أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فلاح علوان - رغم المذابح اليومية لا ينسون معاداة الاشتراكية للحظة














المزيد.....

رغم المذابح اليومية لا ينسون معاداة الاشتراكية للحظة


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 12:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في لقاء تلفزيوني مع جبر صولاغ، وزير المالية، وزير الداخلية السابق أوائل تموز يوليو الجاري. تحدث صولاغ فيما تحدث عن السياسة المالية واتجاهات الاقتصاد في العراق.
وقد أورد العبارة التالية التي أحاول ذكرها كما وردت نصاَ " نحن نتجه إلى اقتصاد السوق الحر أما التشريعات والقوانين الحالية فأشم فيها رائحة الاشتراكية ـــ وقد تلفظ كلمة الاشتراكية بتحامل واستنكار شديدين ــــ وأضاف ، الاشتراكية التي تركها أهلها.
لنلاحظ مسألتين في عبارة صولاغ.
الأولى: في أي ظروف وأجواء ذكر الاشتراكية وعبر عن خوفه منها؟ ووسط انهار الدم، إلى أي حد تمثل الاشتراكية تهديدا وخطرا عليه وعلى سلطاته؟!!!
الثانية: أي تشريعات وقوانين تلك التي ذكرته بالاشتراكية وأثارت مخاوفه لدرجة اعترافه بها في تصريح رسمي وهو ممثل السياسة المالية للسلطات الحالية؟
وسط طوفان دموي وحرب طائفية وانفلات امني تام وخراب واسع، ومجتمع على حافة الانزلاق نحو الانهيار التام، وسباق القوى السياسية والمليشيات إلى الاستحواذ على نصيبها من السلطة وسلب إرادة الجماهير، وسط كل هذا لم يشعر صولاغ بخطر انهيار المجتمع، ولم يهتز لمشهد الدم اليومي وجثث الأطفال ونحيب وعويل الأمهات والشيوخ ومشاهد الجثث مقطوعة الرؤوس، ولم يهتز لدوي السيارات المفخخة التي تفتك بالمئات يومياَ، كما لم يرف له جفن لملايين الشباب الباحثين عن فرصة عمل يعني عن لقمة عيش دون جدوى.
لقد اهتز لسماع قرارات وقوانين فيها " رائحة الاشتراكية".
ورغم إن محور الصراع الحالي هو صراع رجعي بين أقطاب يمينية رجعية، وليس محوره الصراع الطبقي بصورة مباشرة والذي يهدد ليس فقط بإزالة سلطات من نوع سلطة صولاغ، بل سيعصف بكل الأساس الذي يقفون عليه، ألا أن صولاغ ــ لسان حال السلطات القائمة في الشؤون المالية ــ لم يخف هرعه من الإحساس بـ "رائحة الاشتراكية". فإلى أي حد يتملك الذعر هؤلاء الساسة لمجرد سماع اسم الاشتراكية!!! فما عساهم فاعلون لو تطورت الحركة الاشتراكية لتصبح التهديد المباشر والبديل المباشر لكل الأوضاع القائمة.؟؟!!
وان ما يلفت النظر في حديث صولاغ هو انه يقول " الاشتراكية تركها أهلها" يقصد ما حصل في أوربا الشرقية من انهيار نظم رأسمالية الدولة، التي كانت تدعى اشتراكية. فإذا كان أهلها
قد تركوها، وطبل الإعلام الغربي وزمر بشكل مسعور لفرض خرافة انهيار الاشتراكية على الرأي العام العالمي، نقول إذا كان صولاغ صادقاَ مع نفسه في اعتبار أن الاشتراكية قد " تركها" أهلها، لماذا يرتعد لمجرد " رائحة" الاشتراكية بحيث غطت رائحتها على عشرات التحديات التي تواجه سلطاته وتواجه تشكيل حكومة أو إقامة كيان دولة.!!!
ولكن ما ذهب إليه ممثل السياسة المالية هو ليس زلة لسان أو حديث عابر، انه أمر في غاية الجدية ويشكل بؤرة القلق السياسي لطبقة كاملة رغم اختلاف أحزابها السياسية وتياراتها وتقاليدها. وهو اعتراف مبكر بان الاشتراكية هي "خطر" قائم وهي تحدي حقيقي أمام إقامة البرجوازية لدولتها، مهما تذابحت فصائلها وممثلوها السياسيون حول المواقع السياسية أو أشكال إدارة المجتمع أو نصيب هذه الكتلة أو تلك من مجمل البناء السياسي الذي سيدير المجتمع وبالتالي يدير الإنتاج والتداول، أي حركة رأس المال.

