أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - عن أي حب أتكلم؟!














المزيد.....

عن أي حب أتكلم؟!


ليلى كوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 1981 - 2007 / 7 / 19 - 05:43
المحور: الادب والفن
    


فارغة ً أصبَحَت تلك المدينة
مثلي تماما ً..
تنقرِضُ على محياها كل الانفعالات،
صياح ٌ يبتلعهُ الغضب
وبكاءٌ يلتحف المناديل
في أعاصيرُ حب ٍ هرِمَ حتى الجفاف؟

عن أي حب أتكلم؟!
ذاك الذي ارتَشـَفـَتهُ زجاجةُ الويسكي في بطنِها؟
أم الذي بَصَقَهُ جيدُها وأنتَ تهذي ؟

عن أي حب أتكلم؟!
عن عبارات صارت خاوية ً مثل مدينتي
مدينتي المحطمة
مثلي مبعثرة ..
مثلي .. تشرب قهوتها خلسة ً
بين رصيف المقهى
وسيارة ملغومة
تنسف من نحب ومن نكره؟

عن أي حب أتكلم؟!
عن وجه أمي الحزين
وهي تحذرني من أهوائك وجنون القصف في لبنان؟
أم عن صمت أبي الكئيب
وهو يصارع، تارة ً، طرائفَ منطق ٍ يريدُهُ لي حاسما ً
وتارة ً أخرى هلوسات حروفي بكَ؟
..
أيكون أبي مخطئا ً لو خاف على وحيدتِهِ منكَ؟
..

عن أي حب أتكلم؟!
عن قصة قديمة أهمَلـََتها كل الشعوب
ومزَّق صفحاتها زعماءُ الحروب في وطني؟
أم عن أطروحةِ عمر ٍ تدور وتدور
في اسطوانة مملة كوجه القمر
أو في "مباريم" غجرية ترقص من كثرة الألم؟!

عن أي حب أتكلم؟!
عن ماء ٍ نَقـَشَ الحجرَ ولم يخدش قلبـَكَ
فانفَجَرَت كل الطرقات والدروب
مثلما انشطر اسمي
وشكلي
وعقلي
وكبـِدي
بين بيروت ومونتريال
..
هل أتكلم عن حب ٍ نَسـِيَ أن يموتَ حبا ً
تاهَت عنه المقابر بشواهدها قسرا ً
وأصبح همسُها لهيبا ً
فأحرقَ مواسمَ مدينتي الهاطلة أحلاما ً؟
أم أخبركَ عن عنق ٍ لا زال يحمِلُ عطرَك؟

ماذا أكتبُ؟
كيف أكتبُ وأنا كمدينتي منكسرة
..
عن أي حب أكلمُكَ؟
ذاك الذي علبتُه ُ حساباتكَ في قارورة عطر ٍ تحملُ اسما ً عتيقا ً
فحَطـَّمـَتها مساحاتي قبل وبعد أن رَحَلتَ خطواتكَ مسرعة ً؟
أم أكلمـُّكَ عن عصفور ٍ لا زال يرفرف محتضرا ً؟
..
عن أي عشق مسموم أكتُبُ؟
عن ذاك الذي انحرف كقذائف الموت في بيروت
فكان مجونُها أكبر من النعوش؟
أم عن غفران ٍ لم أعد أقوى على مجاراته
فأغمضتُ عينيَّ هاتفة ً
"وَجَدتـُها! هذه المرة لن أسامحكَ، فإنك مدرك ٌ ما أنتَ فاعِلُه "
وسأكتب على الطرقات والرمال والبحار وفي رحم السماء
"فليَمُت الغفران في عشقِهِ وغبائه
لن أسامحك .. لن أسامحك" !!


مونتريال – كندا
16 تموز 2007



#ليلى_كوركيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف .. يموت الموت
- بين الفاصلة ونهاية السطر
- رسائل على الماء
- من تكون تلك المرأة ؟!
- لأنني أنثى
- حملَت مفتاحَها ورَحَلَت - من أوراق حرب تموز 2006 في لبنان -
- جيسيكا
- صدقي أو لا تصدقي
- قيثارة ٌ في عين الشمس
- إنتماء
- التعددية .. في حواراتها المتمدنة
- مسيحيون .. في نعوش الديمقراطية
- من بشير الى بيار .. حكاية وطن موجوع
- بئس الخبر
- بيني وبينك
- غريبٌ .. قريبٌ جداً
- وسقَطَت يدي
- طريق العودة
- أطلالٌ عائمة
- الصمت


المزيد.....




- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليلى كوركيس - عن أي حب أتكلم؟!