أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - كريم الزكي - المسلخ البشري معتقل قصر النهاية















المزيد.....

المسلخ البشري معتقل قصر النهاية


كريم الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:24
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


المسلخ البشري معتقل قصر النهاية
قصر النهاية ( قصر الرحاب سابقا والخاص بالعائلة المالكة التي حكمة العراق قبل 14 تموز 1958) حالياّ مجاور معرض بغداد الدولي . افتتح هذا المعتقل بعد انقلاب شباط الأسود سنة 1963 ومن جلاديه البارزين ناظم كزار وعمار علوش ومحسن الشيخ راضي وخالد طبرة وكثير من المجرمين المتمرسين على القتل والتعذيب . استشهد فيه المئات من أبناء شعبنا وقادته الإبطال وبشكل خاص قيادة الحزب الشيوعي العراقي والكثير من كوادره الشجعان من نساء ورجال. تم غلق هذا المذبح البشري يوم 18 تشرين سنة 1963 أي بعد انقلاب عبد السلام عارف على سلطة البعث الأولى الفاشية. و تم نقل الموقوفات والموقوفين الذين بقوا بأعجوبة فيه إلى معسكرات اعتقال جديدة ولم يطلق سراحهم . وهذا عكس حقد النظام الجديد ( نظام عارف )على هؤلاء الضحايا حيث كانت شعارات الانقلاب هي تصفية السجون وإطلاق سراح المعتقلين ضحايا البعث الفاشي أو ما يسمى بالحرس اللاقومي في حينه حسب خطابات عبد السلام عارف .. الخ بقى المعتقلون ويعدون بآلاف في باقي السجون مثل نقرة السلمان والحلة وبعقوبة والرمادي وغيرها يرزحون تحت الاعتقال على الرغم من كونهم ضحايا النظام السابق والحرس القومي الفاشي. الى أن انقلب السحر على الساحر وجاء البعثيين من جديد واستلموا السلطة بالطريقة المعروفة بواسطة المخابرات البريطانية والأمريكية وعملاءهم المكشوفين من أمثال النايف والداوود . وانتهى بهؤلاء الى القتل والإبعاد على يد شركائهم البعثيين وهذا هو حال المافية في كل مكان .. وأطلق سراح السجناء على خلفية الثورة البيضاء التي قادها البكر والبعث في انقلابهم الأسود الجديد في 17 تموز من عام 1968 والتعديل الذي جرى يوم 30 تموز من نفس العام والشهر . في هذه الأيام جرى افتتاح معتقل قصر النهاية من جديد بعد ان صفى لهم الوضع بشكل كامل وبدون منافسة وبرز بالواجهة من جديد اسم المجرم ناظم كزار مديراّ عاماّ للأمن العامة ورئيس جهاز الأمن القومي ( منظمة حنين التي كان يرئسها صدام حسين ) وهذه المنظمة مختصة بالقتل والخطف والاغتيال أبان عهد عبد الرحمن عارف ومن اشهر أعضائها المجرم طه الجزراوي . ومن ابرز الناس الذين قتلهم الجزراوي عز الدين لافي الضابط المشهور من رجالات عارف . افتتح قصر النهاية من جديد ليكون مسلخ حقيقي لمئات العراقيين من جديد وأولهم الشيوعيين نهاية سنة 1968 والذين كانوا يقومون بالاعتقالات وأبرزهم محمد فاضل وزهير وسالم الشكرة وأبو أحلام وصباح ميرزا والكثير من كوادر حزب البعث وجلاديه .. المتتبع لوضع المعتقل من سنة 1969 إلى نهاية سنة1970 كانت هناك دورات لكل كوادر البعث ومن جميع المحافظات يجري تعليمهم كيفية التعذيب والقتل في قصر النهاية . حتى صدام كان يزور قصر النهاية وبفترات قريبة للإشراف بنفسه على طرق التعذيب والقتل ورمي الضحايا بالتيزاب ومثرمة اللحم والتي استوردوها خصيصاّ من جمهورية ألمانيا الغربية في حينها لهذا الغرض , الذي جرى في هذا المعتقل اعتقلوا تقريبا جميع قيادات وكوادر القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وجرى إعدامهم جميعا عدى عزيز الحاج وبعض القيادات والذين لا يتجاوز عددهم بضعة أشخاص من الذين عفى عنهم ناظم كزار . وهناك مجموعة تم إعدامها وتم تصوريهم في الصحافة البيروتية (مجلة الصياد ) إما قواعد الحزب من المعتقلين فألقوا جميعا في أحواض التيزاب أو مثرمة اللحم أو وضعوا في أكياس ورميت أجسادهم في نهر دجلة أو قناة نهر الخر والذي يصب في دجلة . أن الذي جرى على الشيوعيين يفوق من حيث البشاعة عن ما جرى في الحرب العالمية الثانية وفي معتقلات النازية الهتلرية . وكشاهد عيان في هذه الفترة كان في قصر النهاية تقريباّ كل رجال حكومة عبد الرحمن عارف . ومنهم طاهر يحيى طيب الذكر هذا الرجل المسكين كانوا يشبعونه ضربا يومياّ وكانت زنزانته أمام الزنزانة التي كنت فيها ,وهذه الزنزانات تم بنائها تحت مدرج التنس في قصر الرحاب , هذا المدرج أو الملعب كانت العائلة المالكة تمارس الرياضة ولعبة التنس فيه . عبد العزيز العقيلي . ضابط لامع من ضباط الجيش العراقي وكان معنا في سرداب القصر المظلم والذي فيه تتساقط مياه المجاري العفنة فوق رؤوسنا . في كل هذه الظروف كنا نحاور العقيلي ونجادله لأنه اصدر أوامر مشدده بحق العسكريين الفارين من الخدمة . وأكثر الأشخاص كان ينتقده الرفيق الشهيد شعبان كريم وكان ينتقده والرجل برحابة صدر كان يتقبل النقد . العقيلي مارسوا معاه اشد أنواع التعذيب , ويتركوه للراحة بضعة أيام ومن ثم يعودون على تعذيبه وفتح جروحه من جديد كان مثال للرجولة والبطولة ولم يستطيعوا إكراهه على الاعتراف أو ما يملونه عليه من اعترافات . إما إبراهيم فيصل الأنصاري كان قبل أيام من اعتقاله رئيساّ لأركان الجيش العراقي هذا الرجل أنهار بعد دخوله الى السرداب بعدة دقائق وأخذ ينادي على الحراس , وجاء شخص يسمونه الرائد وهذا مختص بشبكات التجسس حيث جرى حديث بينهم وأخرجوه من السرداب ولم أراه بعد ذلك . في معتقل القصر توجد عدة مواقف للمعتقلين منها غرف القصور وقاعات مبنية جديدة ومدرج التنس المذكور أعلاه , والذين رأيتهم في سنة 1969 وسنة 1970 . على ما أذكر الأسماء البارزة 1- عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء سابق 2- شاكر محمود شكري وزير دفاع سابق 3- شقيق شاكر محمود شكري 4- همام ألمراني *شيوعي* من الصابئة 5- سامي أحمد أبو وميض *شيوعي *6 – حاتم سجان *شيوعي* 7- محمد كريم *شيوعي* 8- فائق الياس *شيوعي* 9- صالح العسكري *شيوعي *10- عزيز الحاج -11 الرفيق غازي أنطوان * شيوعي*– 12*كريم جبار *-13الشهيد عزيز فعل ضمد ( مناضل فلاحي شيوعي ) 14- صباح الياس *شيوعي* . والمئات من كوادر وقواعد القيادة المركزية .
والعشرات من الطائفة اليهودية العراقية وأبرزهم التاجر إبراهيم شاشا وولده الذي تم اغتصابه أمام أنضار والده من قبل جلاديه من البعثيين وقتلوه و رموا جثته من الطابق العلوي للقصر . والذين كانت تهمهم تجسس جميعهم تم إعدامهم وفيهم الكثير من الطبقات الكادحة وأبرياء ولا يعرفون شيئا عن سبب اعتقالهم . على أنقاض قصر النهاية بنو اكبر مجمع للمخابرات في العراق والشرق الأوسط وفي المخابرات ذاق العراقيين كل أصناف الموت , أنها أبشع وأقذر معتقلات العراق الصدامي .. انتهى قصر النهاية الى غير رجعة وكذلك مقر المخابرات العامة.... الملاحظ أن العراقيين تحملوا كم هائل من عذابات قوى الأجرام والقتل وكانوا مشروع للشهادة بمختلف أطيافهم الوطنية والإثنية ,



