رسالة إلى الصديق منعم المساوي


امال الحسين
الحوار المتمدن - العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 11:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي     

قال لي الصديق منعم المساوي :"Monaim El Moussaoui
Lhou Amal أحيانا تبدو لي غبيا السي الحسين

وقلت له : ره مزيان أسي منعم إكن بنام غبي مع الأغبياء بعض الوقت.

وكتبت له هذه الرسالة التالية

أعتقد أنك لم تفهم ما قلت، لم أقل أن المغاربة ليسوا مع القضية الفلسطينية، وأنا كنت طفلا بالبادية في الستينات من القرن 20 كانت القضية الفليطينية تناقش في ساحة أحواش من طرف روايس، وأنا طفل كنت أستمع لمدياع أبي بدكانه مع أصدقائه الاتحاديين يستمعون إلى خطابات عبد الناصر وأخص بالذكر حرب 67 كانوا يتابعونها عبر المدياع، وكانوا يتتبعون جميع الأحداث العالمية ومنها خاصة الحرب الفييتنامية ومن تم تشبعت بالفكر الرادكالي.
وقد نشرت يا سي منعم كل هذه الأحداث بالفيديو وبإسهاب ونشرتها في روايتي مأساة يغود، كما تابعت مع مع أبي وأنا طفل جل الأحداث بالمغرب من انقابات 71 و72 وحركة 73 مارس حيث عمر دهكون دواره غير بعيد عن دوارنا وأبي من الاتحاديين الرادكاليين، وقد نشرت كل ذلك التاريخ من 62 اعتقال أبي بسبب رفضه التصويت على ال-صتور وأنا طفل وانتخابات 63 وغير ذلك، لأن بعض الأغبياء يتجاهلون ما نكتب وما ننشر كتابة وصورة وصوتا، أعتدق أنه في بعض الأحيان يجب عليك أن تكون غبيا مع الأغبياء، الذين يعتقدون أن القضية الفلسطية وليدة اليوم وهي مناسبة ككل المناسبات.
يعتقد الأغبياء أن القضية الفلسطينية يمكنه أن يتخذها مطية للوصولية والانتهازية، وهناك من يعتقد أنها سترى حلها علي يده وهي في الحقيقة مستعصية عن الحل، لكونها مركز العالم بل والكون مثلها مثل الثقب الأسود الذي يعصف بالمجرات، كذلك القضية الفلسطينية لن ترى الحل إلا بعدما تنهي العصف بالانتهازيين والخونة، هي مستعصية لأنها يجب أن تكون كذلك حتى تكون سببا لإيقاض الأغبياء من سباتهم العميق، حتى لا يعتقدون أن كل ما مر عليها هو في الماضي منسي، والغبي يستسقظ من نومه معتقدا أنه الأول ال-ي يمر هناك مستعجلا أن يكون هو الفاتح.
بالرجول إلى قولة أن المغاربة أشد عداءا للصهيونية، نعم ولكن في صمت لم يتجاوز يوما الحدود المسطور لذلك حيث التحكم في كل شيء، حيث الأغبياء كثر ويشيعون القشايا بالشوارع في شعار أن الحركة كل شيء والهدف لا شيء، هم في سبات عميق ويحركون الشوارع بلا هدف يفصلون القضية عن الموضون، لم يحدث أن وافق الشكل الموضوع إلا مرة واحدة لما هاجم الكيان الصهيوني طائرات جمال عبد الناصر وقد حضرني هذا الحدث وانا مع أبي وأصدقائه سمعوا الحدث المؤلم بالمدياع، كم كانت حصرتهم رغم أنني طفل في 12 سنة في 1967 شعرت بألمهم.
وخرج بعد المناضلين بالدار البيضاء يطعنون اليهود انتقام ، هذا الحادث الذي جعل الحسن الثاني مع الموصاد يعجلون بتهجيرهم إلى أرض فلسطين، وانخرطوا في الجيش الصهيوني عساكر ينتقمون من الفلسطينيين، ها هم أحفادهم اليوم يكرسون نفس العقد والكراهية والعنصرية بلغت حدا لم نكن نتصوره يوما، كنا ونعن تلاميذ بالثانوي في السبعينات نناقض القضية الفلسطينية، كنا مندفعين معتقدين أن الفتح سيكون على أيدينات وطال بنا الزمان حتى رأسنا أبناءنا يئسوا من المستقبل، وكنت مع أبي أناقش معه ومع أحد أصدقائها على مائدة الغذاء نتعارك حول القضية وكنا مندفين، وكان يقول لي :"لن تحرروها"، وكان قليل الكلام يعطي الموقف فقط ليس لأنه عدمي كما كان يظهر لي في ذلك الحين في السبعينات من القرن 20، إنما ما مر بهم من خيانة من طرف الأغبياء الانتهازيين الحزبيين هو الذي خلق لديهم النضج والحكمة.
