نبيل أبو صعب كن بخير!

"أبو سلطان": نبيل أبو صعب، إنسان من أنبل النّاس الذين أتاحت لي الحياة أن أتعرف إليهم... صديق شفاف صادق نبيل: اسم عل مسمى؛ يفيض حبّا صادقاً لأهله، وأصدقائه وبني شعبه ووطنه... لعلّه تكنى بـ"أبي سلطان" تيمناً بسلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى وموحدها تحت ذلك الشعار العلماني الشهير: "الدين لله والوطن للجميع"، ومحبّة منه في تعزيز استقلال بلادنا ووحدة ترابها، وشعبها الحرّ الكريم...
لم تله نبيلاً مهنته التربوية، وإجازة الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها التي يحملها، ونشاطه المتميز كعضو في اتحاد الكتاب العرب، ولا ترجماته الغنية، التي صدر بعضها عن وزارة الثقافة وعن اتحاد الكتاب العرب بدمشق - لم تلهه - عن الاهتمام بالشأن العام، فكان من المطالبين في بداية الألفية الثانية، بالإصلاحات الدستورية، وبناء مؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات الدولة على أسس دستورية حضارية علمانية تداولية، وتحقيق العدالة الاجتماعية الاقتصادية كيلا تنزلق البلاد إلى ما لا تحمد عقباه، وأسهم بنشاط في الفعاليات الثقافية، ولا سيّما في القريا، فكان جزاؤه أن نُقل عام 1988 من مهنته في التدريس إلى وظيفة إدارية لغاية عام 2004 مِنْ ثّم أعيد إلى مهنة التدريس حتى عام 2006، إذ فصل من عمله الوظيفي - يجدر التنويه إلى أنّ اتحاد الكتاب العرب وفّر له عملاً يعينه في تأمين لقمة عيش أسرته بعد فصله من عمله...
الصدق والمحبّة وحبّ العمل من أهم خصاله... إذ أسهم في تنظيم لقاءات دورية لمن يرغب من الزملاء في جمعية الترجمة في مطاعم دمشق الشعبية، فكانت تلك اللقاءات فرصة للتعارف وتبادل الآراء، وقد أضفى حضوره مع المترجم القدير عبود كاسوحة (أبو علي) جواً بهيجا مثمراً ومفيداً في تلك اللقاءات... إلا أنّ طبيعة عمله وسكنه زادت من معاناته الصحية التي آمل أن يتعافى منها في أقرب وقت... وقد زادته معاناته حباً للحياة والعطاء فاستمر في الترجمة وأصدر أكثر من ثلاثين كتاباً عن اللغة الفرنسية، أهمها:
ـ الهذيان والأحلام ـ فرويد
ـ الكابتن فراكاس ـ ترجمات للأطفال
ـ الحسناء والوحش ـ ترجمات للأطفال
ـ الحاكم الهندي المفترس ـ ترجمات للأطفال
ـ رسائل من الطاحون ـ ألفونس دوديه
ـ كيف أصنع قلماً ـ فيلليني
ـ مذكرات الكابتن كارييه
إنّ كلّ من يعرف الصديق الوفي والإنسان الشهم "نبيل أبو صعب" يشهد أنّه في حياته وعطائه ظلّ عنوان المحبّة لوطنه، ولأهله وأصدقائه وشعبه، يحلم أن تعمّ الكرامة، والحرية، والعدالة، والمحبّة، والخير، والجمال ربوع وطننا الموحد الحبيب، والعالم أجمع... إننا في أمسّ الحاجة إلى أنّاس حقيقيين أمثاله...
أخي وصديقي الإنسان الحرّ: نبيل أبو صعب، أبا سلطان، كن بخير، أيّها النبيل، حتى تبقى حياتنا جميلة، ولكي يبقى صوت الحساسين جميلاً...