أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - رمي الجمرات ام تبادل القبلات والمأزق العراقي















المزيد.....

رمي الجمرات ام تبادل القبلات والمأزق العراقي


شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 1785 - 2007 / 1 / 4 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مارست بعض المجتمعات أعراف وطقوس دينية في العصور القديمة وفي مرحلة التأريخ الوسيط الى يومنا هذا رماية الجمرات فهي ترمز لتزكية النفس وأزالة خطايا الذنوب من خلال رشق الحصى على شخوص أو محوطة بأعتبارها شيطان ،أي صاحب الكوارث البشرية ومحرك البراكين والطوفان كخارج عن الطاعة وأصبح هذا المفهوم في التاريخ المعاصر أن الشيطان هو الذي يوسوس لتخريب الأخلاق فيميت صفاء القلب لينفث السموم في المجتمع فيغرس الاحقاد ليروج الى التفرقة القومية والمذهبية لقتل البشر، كشائعي الرعب والقهر فمصمم الفتن لضخ نزيف الدم ومهيج الحروب لأذلال الشعوب، حتى أطلقت بعض التسميات على الدول ألامبريالية بأنها أستكبار وأمريكا هي الشيطان الاكبر فالمفهوم حول رمي الجمرات على الشياطين وخاصة الاكبر منهم لم يكن أستحباب بل واجبا لان أمريكا شاعلة الحروب قاتلة البشر0 والرماية في المأزق العراقي تاتي في حقائق ، الاولى : أن زيارة المسؤولين المتواصلة الى الولايات المتحدة الامريكية ومن أستأنس عند السيد توني بلير وألتقى مع السيدة كوندوليزارايس لم يرمواالجمرات بل تبادلوا القبلات وأثبت العكس أنهم حين يلتقون مع الشياطين تدخل العراق أشباح ملغومة دون ترانسيت من دول الجوار لترمي الجمرات على الشعب وخاصة الاحياء الفقيرة والاسواق والمناطق الشعبية ( فالحجارة الكبيرة تأتي من الجار القريب) وهذا أفرز المرحلة الصعبة التي يمر فيها العراق حيث بات كل المجتمع يعيش في دوامة من التفكير حول هذا الانحدار في مستوى المسار العام للمجتمع أضافة الى الوضع المأساوي الذي تمر فيه البلاد من حالة ألاأمن ولاأمان وضعف الخدمات العامة وتفشي البطالة وتراكم الأزمات وظاهرة التفنن بألية العنف وأدواة الارهاب التي تتغير من منطقة الى اخرى وبأشكال عديدة وأبتكارات جديدة شرعت في نصب السيطرات لاختطاف الاشخاص وتفخيخ السيارات الى أستخدام العبواة الى المواجهات المباشرة والتحدي وأستخدام الهاونات وطرق مختلفة من سيناريو الارهاب لضرب المؤسسات وخرق القانون حتى سيطرة الرايات الطائفية على مناطق كاملة والجماهير تطوف بالعلل بعد أنتشار العصابات المتوحشة والتي تحاول تحريك أكثر المشاعر والاحاسيس المعادية للأنسانية من سموم الحقد والكراهية بتخطيط القوى الاستبدادية المندفعةالى مصادرة الثرواة الوطنية وهيمنة نفوذها على المنطقة 0 أما الحقيقة الثانية في رماية الحجارة هي أسلوب لحالة طبقية مارستها الطبقات الكادحة المسحوقة للمطالبة بحقوقها في مواقف أحتجاجية لمناطق وشعوب مختلفة رشقت الحجارة على رموز الديكتاتورية والأنظمة الاستبدادية ، كما ان الوضع السيئ في العراق جعل الجماهير الكادحة المحرومة تتظاهر حول مطالب حياتية شملت مختلف المحافظات لتواجة رموز السلطة وقوى الاحتلال في تجمعات احتجاجية لنقل رسالتها الى أجنحة التيارات الاستبدادية التي تحاول تهميش الجماهير الغفيرة0 لأن هدف الجماهير ليس فقط أيصال صوتهم بل وقفت للتحدي وللتأكيد لحكومة المحاصصات بأن الجمرات لازالت أقوى من رصاص بنادقهم 0وخاصة بعد أن تعمقت المصاعب الحياتية وأرتفاع أسعار المحروقات فبعد كل تظاهرة يتم أعتقال الناشطين السياسين، كما أن الجماهير التحررية المتفاعلة والمؤمنة بقضيتها دفعت ثمن تظاهرها من تضحيات كبيرة لتبرهن للحكومة أن الوصول للبرلمان ليس الهدف لكن البرلمان هو الوسيلة لتحقيق غاية الجماهير من اجل عراق حر مزدهر يسوده العدل 0 الحقيقة الثالثة هو مانشاهده كل يوم ليس رماية الحجارة بل الرماية بالثغيرة الحية ونشاهد مختلف الاسلحة والتجمعات كلها ترمي الى قتل البشر الذي