مسيرة -مليونية- سقطت من السماء..!!


حسن أحراث
الحوار المتمدن - العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بدايةً، حضرت المسيرة المعنية وتابعت شعاراتها وتبيّنت المشاركين فيها من قوى سياسية ونقابية وجمعوية. وأعتبر حضوري تضامنا ودعما للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة، تماما كما حضور العديد من المشاركين والمشاركات. وبالتالي فنقدي مُوجّهٌ بالأساس الى الأطراف السياسية التي تدعي خدمة قضية شعبنا ومناهضة التطبيع..
نعم، مسيرة "مليونية" سقطت من السماء..!!
هكذا، بدون مقدمات (وكما جرت العادة من زمن الى آخر) وفي ظل فراغ سياسي قاتل؛
حيث أمام غياب، بل انبطاح الأحزاب السياسية وتخاذل القيادات النقابية والجمعوية، تسقط مسيرة "مليونية" من السماء..!!
نضالات لا تتوقف ومعارك بطولية تعُجّ بها الساحة السياسية، وقمعٌ متواصل ومعتقلون سياسيون وراء القضبان الصدئة؛ ولا من يحرك ساكنا عدا لغةَ البلاغات والبيانات المُحتشمة في أحسن الأحوال..
كيف في ظل احتداد الصراع الطبقي أن تغيب الجيوش "المتضامنة" مع فلسطين؟!!
والسؤال: من أسقط المسيرة التي يُحبُّ البعض أم يُسمّيها "المليونية"؟
لسنا بُلداء لدرجة الاعتقاد أن المسيرة من صُنعٍ نضاليٍّ أو بيدِ جبهةٍ أو مجموعة أو حزب..!!
نعلم أن "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" قد دعت الى تنظيم المسيرة وكذلك "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، بالإضافة الى العديد من الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية، ومن بينها حزب "العدالة والتنمية" المُتورِّط حتى أخمص قدميه في توقيع/تنزيل التطبيع وأمام كاميرات العالم..
إن وقفات الجبهة أمام البرلمان كل يوم ثلاثاء تفضح حقيقة الكم الهائل الذي حضر الى الرباط من كل "فج عميق".
هناك "التجييش" المُنظَّم بالرباط ومن مختلف المناطق نحو الرباط؛
هناك الوجوه التي حضرت المسيرة، وجُلّها مُتصهين ومتورط في جريمة تطبيع النظام القائم مع الكيان الصهيوني؛
هناك القوى الظلامية والشوفينية، من أكبر المستفيدين من المسيرة بعد النظام القائم؛
هناك الشعارات السياسية المرفوعة، بعضها شعارات مشبوهة وبعيدة كل البعد عن فلسطين؛
هناك التنظيم والانضباط (حتى على مستوى الشعارات، أي عدم الانفلات) اللذان يفوقا إمكانيات "الجبهة" وحتى "المجموعة" أو هما معا...؛
هناك التغطية الإعلامية المفضوحة للقناة الرسمية الأولى..؛
هناك الحضور النضالي الضئيل بسبب الضعف وأيضا بسبب الموقف السياسي من الحدث المصنوع، وإنه أكبر الخاسرين..
ولنعُد الى السؤال: من أسقط من السماء المسيرة التي يُحبّ البعض أن يسميها "المليونية"؟
جوابنا واضح، إنه النظام القائم وأزلامه، ويستطيع أن يُسقط من السماء القمع والنار بدل المطر..
"يُلقِّحون" المسيرات والوقفات كما "يلقحون" السُّحب..
وأخاف أن "يلقحوا" المناضلين أيضا، إذا لم تكن جريمة التلقيح قد طالت العديد مِمَّن كانوا مناضلين (لا أقصد بالضرورة كورونا)..
والخطير أن تمُرّ كما دائما أحداث ومحطات بارزة دون تقييم أو دراسة أو حتى عناوين أو خلاصات. فإما أن نتباكى ونندب حظنا العاثر أو نفرح ونزغرد ونتباهى...
فلا تراكم ولا بناء رغم التضحيات الجسيمة..
إن من تهُمُّه فلسطين حقا، لا يمكن بأي معنى أن يتجاهل معاناة شعبه وأن يغض الطرف عن عماله وفلاحيه وطلبته ومعطليه ومشرديه وكافة بناته وأبنائه الغارقين في ذل النظام وإجرامه ومحنه..
كل التضامن والدعم للشعب الفلسطيني..
النصر لشعبنا ولمعارك بناته وأبنائه..
الذل والعار للرجعية والصهيونية والامبريالية..
الخزي للمطبعين مع النظام القائم ومع الكيان الصهيوني..