نعم يجب أن يظهر الحكيم للأغبياء غبيا وهو حكيم حتى يترك لهم المجال لاستكمال نضجهم حيث هو لا مكان لديه للجدال العقيم، وبالرجوع إلى ما لم تفهمه من قولي وأولته كما يحلو لك، أوضحه لك حتى يتبين الحق في الظلام، منذ كوفيد والسياح الوافدون إلى المغرب من صهاينة العالم وليسوا أوروبيين عاديين، وأنا أتابع تحركاتهم بأكادير كنت أذهب للاستجمام بالشاطء كأنهم طيور عوا يستوطنون الشاطئ، زهم يحضون بترحيب الدولة المطبعة وليس السكان، بل أكثر من ذلك تابعت زياراتهم للأماكن التي كان يعيش فيها آباؤهم وأجدادهم بجبال الأطلس الصغير والكبير، وتابعت ذلك ونشرته عبر الفيديو، وأعتقد أنك لم تطلع على ذلك ولن ألومك لأن حجم الفيديوهات التي تعدد بالمئات لن يتسع لك المجال لمشاهدتها وهي غنية بالأحداث.
ولكن يجب أن يكون الإنسان غبيا مع الأغبياء حيما يقود الأغبياء النضال في حجم القضية الفلسطينية، ويتبجحون معتقدين أنهم بكذا تبجح يمكنهم أن يحررونها، في الوقت الذي يتم جعلها في الموت السريرري من طرف الإمبرالية والصهيونية والرجعية العربية المطبعة، وقد تنبعث من الرماد كطير الفنيق لكن ليس بأيادي الأغبياء، اليوم أسي منعم فلسطين ليست بحاجة إلى الاحتجاجات بل هي بحاجة إلى صحوة لم تنبعث بعد، وأعتقد أنها لن تنبعث في المدى القريب، حيث يتم تكريس تفريق الشعب المغربي الذي كان وما زال مقياسا لحرارة القضية الفلسطينية، وما أشرت إليه في بداية هذا المقال يدل على ذلك وليس للتنويه والتبجح.
اليوم خرجوا علينا بداية طور خطير وهو المواجهة بين الأمازيغية والإسلام، وقد تابعت تعليقاتك وهي في الحقيقة غبية حيث أنك تتابع أحد الأشخاص الذي يبدو أنه بوق فقط يردد ما أملي عليه، ما بدا في شارع الرباط ليس عفويا ولا يخيفنا نحن أصحاب القضية الفلسطينية والقضية الأمازيغية، لكننا نخاف في نفس الوقت على أبنائنا وأحفادنا أكثر مما نخاف على القضيتين، ليس خوفا عليهم حيث هم فلدات أكبادنا فقط لكنهم لم تسمح لهم ظروف الحال أن يكونوا أقوياء وأشداء كيفما تتطلبه القضيتين، أما وأعداؤهما فقد هيئوا لهما كل الوسائل الممكن وعلى رأسها رضية التطبيعة التي عمت جميع أجهزة الدولة والحكومة.
لقد تعمدت أن أعيد نشر كل ما سجلته من فيديوهات بمجموعة من الصفحات التابعة لهذا الحساب، ومن بينها كل ما سجلته حول القضية الأمازيغية من منظور مادي تاريخي، لكن اعرف جيدا أنك لم تطلع عليها علقت لذلك واجب علي أن أكون غبيا مع الأغبياء، كما تعمدت أن أعيد نشر كل ما نشرت حول القضية الأمازيغية من كتابات وفيديوهات بهذا الحساب، ليس عبث لكوني غبي بل عمدا جوابا على كل من سولت له نفسه الحديث باسم الأمازيغية وهو لم يدرك موقعها الحقيقية في القضية الفلسطينية.
إن القضيتين تعيشان اليوم طورا خطيرا في حياتهما ليس ككل الأطوار التي مضت، طور آخر يستهدف أبناءنا وأحفادنا أما نحن فقد وضعوا متمنياتنا في الموت السريري، فتهيأوا للأسوأ القادم حتى لا يصدمكم فهو أقوى من صدمة 20 فبراير، إنها الصدمة القافية التي تزعزع كل أركان الحضارة والعايش بين القضينين بالمغرب، زحتى لا تكونوا أغبياء كما يريدون لكم أن تكونوا حتى يبتلعوكم كلقمة خبو حافي، أو تكونوا مثلنا أغبياء حيث يجب أن يكون الإنسان غبيا نعض الوقت مع وجود الأغبياء.
أكادير في 21 أبريل 2025