أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - النخب العربية لاتراهن على مجتمعاتها














المزيد.....

النخب العربية لاتراهن على مجتمعاتها


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن النخب العربية فاقدة للرهان على مجتمعاتها كما هي الحال اليوم. فقد أجلت هذه النخب ولازالت تؤجل كل ما يتعلق بتحريك الأوضاع الراكدة تحت أقدام النخب والعائلات الحاكمة من أجل تبني مشروع واضح لإخراج الدولة المعاصرة العربية الهشة إخراجها من براثن السلطة ومن فمها أيضا حيث استطاعت أن تبتلع هذه السلطة كل وظائف الدولة وأجهزتها ومغانمها وقدرتها على توزيع الثروة الاجتماعية بطريقة تضمن لها استمرارية الإنتاج السلطوي للمجتمع والدولة معا! لأنه بدون المجتمع والدولة لا تجد هذه السلطة أرضا وبشرا تحكمهم. وهذا الموضوع هو الذي يجعل في ظل أوضاع عالمية وإقليمية وعلى مدار أكثر من ستة عقود من الزمن أن تصبح السلطة هي الدولة وهي المجتمع ( الاستثناء في ذلك كانت منذ البدء دول الخليج ) فالليبرالية الاقتصادية هي التي كانت سائدة ومازالت واعتمدت النخب الخليجية في هذه المصادرة على العائد النفطي. وهذا ما نلمسه الآن في دول الخليج من وجود لنويات مجتمع مدني فعلي، ولا يكفي القول للتدليل على ما نقوله أن الإعلام العربي عموما بات خليجيا فقط لأن الأخوة في الخليج يمتلكون النفط! فهذا سبب غير كاف والدليل أيضا والدامغ: أن القذافي يمتلك موردا لا يقل شأنا بل أكثر مما تملكه بعض دول الخليج ومع ذلك نجد أن علاقة النخب الليبية بالإعلام تكاد تكون شبه معدومة ماعدا دعمها لصحيفة أو أثنتين. والدليل الآخر أن معظم وسائل الإعلام الخليجية هي قطاع خاص وإن كان للسلطات هنالك دورا رئيسيا لكنه ليس كليا كحال الإعلام في سورية وليبيا والعراق صدام سابقا. ولازالت هذه النخب التي وقعت فريسة لبراثن التبادل البيني بين النخب العربية الحاكمة. التبادل البيني في تنميط المجتمعات العربية عموما وفي تبادل المصالح والنفوذ والكراهية في أحيان كثيرة. لنلاحظ مثلا أن النخب في البلاد العربية الكثير منها يراهن على سلطة مثل السلطة السورية لاستمرار مشروع ما يسمى الممانعة للغرب. كما كان الحال من قبل رهانا على صدام حسين. وهذه النخب رغم كل الخراب لم تحاول أن تقوم بمراجعة ذاتية ونقدية لما كانت تحمله من أيديولوجيات. سقط صدام اتجهوا إلى الأسد بعد أن طردنا القذافي شر طردة من ملكوت مشروعه المقاوم والممانع. والآن يتجهون نحو حماس والمقاومة العراقية ـ التي تنضح بالإرهاب وتنضح بأجندات السلطات الإقليمية الأكثر عداءا للإنسان العربي وحقوقه. وما فعلته حماس في معركتها لتحرير فلسطين من الفلسطينين جعل هؤلاء في حالة ارتباك حقيقي. ولكن هنالك جاهزية سياسية وأيديولوجية ونفسية تجعلنا دوما نرمي بأعباءنا على الغرب عموما والأمريكي خصوصا. فلو نظرنا جديا للوحة النخب العربية لوجدناها في غالبيتها تراهن على الخارج! على سبيل المثال النخب السورية كانت تراهن على السوفييت ثم انقسمت حيال هذا الأمر ومنها من كان يراهن على مصر الناصرية، ومنهم من كان يراهن على صدام ومن ثم على المقاومة الفلسطينية: والآن تراهن هذه النخب على المقاومة العراقية والفلسطينية وممانعة السلطة السورية لمشروع الشرق الأوسط الأمريكي. وإذا كانت هنالك بعض النخب التي تراهن على الأمركة ولازالت رغم كل ما حدث فهي تعتمد في قراءتها على أن