيه النظام القائم فيه .
تبدأ الوثيقة بعبارة استفزازية تقول : "يا من ترون في الاستقلال الوطني ، والسيادة الوطنية والدفاع عن الكرامة الوطنية في وجه الامبريالية الأميركية والصهيونية مبرراً لوجودكم " . هذا الكلام يعني أن فقدان الاستقلال لبلد يعني أنه لا مبرر لوجود قوى سياسية وطنية ، كما أنه لا يأخذ بالاعتبار أن الوطن مفهوم سياسي متعلق بالنظام السياسي السائد وبالتالي الكثير من القوى السياسية ترى مبرر وجودها في معارضتها لهذا النظام ، بالتالي الكلام السابق للوثيقة لا يؤسس لتفاهمات عريضة من أجل مواجهة الخطر الأميركي . كما أنه يؤثر سلباً على بعض المترددين في الانخراط بتحالفات عريضة . إذ قد يكون الاحتلال ذاته مبرر وجود الوطني وقد يكون غير ذلك . إن وجود عبارة بهذا الأسلوب أمر استفزازي وضار بالوثيقة وأهدافها.
في عبارة أخرى تقول : "من الواضح أن قيام جبهة شعبية- وطنية عريضة للمقاومة والمواجهة المرتقبة ، لا بد أن ترتكز على أسس ديمقراطية وطنية ، توفر مستلزمات بناء وتعزيز الوحدة الوطنية الشاملة ، لتأمين أمن الوطن الذي هو فوق كل اعتبار ، وهو أعلى وأقدس من أمن أي نظام أو سلطة " تظهر في هذه العبارة مفارقة والتباس هدفه إظهار مفهوم الوطن وكأنه منفصل عن مفهوم النظام المسيطر . وهذه الحركة المفتعلة هدفها التهرب من إعطاء موقف واضح من النظام قبل المبادرة إلى الدفاع عنه وعن الوطن الذي يهيمن عليه هذا النظام .
إن قيام جبهة شعبية- وطنية ترتكز على أسس ديمقراطية وطنية تعيدنا إلى المواجهة بين "الشعبية" من جهة و"الديمقراطية" من جهة أخرى ، كما أنها تقع في التباس الخلط بين الديمقراطية من جهة وبين الحريات السياسية التي يعتبرها "إعلان دمشق" هي الديمقراطية بعينها ولا غير ذلك . أي أن الوثيقة هنا تقع في مطب فصل الشعبية عن الحريات السياسية مثلما وقع موقعو إعلان دمشق في مطب حصر الديمقراطية بالحريات السياسية دون الإشارة إلى مسألة احتكار الثروة حسب الدكتور التيزيني ودون الإشارة إلى خطر المشروع الأميركي الصهيوني على الديمقراطية وعلى كيان الوطن ذاته.
كل الالتباسات السابقة المشار إليها في مشروع الوثيقة تؤسس لهذه النتيجة الإقصائية لقوى سياسية واسعة من جبهة المواجهة مع المشروع الأميركي الإمبريالي ، تقول العبارة : "إن أي موقف لأية قوى سياسية يخلو من موقف واضح ضد الامبريالية الأميركية والكيان الصهيوني وتحميلها مسؤولية التطورات الخطيرة في المنطقة وحول بلادنا ، هو تحت الحد الأدنى المطلوب لإدراجه ضمن خانة الموقف الوطني . كما أن عدم الاستقواء بالخارج ليست كلمة تقال ، بل ممارسة تأخذ مصداقيتها من السلوك الملموس على الأرض "
إن فقرة كهذه تحتاج إلى صياغة متأنية وحكيمة حتى لا ندخل في ورطة التكفير والتكفير الوطني المضاد وحتى لا نحاسب على النوايا . فطالما المطلوب جبهة شعبية وطنية شاملة لمواجهة العدوان الأميركي يبقى المطلوب عدم تنصيب فريق من الوطنيين نفسه "بابا" الوطن يضع حدود تحتها يفقد المواطن السوري وقواه السياسية وطنيته مما يؤسس لاصطفافات وشروخ داخل الوطن السوري تصب الماء مباشرة في طاحونة المشروع الأميركي الإمبريالي . فالنوايا الطيبة لا تكفي . ومن دون إصلاح هذه الفقرة بشكل جذري لا يغدو للعبارة اللاحقة أي معنى التي مفادها : "تمثل الديمقراطية