أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - إلى أن تطل عيون المطر.














المزيد.....

إلى أن تطل عيون المطر.


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 10:04
المحور: الادب والفن
    



من أين يأتي طائر السعير؟
يستسلم الموتى القدامى للمصائر ِ ، ظامئين ونهرهم فحم ٌ
وفي الأرحام ِ حفارُ القبور ِ دَليلـُهـا، والغيم ُ يصلـبُها مرارا ً
يا بلادا ً أنجبت أطفالها في الضنك ِ ، فأسلمتهم للرياح ِ بلا سراويلَ
يزحفون على الحوائط ِ كالصراصير النحيلة ِ ، أو كنمل ٍ يلتقي في
الصيف أحيانا ً ، ويهلك في طوابير الشتاء .

** ** **

من أين يأتي طائر السعير ، السيل ُ يكتشف اختبائي في دخان لفافة ٍ
غمغمتُ : يا هذا
العقاب عرفته ُ ، فالذنب ُ ماذا ؟
قال : لا ذنبا ً هناك وإنما عصف ٌ أسامِـرُه ُ ، وقصف ٌ في الحشا
متكرر ٌ ، ولعله ُ العشواء ُ في لغةِ الورى

** ** **

من أين يأتي طائر السعير
والبحر ُ يرمي في دمائي شصَّهُ اليَوْميَّ والأعشاب ُ تتبَعُني
وترفع بالتقارير الدقيقة ِ كل واردة ٍ، وشاردة ٍ إليه ِ
ورمل القاع ٍ يهرب ُ من زنازنهِ إلى زنزانة ٍ تـُفضي إليه ِ
قلت ُ: كيف َ،
فقال : هل من وجهة ٍ أخرى؟

** ** **

هبطتْ من الأصقاع ِ بالشُهُبِ
فتخاءُ عنقا مغربٍ لـَجـِب ِ
فـَرمَتْ على صدري الفراشات ِ الأراملَ واليمامات ِ التي باتت بلا أفراخها
هل ذاك ريش ٌ أم ركامُ العوسج ِ المغروز ِ في اللحم ِ ؟ أفريقيا تنوح ُ
وراءَ قافلةِ النخاسةٍ ، بينما شيخي بمسلك علـّةِ الإجماع ِ ينتظر الذين
سيغسلون يديه والقدمين
وأنا أصب المِـسْك َ في نعل "المُقيس "ِ وفي جواربهِ
حتى انقسمت اثنين
فواحدٌ هو للغياب ِ من الولادة ٍ للوفاة ٍ فلا يُحِسُّ الكارثة
وواحدٌ يلقى بيقظته المسوخ َ بكل منعطف ٍ تقهقه ُ ، والأحبة ٌ يحملون
متاعهم باكين من هول الفراق

** ** **

تلك الرائحة ُ القادمة ُ من الصحراء
أتنشـّـقها طوعاً أو كرها ً
فتحط ُ على رئتيّ وطاويط ُ التضعيف الصوتيِّ، وغوريلاتُ المنع ِ
بأيديها الأسياف ُ ، وصحف ٌ برقشها بالمقت ِ الأسلاف ُ
وبقـَّعها بالزيت ِ الأخلاف ُ
تماشيها في المحتفلاتٍ قرود ٌ تتبادل غائِطـَها ، وتماسيح ُ مُجَـنـَّحة ٌ
تتلاسنُ، وسنانيرُ تعضُّ على درجات ِ هياكلها العظمية ٍ ،
لاعقة ً أورجازمَ اللحظات ِ الزائلة ِ الخرقاء

** ** **



كل صباح
تنسحب الشمس ُ إلى غرفتنا الورقية
تتمددُ منهكة ً فوق أريكةِ أحزاني
فأقوم إليها بقوارير المِلح ِ وخبرات ِ هزائمنا محتشدا
أسكب في أذنيها قطرات ٍ من علم ٍ لا ينفع
حتى يبلعنا في بَرنـَامَجِه ِ الشَرَكُ المعتاد
مبتكراً -كالمعتادِ- فرائسه الجُـددا

** ** **

يُحلـِّـق ُ
لا تسألي كيف جاء
ولا تسألي عن بلاد ٍ تفتـِّح ُ أبوابها للسعير
وتـُـلقِي على الشِـعر ِ بالمنجنيق ِ الحجر
ولكنْ.. سلي عن بهائك ِ
أنت ِ التي وُلدَت في الأعاصير ِ ، فوق جبال البراءة ٍ ، موّارَة ً
برحيق الخطر
... ... ...
... ... ...
فمالك لا تـُطلقين القصائد َ سهماً فسهما ً
إلى أن تُطل من الصخر ِ يوما ً
عيون ُ المطر



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصولية تلتهم الحداثة
- رفع الالتباس بقراءة ميثاق حماس
- ساعات بين الكتب
- احسان عبد القدوس وشمس اللبرالية الغاربة
- التراث المجهول
- حوارات مهدي بندق – 7 - مع أدونيس
- في رماد المحو
- استقالة من ديوان العرب
- مواسم الجفاف
- حوارات مهدي بندق - 6 - مع قطب اليسار أبو العز الحريري
- حوارات مهدى بندق - 5 - مع الدكتور مجدى يوسف
- حوارات مهدى بندق -4 -مع الناقد د.صلاح فضل - القسم الثاني
- حوارات مهدى بندق - 3 - مع الناقد الأدبىّ د. صلاح فضل
- حوارات مهدى بندق -2 - مع السيد ياسين
- والدولة أيضاً محاصرة في مصر
- حوارات مهدي بندق - 1 - مع جابر عصفور
- البلطة والسنبلة -5- المصريون واشارات الخروج من الحصار
- ريا وسكينة بين صلاح عيسى وميشيل فوكوه
- البرهان الثقافي على المسألة الإقتصادية
- قصيدة أُقَلِّبُ الإسكندرية على أجنابها


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - إلى أن تطل عيون المطر.