#كريم_الزكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول مظاهرة جماهيرية تخرج في بغداد بعد سقوط الدكتاتورية في 14 ...
- الشيوعيين العراقيين هم قادة انتفاضة معسكر الرشيد في 3/تموز/1 ...
- اربعبن يوماّ على رحيل الشيوعي وأبن نينوى البار مثنى محمد لطي ...
- الامبريالية الامريكية وأدواتها الاجرامية
- شلت ايادي الغدر والخيانة استشهاد الشيوعي والإنسان مثنى محمد ...
- الحركة اليسارية والعمالية العراقية بعد انقلاب شباط الفاشي 19 ...
- بمناسبة 31 اذار عيد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- 2 سياسة البنك الدولي الموت والفقر والمجاعة للشعب العراقي
- سياسة البنك الدولي الموت والفقر والمجاعة للشعب العراقي
- حول مقالة الاخ العزيز حسقيل قوجمان .المصالحة الطبقية ظاهرة ت ...
- مارس اذار وفرق الموت
- اي مقاومة نحتاج لطرد المحتلين وعملائهم
- نجوم ساطعة في سماء بغداد
- العراق ضحية الادمان الامبريالي للبترول والمخدرات
- سرقة نفط العراق بحث قدم في مؤتمر لندن 26/6/2005
- اللينينية ماركسية عصر الامبريالية
- منظمات المجتمع المدني


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - كريم الزكي - المسلخ البشري معتقل قصر النهاية