|
حكومة العراق في تموز اليوم وتموز بعد 1958
شمخي الجابري
الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 10:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تزايدت تدخلات المسؤولين من قوى التحالف في العراق بعد أن علت صيحات العالم لأيقاف نزيف الدم الذي أرتفعت نسبته بعد أن مضى على تبديل الحكومة أكثرمن عام والمتعارف لكل عام حكومة ، أربعة حكومات لاربعة سنوات بعد التغير ولكن التدخل بشكل مباشر لتتبع عثرات الحكومة وكشف نواقصها واظهار عوراتها وتحديد وقت زمني لها هذه ظاهرة جديدة من التحدي لمتابعتها حين دب التأكل لنخرها والتكشير في أشكالاتها ومع أهتمامها بتطبيق الاشكال الجاهزة والتجارب الفانتيزية المسلفنه التي فرضت لممارستها والتي أعطت نتيجة عكسية والساحة العراقية ليست المختبر الاول حيث لم تكن الاجواءمؤهلة لتلقف ومواصلة تجربة وألية سلطوية تساهم بأيصال الاغلبية الى السلطة عبر صناديق الاقتراع فالتشكيلة الحكومية سعت منذ تولي السيد المالكي لتثبيت مبدأ المصالحة الوطنية ، ولكن المؤتمرات الغير مجدية والقاءات لم تؤثر في أنعاش نعش هامد لوضع متردي من أنهيار الخدمات العامة والتي يأتي في صدارتها أنقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وبشكل لايصدق لبلد كان يصدر الكهرباء لدول الجوار، وأختفاء المشتقات النفطية لبقعة تطفوا على بحيرة من النفط ، وكذلك مشكلة توفير الماء وشحته في بلاد وادي الرافدين ، وحماية الطرق في دولة محتلة من قبل دول ذات تقنية عسكرية متطورة غير قادرة على حماية حتى طرقنا الخارجية 0 كما أن الاعلام والتبجح بالأمن والأمان لمنطقة بغداد ومناطق العراق الاخرى حولت الانسان الى أرخص عملة من خلال الانفلات الأمني وأنتشار فرق المافيا وتجار المواد المخدرة وتفشي الفساد الاداري في كل مرافق الدولة وكل هذا جاء نتيجة لاخطاء السياسة الامريكية بتحويل العراق كجبهة واسعة لمحاربة الارهاب مما كلف الشعب العراقي تكاليف باهضة من التمزق والتخلف والتخريب ، كما أن الاخطاء الستراتيجية المتبعة كبدت الحكومة الامريكية خسائر مالية وبشرية فالاحصائيات الاخيرة تؤكد أن القتلى من الجيش الامريكي 3580 قتيل وعدد الجرحى 26350 0فالنهج الامريكي برز منذ التغير في 9 - نيسان - 2003 في تحويل الحكومة العراقية الى ماشة نار تتلقف الارهاب وتتعقبه في المنطقة ، وأعلن السيد جورج دبليو بوش أن العراق هو الميدان الحقيقي لمواجهة الارهاب العالمي ومطاردت معادي الحكومة الامريكية كما ان التشكيلة الحكومية الاولى بعد التغير بنيت على اساس طائفي ونسحبت المحاصصات الطائفية والقومية وحسب النسب السكانية وفي كل المؤسسات الحكومية وشملت حتى المراكز الغير حكومية كالنقابات والاتحادات المهنية وشكلت المحاصصات داخل الكتلة الواحدة وبدل التنافس للكتل السياسية وحتى الكتلة الواحدة ظهر الاحتراب والصراعات الدموية وخاصة الاحزاب ذات المليشيات التي تحاول تهميش كل طرف للطرف الاخروكل فترة تتقاتل أطراف الطائفة الواحدة بشراسة وقسوة بدون أنتصار طرف لان الخاسر هو العراق . وهذا من العوامل التي ساهمت في أضعاف السلطة التي لاحول ولاقوة لها . . .لأظهار الاختلاف بين حكومتين حكمت العراق الفاصل بينهما نصف قرن ، ، الحكومة الأولى . .* نظام حرر العراق من الأستعماروبقيادة نزيهة همها الشعب والاستقرار . * نظام لايعامل المواطن على أساس العرق أو الطائفة او القومية الجميع يحتفض بحقه في المواطنة . * حكومة قامت بأنقاذ الفلاحين من هيمنة الاقطاع وأصدارقانون الاصلاح الزراعي وتمليك الفلاحين الأرض ( الأرض لمن يزرعها ) ودعمت المزارع بالسلف والماكنة الزراعية والاسمدة . * حكومة نادت الى مجتمع متحضر يرسي صوب المدنية مستفيدة من كل الافكار.* حكومة تصدت لتحرير ثرواة باطن الارض من المعاهدات النفطية التعسفية وعدم الخضوع لهيمنة الشركات الاحتكارية .* حكومة فتحت الابواب أمام القوى الوطنية والعلمانية واليسارية وأغلقت الممرات في طريق المتخلفين والبعثيين واعداء الشعب .* سلطة وطنية أنتعشت في ظلها كل منظمات المجتمع المدني حيث نشطت النقابات بعد ثورة 1958 ووصل عددها مايقارب 50 نقابة عمالية طالبت بتحسين الاجور ، وأجواء العمل ، والضمان الاجتماعي 0ونشطت المراكز المهنية والمنظمات الديمقراطية ، واتحادات الجمعيات الفلاحية وأتحادات الطلبة والشباب والنساء كلها منابر تنشد للأستقرار والحرية والأمان والتعايش بين الشعوب .