عندما تتفسخ الطبقة الوسطى


كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الطبقة الوسطى لجميع الشعوب هي قوام الأوطان والمجتمعات وقلبها النابض بالحياة والدافع للحركة والتطور.
وحالة الطبقة الوسطى المصرية الآن يرجع إليها دخول كامل الأمة المصرية إلى حالة انهيار حضاري متعدد الجوانب والمظاهر.
ليس الفشل الاقتصادي وشبح الفقر الضاغط على الطبقة الوسطى وحده هو سبب مانشهده من انهيار أخلاقي وانحلال وفساد سلوكي في المجتمع. وإنما الأخطر منه ڤيروس الدروشة والردة الحضارية الذي ضرب الطبقة الوسطى. وكانت حركة الإخوان المسلمين مركزه وماكينته الدافعة.
بالإضافة أن زيادة السكان الانفجارية مع بدايات القرن التاسع عشر، ضاعفت معدل الهجرة من الريف للمدينة، بأكثر من معدل قدرة المدن على تمدين الوافدين. فكان أن تريفت المدن. لتكون النتيجة تصدع الطبقة الوسطى وتفسخها. وتحولت أعرق المدن المصرية حضارة مثل الإسكندرية إلى مزابل وأوكار للسلفية والتنظيمات الظلامية.
وانسحب المسيحيون من النشاط السياسي والاجتماعي إلى داخل الكنائس. يهربون بأنفسهم وبهوياهم داخلها. لينضموا إلى قطعان إخوان الوطن المغيبين المرتدين عن النهضة الحضارية، التي كانت أسرة محمد علي باشاً قد جرت المصريين جراً إليها. محاولة التغلب على حالة الخوف والكراهية والعداء للآخر الأجنبي المختلف دينياً. المتغلغلة في أعماق الشخصية المصرية. حتى من قبل دخول الإسلام مصر.
لتكون النتيجة أن فقدت الأمة المصرية كلها توازنها.
لتصل الآن إلى ماهي عليه من حالة سقوط حر!!