فهل الاشتراكية اليوم تشكل تحد "مباشر" للسلطات والقوى السائدة؟ وهل القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة في إزالة الظلم الاجتماعي والاستغلال الطبقي قد شكلت حضورها السياسي المستقل باتجاه فرض نفسها كبديل واقعي وفوري للأوضاع الراهنة؟ وإذا لم يشكل البديل الاشتراكي إلى الآن تهديدا فوريا وخطرا يهدد كل الكيان القائم، لماذا التخوف من شبح الاشتراكية بحيث تنسى القوى السياسية حمامات الدم الطائفية وتقسيم المجتمع وتصاب بالذعر من ذكر الاشتراكية؟
إن هذا سيكون مادة لبحث منفصل وموسع.
ما نوع القرارات التي يخشاها صولاغ باعتبار إن فيها رائحة الاشتراكية؟!
لقد عملت السلطات الحالية إلى العمل بموجب قرارات صندوق النقد الدولي التي تنص على رفع الدعم عن الخدمات الأساسية، رفع أسعار المحروقات، إلغاء البطاقة التموينية العمل على خصخصة قطاعات الإنتاج المملوكة من الدولة وبالتالي إن يصبح مئات الآلاف من العمال تحت تهديد البطالة وبالإجمال فرض سياسات الاقتصاد الحر مقابل الاقتصاد الموجه.
وسيكون "حرا" بمعنى تكالب العصابات والقوى السياسية على الإثراء عن طريق النهب والفساد المالي وإعادة توزيع الثروة بين رجال المال والطفيليين الساعين لتكديس الثروات والمضاربين والمقاولين الغشاشين والمختلسين والقتلة والسفاحين ومنظمي الخطف والابتزاز.
أي ليس فقط المال المعجون بدماء الأطفال كما يقول ماركس بل المنقوع بالدم المراق يومياَ.
وكل هذا سيقود إلى الإثراء الفاحش لحفنة من تجار الحروب مقابل الإفقار الشديد للملايين من المجتمع.
ويبدو إن صولاغ وأعوانه يريدون هندسة هذه العملية اللصوصية عبر ما يسمى بسياسة صندوق النقد الدولي والاتجاه نحو اقتصاد السوق الحر.
وان مجرد سماع قرارات وقوانين تبقي على شكل من أشكال تدخل الدولة في تامين الخدمات يصاب بالهلع من" رائحة الاشتراكية"، فما عساه فاعلا إذا واجه البديل الاشتراكي وقد التف حوله ملايين العمال والجماهير الكادحة والتحررية ودعاة المساواة؟!!!
خلاصة ما جاء في كلام صولاغ إن القوى السياسية الممثلة لمصالح البرجوازية، رغم انهماكها في صراعاتها الداخلية ورغم أزماتها وحروبها ألا أنها لا تنسى للحظة " خطر" البديل الاشتراكي عليها.



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الاول من ايار.. يوم العمال العالمي
- رسالة تضامن مع جماهير النيبال
- الحركة العمالية العالمية بحاجة الى مشروع عالمي فوري
- إنهاء الاحتلال والأوضاع المأساوية في العراق مهمتنا نحن العما ...
- ندين اعتداء السلطات المصرية على الناشطين في مصر ندين ونقف بش ...
- نداء الى عمال النفط في البصرة
- نداء حول استمرار خرق الحريات النقابية في العراق
- الأوضاع الراهنة ودور العمال في رسم المصير السياسي للمجتمع
- مؤتمر عمان للنقابات صراع اقطاب
- محاضرة لفلاح علوان رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في ...
- حول نقل السلطة للعراقيين
- توقيع وثيقة احتجاج المنظمات العمالية العالمية إلى منظمة العم ...
- دعوة من لجنة الإعداد لمؤتمر ممثلي المجالس و النقابات في العر ...
- تيارات الاسلام السياسي،مأزق البقاء في المشهد السياسي


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فلاح علوان - رغم المذابح اليومية لا ينسون معاداة الاشتراكية للحظة