أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الوضع الشاذ لدينا جميعا














المزيد.....

الوضع الشاذ لدينا جميعا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلى فائق المير في محبسه الثاني!

إن أية مقاربة للوضعية السورية تجد نفسها تأخذ منحى ضبابيا متعرجا وأحيانا شاذا، فجملة من المعارف والإجراءات والترسانات البياناتية والحقوقية والسياسية تشذ في دهاليز الوضع السوري لتصبح دوما مثار تساؤلات كثيرة. وهذا طبيعي لو نظرنا إليه من زاوية فهم سلوك السلطة وطبيعتها وما فعلته في الوطن. ولكن الأخطر وهذا أيضا جزء من العملية التاريخية في سورية هو:
الممارسة السياسية والحقوقية للمعارضة ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. وسأبدأ بحقوق الإنسان بما هو أو من المفترض أنه حالة احترافية مؤسسية لاتميز بين هذا المعتقل أو ذاك أو بين هذه الرهينة أو تلك طالما أن الجميع هم معتقلوا رأي ليس إلا. وقبل أن نتابع لابد من التنويه أن الكاتب ليس خارج هذه المخاتلة فنحن مجروحون في قيمنا وبالتالي في تقييمنا للأوضاع السورية عموما. والجرح نازف مادامت السلطة مستمرة في هذا الوضع الشاذ من ممارسة غيها على الوطن عموما وبهذه الأساليب والطرق. إن الفعل الحقوقي في سورية بات فعلا ذو شرعية واقعية أكثر منه ذو شرعية قانونية. هذه الشرعة الواقعية تأخذ بعدها من زاويتين:
الأولى : أن السلطة تتعامل بتجريبية وارتجالية مع هذا الأمر وعندما يريد أحدهم الخروج عن هذا السياق نحو فعل تأسيسي سيكون مصيره السجن أنور البني في محاولته لتأسيس مركز حقوقي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والبلجيك خصوصا.


والثانية : من أن الفعل الحقوقي عموما لايطال ما تريد السلطة الإعلان عنه بمعنى أنه لازال حتى هذه اللحظة يتحرك وفق مدارات الهامش السلطوي. كل هذا لايجعلنا نقلل من دور هذا الفعل في فضح ممارسات السلطة. ولابد من التنويه أيضا عن الظروف الأمنية السيئة التي يعيشها العمل الحقوقي والسياسي عموما داخل سورية يعني بالعربي ـ الله يعين ـ


ما يقوم به هذا الفعل الحقوقي أمر جيد سواء لجهة الحملات الدولية لإطلاق سراح المعتقلين أو غيرها من النشاطات، ولكننا نلاحظ في الكثير من الحالات أن هنالك ( خيار وفقوص ) على حد تعبير المثل الشامي. وهذه العدوى تنتقل إلى منظمات حقوق الإنسان في العالم الغربي تأثرا بنا نحن السوريون. إن التمييز في التعاطي الحقوقي بين حالة وأخرى أمر يقلل من مصداقيتنا الحقوقية ويجعل الأمر يبدو وكأن له حسابات أخرى غير حقوقية.


أما لجهة المعارضة السياسية فالإلتواء حاصل عندها منذ زمن بعيد ولذا فإن أي ممارسة سياسية لا تفاجأنا. لهذا نركز في بياناتنا على أسماء وننسى أسماء ربما تكون أكثر أهمية من وجهة نظري. وهذه الحالة تنطبق على الصديق فائق المير أبو على عضو الأمانة الأولى لحزب الشعب الديمقراطي. فهو معتقل سابق لمدة تزيد عن عشر سنوات وهذا ربما اعتقاله الثالث أو الرابع.


حتى أن حزب الشعب نفسه لم يقم بحملة موازية للحملات التي أقيمت من أجل الزملاء ميشيل كيلو وأنور البني. رغم أن أبوعلي أكثر وضوحا في مواقفه عموما وأكثر التصاقا بالعمل الميداني وسمعته معروفة. ومثله من حدث معهم هذا التمييز وسيحدث الكثير ولنلاحظ الحكم الصادر بحق ميشيل كيلو من جهة والحكم الصادر بحق الدكتور كمال اللبواني من جهة أخرى! والمتتبع لردود الأفعال يجد أن التمييز بالاهتمام لصالح ميشيل كان أكبر. رغم أن اللبواني قد حكم عليه إثني عشر عاما أي أربعة أضعاف الحكم على ميشيل كيلو. النكتة المريرة أن أحدهم علق على هذا الأمر بالقول أن كمال اللبواني أمريكي التوجه! طيب إذا كان كمال كذلك فهل فائق المير ورياض دردار ونزار رستناوي ورفيقي محمود عيسى وكذلك ( المنسي ) الدكتور عارف دليلة كما كتب عنه بهذا العنوان الصديق ناصر الغزالي؟


إن الاحتراف في العمل الحقوقي يجعل هذه الأوضاع الشاذة نادرة الحدوث ولكن من أين لنا القدرة على الاحتراف في ظل سلطة تحرق الأخضر واليابس؟ ولا بد أن نرى الفارق بين شرعية السلطة التي تحدثنا عنها وبين شرعية القانون والجميع يعرف أكثر مني ماهو الفارق بين الأمرين ومادوره في تعزيز فعل حقوقي إنساني محترف غير خاضع للأهواء والأمزجة. وهذا ما نصبو إليه لنتخلص جميعا من استطالات الوضع الشاذ بقدر ما نستطيع.
إلى أبوعلي المير يبدو أنك ستنتظر طويلا..






#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثانية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة
- اللقاء في شرم الشيخ، مناورة أمريكية أم سورية؟
- كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا
- التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟
- وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة
- ثقافتنا شفهية والمكتوب منها شمولي
- مؤتمر الأقليات في زيورخ خطوة نوعية ولكن؟
- الفساد في سورية نظام وليس ظاهرة
- الأشقاء العرب قبل القمة وبعدها رسالة من مواطن عربي
- إرهاب قطاع خاص وثقافة قطاع دولة
- الإسلام ليس حاكما ولن يكون
- المرجعية الكردية في سورية بين القومي والديمقراطي


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الوضع الشاذ لدينا جميعا