* حكومة أعادت أغلب الكوادر العلمية والعناصر الفنية المهاجرة وقدمت الحوافز لعودتهم للوطن . . وحكومة ثانية تمثلت في . . .* نظام يتغازل مع الاحتلال بل يحتمي به وقوى الاحتلال مربوطة مع النظام على التوالي وهي صاحبة الترشيد . * حكومة عاجزة عن أيقاف الهجرة الى خارج الوطن والتي شملت القوى المثقفة ورؤوس الاموال ومن مختلف أطياف المجتمع 0 * حكومة مبنية على أساس المحاصصات الحزبية والطائفية والقومية وحتى الطائفة الواحدة منقسمة في تمثيلها . * حكومة تقوم بتوزيع الاسلحة على العشائر وتقرب رؤساء العشائر والاقطاع كي ينتكس الفلاح الفقيرويعامل بالقسوة والضغط وأخرها تتقاتل العشائر فيما بينها . * حكومة تقوم بتشتيت وتبذيرثروات باطن الارض بعد أن قدمت مشروع قانون النفط والغاز لاشراك المصالح الاحتكارية في الاستخراج والتسويق والاستثمار . * حكومة ضيقت كل الممرات أمام القوى الليبرالية واليسارية والديمقراطية وأعطت العنان للبعثيين والصداميين والمتخلفيين وفق المحاصصة في سلك الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة المختلفة . * أفرازات السلطة والتقسيم أنعكست على كل منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات وتحولت المنظمات المهنية والديمقراطية الى منظمات حزبية . * حكومة تحركها مليشياتها ، تتباعد وتتقارب كتلها تبعا لحدت الصراعات الدموية . * ضعف القضاء مما شجع في أنتشار فرق الارهاب الظاهر منها والمتستر . . . وفي تقديري لأصلاح الوضع الحالي يجب ملاحظة . . + الحكومة لاتستطيع تغيير الوضع بمعزل عن تعاون الاحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني فالحكومة بحاجة الى ثورة داخلية تبدل التناحر والاحتراب بين الكتل السياسية وتستفيد من القوى الديمقراطية وتتوجه للاصلاح والتغير فبدل أن تكون حكومة ضعيفة مثقلة بالمشاكل تبحث عن حلول أن تكون قوية مستقرة . + متابعة القوى العسكرية والامنية لعدم ضبط الخروقات والانفلات الأمني وتشخيص الصداميين والبعثيين وفاقدي الكفاءة المهنية وثغرات الفساد الاداري ، كما يجب تقديم المحفزات للمخلصين والمواليين للوطن . + جدولة أنسحاب قوى الاحتلال وأعادة السيادة الوطنية كاملة ، وتحرير الانسان العراقي وبناء دولة المؤسسات الديمقراطية رغم أيماننا بأن ليس هناك أحتلال دائم بل مصالح دائمية . + العمل الجاد والصادق لحل كافة المليشيات مع تفعيل دور القضاء لتصفيةالخارجين على القانون بحزم مع الايمان بمبدأ التسامح . + العمل على تسخير الاعلام لنبذ كل أشكال الطائفية والتمييز العرقي والمذهبي والتأكيد على أن الجميع شركاء في الوطن وتفكيك حلقات سلسلة التحالفات الطائفية والمذهبية وان يتم الاتفاق على اساس وحدة الوطن مع الاهتمام بحرمت الانسان وخصوصا الكادحين والمهمشين . + قطع شرايين الارهاب من خلال نسف أتصالاتها الخارجيه والمحليه ومراقبة بوابات دول الجوار والتحري عن البعثيين الصداميين العصب الخبيث لانعاش الارهاب في العراق والساعي لنسف العملية السياسية الدستورية ، لذا يتوجب على الحكومة أجهاض العمليات الارهابية وأقامة المرونة والتفاهم الفكري مع الكتل السياسية وترويج علاقات التعايش والسلام
#شمخي_الجابري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رؤى حول حركة اليسار الديموقراطي العراقي وتصورات للتحالف
-
حدد عدوك ياشعب
-
أنتكاسة سلطة وتراجع مجتمع؟ أم ممارسة
-
هجرت شعب و حتى الطيورمهاجرة
-
واحد أيار وتأملات لتجمع واحد
-
أجتثاث الارهاب المعلن والمتستر
-
الديمقراطية والحرية والعراق الجديد
-
الذي لم يخربه الاحتلال والأرهاب تدمره الحكومة
-
هياكل مهنية وهجرة طائفية ومهام نقابية
...
-
افتتاح مقرحركة اليسار الديموقراطي العراقي ( حيد ) – فرع المث
...
-
متى تلتقي قوى اليسار العراقي كي تتحد
-
حقائق تبين العراق أضحى لبنان أم بيروت أمست بغداد
-
رمي الجمرات ام تبادل القبلات والمأزق العراقي
-
لمحات حول حركة اليسار الديموقراطي العراقي وعلى بيان أنبثاقها
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|