المجتمعات العربية قد اضمحلت فيها أية روح للمقاومة لهذه السلطات المتغولة: وهذا صحيح ولكن أولويات هذه النخب التي تسمى ليبرالية باتت هي أولويات داخلية: تغيير النخب الحاكمة. وهذه الأولوية صحيحة تماما من وجهة نظري في بعض البلدان في المنطقة. ولكن هذه النخب الضعيفة التواجد لم تستطع في الحقيقة أن تكون على قدر من المسؤولية التي يتطلبها موقفها من قراءة عولمية للتاريخ، والذي لا يعود إلى الخلف وليس مطلوب منها الدفاع عن السلوك الأمريكي في السراء والضراء. والمثال الأكثر سطوعا الآن ما يجري في لبنان:
إن مطلب الأكثرية واضح هو الاستقلال عن النظام الأمني السوري اللبناني! والقوى التي تمانع هذا الأمر أيضا واضحة ومع ذلك لازلت تجد هذه النخب تسارع للبحث عن كل شاردة وواردة من شأنها إجهاض المطلب اللبناني في الخروج من دائرة نفوذ النخب الأمنية السورية. وسأضرب مثالا ربما يبدو خارج السياق:
السيد وليد جنبلاط عندما كان صديقا للسلطة في سورية لم تتعرض له هذه النخب بالنقد قياسا بما يتعرض له الآن. وفي الإجمال نستطيع القول:
إن النخب الحاكمة تراهن في ديمومتها على علاقتها مع الخارج. والنخب المعارضة أيضا كذلك الأمر كل منها له خارج يراهن عليه:
نخب تراهن على خارج عربي أو إقليمي، ونخب تراهن على خارج غربي عولمي، ونخب تراهن على خارج غربي مناهض للعولمة. إنها مشكلة المجتمعات المفوتة في الحقيقة. والأحداث التي تجري في المنطقة توحي بما لا يقبل الجدل بأن الاستعداد للعنف هو وليد هذا التفويت والغياب عن تقرير المصير بوسائل حضارية. العقلانية غائبة عن المجتمعات العربية. العقلانية بما هي ممكنات العصر وروحه.
والغرب في أولوياته لازال هنالك تبعات لعلاقة ذات ديمومة مع النخب الحاكمة دون الأخذ بعين الاعتبار مجمل سلوك هذه النخب إزاء قضايا حقوق الإنسان ودولة القانون والمؤسسات. إن الغرب في بعض مصالحه يسمح لهذه النخب بأن تعيد توزيع ثروة المجتمعات المفوتة بطريقة غير قانونية وغير مشروعة ولا تعود بالنفع على مجتمعاتنا في الحقيقة. فقد أصبحت اللوحة النخبوية مزرية: علمانيون يدافعون عن الإرهاب في العراق وفلسطين! قوميون عرب يدافعون عن الأجندة الإيرانية. والكثير من أجزاء وعناصر هذه اللوحة يشير إلى نتيجة واحدة:
المجتمعات المفوتة لا تنتج سوى نخب مفوتة



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نختلف لنتفق.. لنتحاور..!
- الديمقراطية في سورية ضحية الزيف الأيديولوجي
- مانفع الإسلام العربي بدون المسيحيين العرب وغير العرب
- السلطات الإقليمية تبادل الدم والثروة والإسلام
- أولمرت والأسد ..سيبقى السلام ضحية
- السؤال الأمريكي في ضوء 5 حزيران
- المجتمع السياسي السوري بعد القرار 1757
- من نهر البارد إلى دجلة ومن الدجيل إلى حماة
- القرار 1757 المحكمة الدولية وانقاذ لبنان
- الاستفتاء والمسألة الطائفية في سورية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثالثة
- الوضع الشاذ لدينا جميعا
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثانية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة
- اللقاء في شرم الشيخ، مناورة أمريكية أم سورية؟
- كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا
- التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟
- وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - النخب العربية لاتراهن على مجتمعاتها