أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمياي عبد المجيد - أطباء أم جزارين ؟!














المزيد.....

أطباء أم جزارين ؟!


أمياي عبد المجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1968 - 2007 / 7 / 6 - 08:06
المحور: حقوق الانسان
    


" واش هدا سبيطار وألا باطوار ؟!! " تساءل طرحه أحد أفراد عائلة الحمداوي هذه الأخيرة التي تلقت فاجعة موت رب العائلة أحمد الحمداوي بصدمة كبيرة منذ أيام بمستشفى الفارابي بمدينة وجدة . تقاسيم شفيق ابن الهالك تنم على غضب شديد ، هاجت عيناه وغر ورقتا بعدما علم أن والده مات في أحد مستشفيات العهد الجديد وما أدراكما العهد الجديد .
مستشفى الفارابي بمدينة وجدة استقبل ولد شفيق بعدما أصيب بارتفاع في الضغط ، وكما هو معلوم فمستشفيات بلادنا السعيدة لا تكل في إسعاد المتقاطرين عليها من المرضى إلى درجة أن بعضها أصبح يسليهم بتنقيلهم من قسم إلى أخر كما حدث مع احمد الحمداوي ، فهو الذي تم استقباله في قسم المستعجلات ثم منه إلى قسم الجهاز العصبي إلى أن يلفظ أنفاسه في قسم الإنعاش .
دخل الهالك ليعالج من ارتفاع في الضغط لتضاف إلى معاناته فجأة جرحين آخرين، وكان الجن لعبت بجسمه وصبت جم غضبها على هذا المواطن. جرح على مستوى الرأس وأخر في الظهر ، من شاهد صوره يخيل له انه أن لم تكن العفاريت هي من لعبت به ( وهذا مستبعد ) فان جسم هذا المواطن قد نكل به من طرف مجهول ، وعندما تساءل ابن الضحية عن مصدر هذه الجروح لم يجد جوابا شافيا على الأقل يشفي غليله الذي يرتفع مع كل يوم ينضاف إلى معاناة الوالد ، لكن كما هو معتاد وواضح لذوي التجارب السابقة بالخصوص فمن البديهي ان نجد جوابا نشفي غليل الابن ونقول له : انه الإهمال يا عزيزي فلا تحزن ، فكم من " مزلوط" استشهد على طريقة والدك، وكم من شهيد سيلتحق به .
ليس أحمد الحمداوي أول ضحايا الإهمال الطبي ولا أخرها فمنذ ثلاثة أيام فقط أعلن على وفاة رجلان مسنان في مستشفى ابن سينا بذات السبب ، في حين أن وزارة الصحة التي يحمل حقيبتها الوزير بيد الله تتشدق في كل المناسبات بما تسميه جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والرعاية الصحية" الديمقراطية" ،وفي الحقيقة من يستمع إلى مثل هذه المغالطات المشحونة بجرعات زائدة من الشجاعة ( المفضوحة طبعا) توحي بان المغرب البلد الذي يتوفر على أعت أجهزة الصحة فعالية وأقواها على الإطلاق ، في حين أن الواقع يشي بان الصحة فعلا بيد الله والله يحفظ" خوتنا" المغاربة .
عندما كنا نسمع بعمليات السرقة والسطو على عضو من أعضاء جسم شخص ما في بلد أسيوي كالهند مثلا كنا نعتبر الأمر ضربا من الخيال ، ولكن بعدما وصلتنا حمم الظاهرة بتنا على يقين أن مستشفيات مملكتنا التي تهمل ولا تمهل مرضاها لهي ليست ببعيدة عن مثل هذه العمليات القذرة ، وما نسمي هذا الذي يحدث غير إهدار لكرامة المواطن .
إن تكرار جرائم الإهمال وسرقة الأعضاء ثم إعادة بيعها لأشخاص محتاجين لها لأمر يطرح بحدة أسئلة عميقة عن أخلاقيات مهنة الطب في المملكة الشريفة ،ويجب التذكير وتنبيه النبهان أن في معرض حديثي هذا ليس هناك من تعميم ولا تجريح بالأطباء الشرفاء بقدر ما أتوجه إلى تلك الفئة الجشعة والعديمة الضمير " والي فيه الفز يقفز ". إن عتبنا يشمل أيضا وزارة الصحة باعتبارها المسئولة على تنظيم قطاعها الحيوي ، وكما هو متبين فهذه الوزارة لا تلعب دورها كما يجب خالقة بذلك جو من" السيبة" في مستشفيات البلد غير أبهة بما سيترتب عن هذه الأعمال الشنيعة من أضرار جسدية تؤدي إلى الموت في اغلب الأحيان وأخرى مادية ومعنوية ،ولا أخفيكم سرا أني اعرف عائلات كثيرة فضلت أن تدفن ضحاياها في صمت ، بعدما نهشها المرض بعيدا عن تلويث جثثها بالات طبية لم يعد المغاربة يثقون في بعض مستعمليها . ولهؤلاء أقول لهم ما قاله كشاجم في الطبيب عيسى بن نوح النصراني بعدما استفحلت وفيات المرضى على يده :
عيسى الطبيب ترفّق...فأنت طوفان نوح
يأبى علاجـــك إلا ... فراق جسم لروح
شتّان ما بين عيسى...وبين عيسى المسيح
هذاك محي لميت ... وذا مميت صحيح
* كاتب ومحرر بجريدة الراي الحر




#أمياي_عبد_المجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوذة التلفزيونية
- حوار مع الفنان محمد عزام أبو العز
- نقد الاستبداد وتحرير الفكر السياسي العربي
- الشباب والحقيقة الدينية
- الفن وبناء الشخصية
- المرآة العراقية وأهمية البناء المستمر
- محاربة الفقر : تجربة بنك جرامين
- أزمة القراءة في الوطن العربي
- هجرة العمالة وتأثير العولمة
- السودان والمحكمة الجنائية الدولية
- الحرب على الإرهاب أو الانفراد المطلق بالقوة
- الإصلاح العابر للقارات !!
- إيران النووية في مواجهة الضغوط الخارجية
- القذافي ودولة الطّز
- خرافة العالم المسطح.
- الأمن في العراق : أزمة الأزمات
- YouTube ثورة الفيديو على شبكة الانترنت
- رحلة البحث عن رجل السلام.
- الإخوان المسلمين : مسمار جحا اللعين .
- أمريكا وإستراتجية الانسحاب من العراق


المزيد.....




- -شائن- و-ليس مفيدًا-.. انتقادات أمريكية وبريطانية لطلب اعتقا ...
- ردود -إسرائيلية- غاضبة تجاه التحرك الدولي لاعتقال نتنياهو وغ ...
- إسرائيل تهاجم المحكمة الجنائية.. ما عواقب مذكرات الاعتقال ال ...
- بايدن يعلق على مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
- سفير مصر السابق لدى إسرائيل: قرار المحكمة الجنائية الدولية ض ...
- أول تعليق من نتنياهو على طلب إصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- رئيس المكتب الإعلامي في غزة: إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ...
- بلجيكا: المحكمة الجنائية الدولية تتخذ خطوة مهمة للتحقيق في و ...
- عضو بالكنيست: سعي المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعت ...
- الخارجية الإسرائيلية تتخذ إجراءات لمواجهة طلب الجنائية الدول ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أمياي عبد المجيد - أطباء أم جزارين ؟!