ضرورة داخلية ملحة لإعادة صياغة وتنظيم شؤون المجتمع على أساس مشاركة كافة الأطراف الوطنية" وهذه الضرورة الجذرية لإصلاح العبارة السالفة الذكر تنطبق على عبارة إعلان دمشق التي تقول : "الإسلام الذي هو دين الأكثرية وعقيدتها بمقاصده السامية وقيمه العليا وشريعته السمحاء يعتبر المكون الثقافي الأبرز في حياة الأمة والشعب . تشكلت حضارتنا العربية في إطار أفكاره وقيمه وأخلاقه ، وبالتفاعل مع الثقافات التاريخية الوطنية الأخرى في مجتمعنا، ومن خلال الاعتدال والتسامح والتفاعل المشترك ، بعيداً عن التعصب والعنف والإقصاء . مع الحرص الشديد على احترام عقائد الآخرين وثقافتهم وخصوصيتهم أياً كانت انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية، والانفتاح على الثقافات الجديدة والمعاصرة." هذه العبارة "الفخ" حسب قول لـ غسان مفلح تنسف كل البنية "الحديثة" والديمقراطية للإعلان وتجعل الكلام اللاحق لا معنى له ، كما أنها تؤسس أيضاً لاصطفافات ولمواجهة بين "الشعبية" من جهة وبين "الديمقراطية" من جهة أخرى ،مواجهة لا تخدم سوى المشروع الأميركي للشرق الأوسط والذي يهدف من بين ما يهدف إلى تحويل نظمه السياسية إلى نظم طائفية، تستبدل الحزب السياسي الحديث بالفرقة الدينية ، أي إلى نظم كولونيالية متجددة تخدم مصالحه ومصالح إسرائيل . لكل ذلك يغدو ضروريا إادة فتح نقاش جدي عن مجموعة "إعلان دمشق " بما يخص "العلمانية الديمقراطية " صديقة الدين والتي تؤسس لنظام الطوائف من حيث لا تدري ، وبما يخص "العلماني المعادية للدين" والتي يسميها حازم نهار بالعلمانية الطائفية ، وكأنه يسقط من - الإسقاط النفسي- ما تؤول إليه العلمانية الديمقراطية من نتائج طائفية على مفهوم العلمانية الذي يفصل الدين عن السياسة سواء أكانت دولة أو حزب سياسي طامح للسيطرة على سلطة الدولة البورجوازية الطرفية .



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجوم المضاد للخروج من الدوامة الأميركية
- -ملاحظات أساسية على -إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- إسهام في مُشكل الأقليات
- رسالة في الجنون
- الكتاب اللامعقول أو -كتاب الرمل ل بورخيس-
- تصدير الديمقراطية الغربية
- حياة سَيّد محمود القمْني - إعلان براءة صريحة وتوبة
- أجوبة على أسئلة موقع الحوار المتمدن-الماركسية وأفق البديل ال ...
- في مخاطر المواجهة بين الديمقراطية والحريات السياسية
- الحركة الشيوعية في المشرق العربي-خصوصية النشأة
- الازدهار القطري للرأسمالية بعد الحرب العالمية الثانية
- الحادي عشر من أيلول/سبتمبر اللبناني
- شبح الليبرالي العائد، قراءة نقدية في مشروع البرنامج السياسي ...
- المطلق والنسبي-نهاية النضال النظري
- قراءة نقدية لـ مشروع ميثاق العمل الاسلامي لـ الدكتور محمد شح ...
- خطوة تالية أم إعلان نوايا
- من الشيوعية الستالينية إلى المنتدى الاجتماعي
- جاك ديريدا --المعارضة البرلمانية للبنيوية أو بغض الكتاب
- قراءة نقدية لـ -الميثاق الوطني في سورية- المنبثق عن المؤتمر ...
- قراءة نقدية في ميثاق شرف الشيوعيين السوريين


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - -مشروع الوثيقة الوطنية- ك-إعلان دمشق- تأسيس ل- مواجهة بين -الشعبية- و-الديمقراطية- الانتخابية