أصبح أرخص عملة في العراق وهذا يدور في النهار أما عصابات النهب المنظم فحصتهم الليل حتى خفتت صفارات الحراسات الليلية من أرتفاع رصاص البنادق ،فصارالمأزق العراقي كالضلع الأعوج أن تركته ألم وأن سحبته ينكسر وفي أعتقادي لمعالجة هذه الظواهرالفتاكة والامراض المتفشية يتم من خلال : 1- تشكيل لجان تؤمن بالعدل والنزاهة في بغداد والمحافظات لدراسة وضع المتضررين من النظام الدموي السابق وأنصافهم فأذا كان الهدف تغير هذا الواقع فالعوائل المتضرره هي المعنية بهذا التغير0 2- أن تتم المصالحة بين أعضاء البرلمان لتنهي الصراعات وهجر الأحقاد بكل أشكالها حتى انعكس على منظماتهم فالاقتتال والتدميرو تهميش الاخر أصبح حالة يومية ، وأن يعطى أهمية لتفكيك الكتل المبنية على أساس طائفي فيكون التحالف على أساس الأيمان بالولاء للوطن والوئام والديمقراطية والتعايش مع كل الاعراق 0عجبت لكتل تمتلك حقائب وزارية وناشطة في تهديم سور الحكومة وأضعافها فهذا بعيد عن الورع السياسي 0 3- تقوية القضاء والتأكيد على أستقلاليته في توفير الحماية والاهتمام والأستفادة من عامل الزمن كي يلعب الدور البارزبحكمةالمقتدر لتهدئة وأستقرار الحال والابتعاد عن المحاكمات التلفزيونية التي تربك الوضع الداخلي رغم أصدار قرارها بأعدام صدام 0 ففي غياب القضاء أوأضعافه لايمكن أن يهدأ العراق بل أصبح قندهار ثانية فيجب أن يكون دور القضاء رئيسي ليس ثانوي في التصدي لهذه الازمات والارهاب بعد أن: 0- يحضى الاهتمام بعمل قوة قضائية عادلة مقتدرة تمزق وتبيد كتلة الارهاب المنظم يظمنها الدستوركي تنشر العدل لاتخشى لومة لائم 0 0-أصدار العقوبات الشديدة بحق تجار السلاح والمخدرات وضد شبكات التهريب وخاصة مهربي المجرمين والارهابين الى خارج الحدود وبالعكس والتعاون مع الانتربول لاعادة أشح المجرمين للعدالة 0 4-أنهاء شعار الاحتلال لأعتبار العراق جبهة كبيرة لمواجهة الارهاب وفصائل القاعدة وقد أعلن السيدجورج بوش عن تواجد قوى القاعدة والمنظمات الارهابية في أفغانستان وباكستان ودول الجوار فقطع جسورتواصلهم أفضل من المواجهة معهم ، أماأمتصاص قوة الارهاب وأضعافه في العراق كي لايصل أمريكا وأوربا هو أرهاب بل محيطه ، ويناقض أرادة المجتمع الدولي والعرف الانساني لجعل الشعب مختبر لتصفية الارهاب العالمي0 5-التصميم الصادق والعملي لانهاء حالات التسليح الطائفي والحزبي والعشائري وتفكيك المليشيات فهذا يعتمدعلى حسن النوايا لخدمة الوطن وبسط القانون كي يرسي بالعراق الى بر الامان والانسجام ونبذ حالة العنف والدمار 0
6- ينبغي التميز بين التظاهرات الاحتجاجية ومقاومة الاحتلال عن الارهاب حتى أذا أستخدمت فيها رماية الحجارة ،فمتابعت اخراج قوى الاحتلال وظيفة كل الاطراف 0
كما أن الوضع المتأزم في العراق وبأعتقادي سيفرز حالة جديدة لأن الجماهير الكادحة رغم أختلاف مذاهبها وقومياتها ستلتقي ومعهم كل الشرائح الرافضة للارهاب لقطع قنطرة الداء العسير، فترابط الجماهير نتيجة لفشل لغة القوة العسكرية التي لاتحسم ولاتغير الاختلافات بين الاطراف الطائفية والحزبية المتصارعة على السلطة فعمقت الرزايا ، فينبغي على قرين الكادحين وربيع الصامدين اليسار العراقي ان يعزز وجوده داخل الساحة كي يلعب الدور الفعال في موازين القوى لان عمليةالتغيرفي 4-9-2006سحبت الستار عن تركة ثقيلة من مخلفات النظام الدموي السابق وهو تخلف الوعي وتدني الرؤيا السياسية وضعف التشخيص عند جمهرة واسعة دفعها الى عدم الدقة في تحديد البديل الوطني ليشغل الفراغ للخلاص من المحتلين والتكفيريين الصداميين 0



#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات حول حركة اليسار الديموقراطي العراقي وعلى بيان أنبثاقها


المزيد.....




- ترامب وبوتين يغادران ألاسكا بعد قمة جمعتهما وترامب يؤكد عدم ...
- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - رمي الجمرات ام تبادل القبلات والمأزق العراقي