أزمة البشرية في عقلها


شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن - العدد: 7694 - 2023 / 8 / 5 - 14:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

تُعدّ الحروب بمختلف صنوفها وأشكالها أهم تهديد يواجه البشرية...
تندلع الحروب في العقول أولاً...
إن نظرة سريعة إلى واقع البشرية الحالي تظهر أنّ أرقى شعوب العالم تُحكم بعقل وفكر وأدوات ابتكرها الإنسان في قرون غابرة أحدثها فكر القرن التاسع عشر...
ثمّة شعوب في أقوى الدول التي تقرر مصير العالم تُحكم بعقل سمته تدمير الآخر كي يسود، فتشن الحروب على الشعوب الأخرى...
وتجد شعوباً تُحكم بعقل سمته التدمير الذاتي والاحتراق الذاتي، فتشن الحروب على ذاتها وتدمر ذاتها، وهي في طريقها لشن حروبها الخارجية...
التناقضات الداخلية والخارجية في المجتمعات البشرية المترافقة مع الخبل الفكري، وسيادة العقول البائدة، من أهم أسباب الحروب التي تهدد البشرية بالفناء...
لكي تتخلص المجتمعات البشرية من أزماتها المتمركزة في عقلها وفكرها ومناهج تفكيرها ينبغي لها أن تعالج تناقضاتها، وأن تستيقظ من سباتها الفكري، وتتجاوز عموماً الخبل الفكري، وتطور عقلها مع تطور الذكاء الاصطناعي، وتبتكر أساليب حكم جديدة تنسجم مع متطلبات العصر وثورة المعلوماتية...
إنّ التفكير بعقول الحضارات السابقة وحدها يُعمي عن رؤية متطلبات الحياة الجديدة...
لقد آن الأوان كي تبدع البشرية فكراً جديداً يستفيد من جميع المناهج الفكرية السابقة مهما كانت تناقضاتها، وأن تتجاوزها للتأسيس لعقل بشري جديد ينقذ البشرية من حكم القلة والبلطجة ضيقة الأفق المشجعة للحروب والدمار... فهل من سبيل لابتكار عقل إنساني جديد؟...