توضيحات بصدد ما يشاع حول اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق

فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:20
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

ترددت في الايام الاخيرة شاعات عن " انشقاق" اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق، واعلان مجموعة زعامتها على الاتحاد، ثم تردد قيام " توحيد" لاربع اتحادات عمالية، ونشرت الاخبار على سايت الحوار المتمدن، وعلى موقع اخر او اكثر ، وقد اصدرنا بلاغا مختصرا وجهناه الى عدد من الاتحادات العمالية والمراكز النقابية في العالم، لتفادي التشوش الذي قد تسببه اوضاع مثل هذي، وفي الحقيقة نحن في اتحاد المجالس والنقابات العمالية منهمكون منذ ايام في الحملة العالمية ضد مشروع قانون النفط، وفي الاعداد للاعتصام الشامل لعمال القطاع الصناعي، فضلا عن الاعداد للمؤتمر الثالث للاتحاد، مما جعلنا نتباطأ قليلا في الرد باعتبار ان هناك مهام عاجلة تواجة الاتحاد وعموم الحركة، ولكن الامر اتسع بعض الشيء كما ان البعض تمادى في توسيع الموضوع، رغم انه ما زال الى الان مثار استهجاننا واستغرابنا، باعتباره لا اساس له، وانه قد جرى من قبل مجموعة نقابية خارج اتحاد المجالس والنقابات العمالية. فنحن نرى انه اصبح لزاما توضيح بعض الامور التي تخص ملابسات ما وقع وتم تداوله، وساعود في وقت لاحق للكتابة عن الموضوع في ظل مسارات الحركة العمالية ، والتنظيم النقابي في الاوضاع الراهنة.
قبل نحو عام او اكثراعلنت مجموعة عن تاسيس اتحاد عمالي، مقره في مؤتمر حرية العراق، ثم اعلنوا عن مؤتمر قبل حوالي 6 اشهر من الان، بينهم ممن تركوا اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق، سواء
بتقديم استقالة تحريرية ، ومنهم من اكتفى بالاستقالة الشفهية. وقد اعلنوا عن تاسيس اتحاد ، اطلق عليه الاتحاد العام للعمال في العراق.
وقد وجهت لنا رسالة من رئيس الاتحاد بعد مؤتمره الاول تدعو الى الاندماج، وقبل ان نجيب على الرسالة تبين ان من راسلنا لم يكن الرئيس، وان رئيس الاتحاد هو شخص اخر، وبعد اسابيع قام من ادعى رئاسة الاتحاد، "بتاسيس" "اتحاد"ه هو ثم قام بعد فترة وجيزة "بتاسيس" اتحاد اخر وتحت اسم قريب من الاتحاد الاول، بحيث اصبح الاتصال مع اي من الاطراف غير واضح وغير مفهوم.
ثم حصل ان التحضير للمؤتمر الثالث لاتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق قد ابتدأ، حيث ان نقابات عامة قد انضمت بكل تنظيماتها وهيئاتها الى الاتحاد،وهي مسجلة في الاتحادات الدولية والاقليمية كما تم فتح فروع جديدة للاتحاد في عدة محافظات، كربلاء، العمارة، الناصرية، وجرت انتخابات تكميلية بسبب توسع بنية الاتحاد، فقد وجهنا الدعوات حتى للكوادر الذين تغيبوا عن الاتحاد لفترات، الى اعداد لجانهم والتهيؤ الى عقد المؤتمر.
وفجاة اعلن فالح مكطوف، المستقيل من الاتحاد، والذي يشغل موقع ممثل قانوني للاتحاد العام للعمال المشار اليه، اعلن نفسه رئيسا لاتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق، في بيان قام بتعميمه ونشره، وقد وجهنا في حينه، وكما ذكرنا بلاغا باعتبار ما اعلن هو عمل خارج اطار الاتحاد، وان من قام به هم مجموعة انهت صلتها بالاتحاد واسست تجمعها الخاص بها واعلنت عن تشكيلته وقيادته. وبالتالي فان لاصلة لها باتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق وان ماصدر عنها لا يمت لنا بصلة.
ولنصل الى فحوى وجوهر الموضوع، لقد اعلن للعالم وعبر اكثر من قناة على دمج اربع " اتحادات" في اتحاد واحد في مؤتمر لهذا الغرض، منتحلة اسم اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق. واعلن عن مجموعة اسماء اعتبروا المترشحين لقيادة الاتحاد، وباستثناء اثنين من الاسماء فان كل المترشحين كانوا اعضاء في اتحاد المجالس والنقابات العمالية، فعن اي اربع اتحادات يتحدث البيان؟؟!! من هي هذه الاتحادات؟ كيف ترشح هؤلاء لقيادة الاتحادات، ما هي النقابات المكونة لهذه الاتحادات الاربعة؟ كم تضم هذه الاتحادات الاربعة من اعضاء؟ كيف كانت نسبة تمثيل العضوية في الانتخابات؟ كم مندوبا ضم هذا المؤتمر؟ والاهم من كل هذا ما هو الدليل على انعقاد مؤتمر؟
وحين كنا منهمكين في الحركة الاحتجاجية لعمال القطاع الصناعي التي ابتدأت منذ 2 نيسان، لم نلمس اي وجود فعلي لهذه" الاتحادات".
لقد تحدث البيان عن ضرورة وحدة الطبقة العاملة، نعم ان وحدة الطبقة العاملة مطلب جوهري واساسي لنا، بل هو من الثوابت، وان شعار اتحادنا هو" قوة الطبقة العاملة في وحدتها وتنظيمها".
ولكن، هل الوحدة هي خلق التكتلات واعلان تاسيس اتحادات صورية؟ هل الوحدة هي التشهير بمنظمة عمالية على انها انحلت ثم انتحال اسمها؟ هل الوحدة هي الالتفاف على المنظمة العمالية وتنصيب "زعماء" بشكل كيفي؟ هل الوحدة شعارات براقة تخفي ورائها هدم التنظيمات العمالية؟ حين يصدر الزعيق بصدد الوحدة عن اناس مولعين بتكوين الفرق والتكتلات والانشقاقات فهو كلام لامعنى له بل انه العمل على شق وحدة الحركة العمالية باستخدام تعابير الوحدة، وهذا اخطر كثيرا من عمل الاعداء المكشوفين للطبقة العاملة، والامثلة على هذا النمط من ادعياء الوحدة كثيرة ولها شواهد تاريخية عديدة.
لقد طرحنا في اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق مشروع المؤتمر العمالي العام، والذي دعونا الى عقده ليضم مختلف التشكيلات العمالية والكوادر والقادة والفعالين ليشكل مظلة عامة لمجمل الحركة النقابية في العراق، بحيث تطرح اجندة ومشروع كل منظمة عمالية وتشكل الهيئات القيادية بالانتخاب المباشر من الكوادر والفعالين، وهو مشروع واسع وفيه امكانية عظيمة لتطوير وتقوية الحركة العمالية، وكان الاجدر بمن يدعو الى الوحدة، ان يساهم بهذا المشروع بشكل فعال، بدل خلق كيانات وتجمعات وترك المنظمة العمالية.
صحيح ان تنقية وتقوية صفوف التنظيمات العمالية، سواء الاحزاب او الاتحادات، تمر بمخاض عسير وطويل وتستلزم جهدا ونضالا مريرين، وصحيح ان اعمالا مثل هذي هي شواهد وامثلة على امكانية تواجد جميع اصناف واشكال النقابيين والسياسيين داخل الحركة العمالية، بتصوراتهم ومفاهيمهم التي ينقلونها الى صفوف العمال والمشربة بالتقاليد والسنن التي لا صلة لها بمصالح العمال، بل المخالفة للاهداف والمصالح العامة للعمال، حيث يتم نقلها تحت مختلف الشعارات والتعابير ، وان كشفها والتغلب عليها تقع في صلب مهمات القادة العماليين للحفاظ على بنية المنظمة العمالية، والتمسك بالمصالح الاساسية الطبقية للعمال، وصحيح ان كشف وتطهير صفوف الحركة العمالية هي مهمة متواصلة وعسيرة، وتستلزم التمسك المستميت بخط واضح يعبر عن مصالح الطبقة العاملة، الا ان هذا العمل الذي حصل وتم الترويج له يصيب اقساما من العمال بالتشوش ويتسبب في ضعف التفافهم حول المنظمة العمالية، لان العمال بحاجة الى منظمة منسجمة قوية، تستطيع ان تكون اداة بيدهم لتحقيق اهدافهم ومصالحهم. اي باختصار ان ما حصل يمكن ان يكون له تأثير سيء على قسم من الاوساط العمالية، وانه سيستلزم منا جهدا اضافيا لتبيان تماسك المنظمة وبطلان ما تقوم به هذه الفرقة او تلك، وهو ما حصل بعد قيام نفس المجموعة بتاسيس " اتحادها" قبل عام، حين واجهنا تشوشا في بعض الاوساط العمالية.
لقد كان بامكان المجموعة التي غادرت اتحاد المجالس والنقابات العمالية ان تعمل بصورة ايجابية ضمن اتحادها الذي شكلته ، وتجتذب العمال والفعالين والناشطين الى صفوفها وتوسع تنظيماتها بشكل جدي وفعال. كما كان بامكانها القبول بالمقترحات الايجابية المقدمة من قبل الاتحاد، والتي تقع في صالحهم تماما، بدل القيام باعمال لا يمكن ان تقع في خدمة الطبقة العاملة او اي منظمة عمالية.
كلمة اخيرة
مما لا شك فيه ان بناء منظمة عمالية قوية مقتدرة، هو هدف اساسي لنا ولكل دعاة المساواة والمدافعين عن حقوق الطبقة العاملة. وان التشرذم والتشتت هو اخطر التحديات التي تواجه العمال ليس في العراق فحسب بل على صعيد العالم.
في ما يخص النقابيين الذي اعلنوا عن انفسهم قيادة لاتحاد المجالس والنقابات العمالية، عدا القضايا والتحقيقات العالقة مع بعض منهم، حسب الشكاوى المقدمة ضدهم، والتي يتوجب الوصول الى حسمها، بامكانهم تقديم البرهان على كونهم يعملون على خدمة اهداف ومصالح العمال، بودي ان اعلن لهم وللجميع على ان اتحاد المجالس والنقابات العمالية منظمة للقادة والفعالين، وبامكان الناشطين والفعالين الانخراط والعمل فيها، ولكن ليس من خلال التكتلات والانشقاقات وعقد اجتماعات كيفية وتنصيب القادة وما شاكل، ان التراجع عما قاموا به وسحب رسائلهم وبياناتهم، هو خطوة اولى في طريق عملهم داخل الاتحاد ومساهمتهم البناءة في تقوية وتطوير المنظمة العمالية.

فلاح علوان
رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
25- 6- 2007

#فلاح_علوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات